نفذت الحراكات الشعبية في مخيم نهر البارد شمال لبنان، اليوم الاثنين 3 تشرين الثاني/نوفمبر، وقفة غضب واستنكار أمام مكتب مدير خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، احتجاجا على سياسات إدارة الوكالة وتقليص خدماتها الإغاثية والصحية والتعليمية، وللمطالبة بضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين كاملة دون استثناء. 
   
  وخلال الاعتصام، أغلق المحتجون مكتب مدير خدمات "أونروا" بالسلاسل الحديدية، في خطوة احتجاجية رمزية تعكس تصاعد الغضب الشعبي تجاه سياسات الوكالة التي يعتبرها الأهالي تهديدا مباشرا لحقهم في الحياة الكريمة. 
  
  
   
  وقال مسؤول الحراك الشعبي في المخيم محمد أبو القاسم إن التحرك يأتي في سياق سلمي "رفضا للاستهتار بحقوق اللاجئ الفلسطيني"، مضيفا: "نطالب بالعيش الكريم إلى حين العودة، وبضمان حقوقنا الصحية والتعليمية والإغاثية، وما يحصل هو استهداف مباشر للاجئ وحقوقه". 
   
  وأعلن أبو القاسم عن تحرك تصعيدي شامل في جميع مخيمات لبنان يوم الأربعاء المقبل، من خلال اعتصام أمام المكتب الرئيسي لـ"أونروا" في بيروت، مؤكدا أن صبر اللاجئين بدأ ينفد أمام استمرار سياسات التقليص والتهميش. 
من جانبه، قال مسؤول العلاقات السياسية في حركة الجهاد الإسلامي في الشمال بسام موعد إن الاحتلال "الإسرائيلي" يمارس ضغوطا متواصلة على "أونروا" لإضعافها، إلا أن ذلك "لا يبرر تخلي الوكالة عن دورها الأساسي تجاه اللاجئين الفلسطينيين".
وأضاف موعد: "منذ 18 عاما ومخيم نهر البارد لم يستكمل إعماره، ولا يجوز ترك اللاجئين أمام مصير صحي وتعليمي مجهول، فيما المستشفيات ترفض استقبال المرضى دون تغطية كاملة".
   
  وأشار إلى أن الوكالة بدأت باتباع إجراءات جديدة تقيد الاحتجاجات، وتمنع رفع الصوت أمام تقصيرها وغطرستها، داعيا المرجعيات الفلسطينية والحكومة اللبنانية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه هذا الملف الإنساني والمعيشي الخطير. 
   
   أما الشيخ عبد الله شرقية، أمين سر تجمع المخيم الجديد، فقد حذر من انفجار اجتماعي وشيك في حال استمرار تجاهل "أونروا" لمطالب الأهالي، قائلا: "طالبنا 'أونروا' بالحوار ولم يتجاوبوا، وعندما رفعنا الصوت أحضرت القوة الأمنية لكتم أصواتنا". 
   
  وأضاف شرقية: "هناك أكثر من 3600 عائلة في المخيم الجديد تعيش أوضاعا مأساوية، وإذا لم تلب الحقوق، فستتحول مراكز <أونروا> إلى مراكز إيواء، وقد لا نتمكن من ضبط الشارع بعد اليوم".
   
  وختم بالقول: "هذا إنذار أخير… إما أن تعاد الحقوق لأصحابها، وإما سنذهب إلى إغلاق كامل لمؤسسات 'أونروا' في المخيم".
   
  ويأتي هذا الاعتصام في ظل تصاعد موجة الغضب في المخيمات الفلسطينية في لبنان، رفضا لسياسات "أونروا" التقشفية التي تهدد الأمن الغذائي والاجتماعي للاجئين الفلسطينيين، في ظل نسب فقر تجاوزت 90%، وسط تحذيرات من تحركات أوسع قد تمتد إلى العاصمة بيروت خلال الأيام المقبلة.
