اعتصم مئات الطلاب الفلسطينيين صباح اليوم الاثنين أمام مدرسة الجالود المهنية العملية في بيروت، احتجاجاً على قرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بدمج الصفوف، الذي أدى إلى اكتظاظٍ شديد في الصفوف الدراسية وتراجع جودة التعليم، بحسب تعبير المعتصمين.

ورفع الطلاب والأهالي لافتات كتب عليها: "لا لدمج الصفوف"، "من حقنا أن نتعلم بكرامة"، و"المقعد بساع طالبين ما بساع ثلاثة"، مطالبين "أونروا" بـالتراجع الفوري عن القرار الذي جعل عدد الطلاب في بعض الصفوف يتجاوز أربعين طالباً، مما يهدد سلامة الأبناء ومستقبلهم التعليمي.


 

الأهالي من جهتهم طالبوا وزارة التربية اللبنانية ووكالة "أونروا" بإيجاد حلولٍ عاجلة، وتأمين بيئة تعليمية آمنة وعادلة تضمن حق أبنائهم في التعلم بظروف مناسبة.

وفي حديثٍ خاص مع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، قال اللاجئ الفلسطيني أحمد شولي، والد إحدى الطالبات في المدرسة: "ابنتي أخبرتني أن عدد الطلاب في صفها تجاوز الأربعين، وهي غير قادرة على التركيز أو الاستيعاب. كيف يمكنها التعلم تحت هذه الظروف؟ إن قرارات الأونروا بدمج الصفوف وتقليص عدد المدرسين تمسّ مستقبل أبنائنا مباشرة".

وأضاف شولي أن الأهالي والطلاب سيواصلون اعتصاماتهم السلمية حتى تستجيب "أونروا" لمطالبهم، وتدرك خطورة القرار الذي يضرّ بمستقبل الطلاب الفلسطينيين في لبنان.

يذكر أن "أونروا" كانت قد نفت أمس الأحد في بيانٍ رسمي الأنباء المتداولة حول نيتها دمج المدارس الثانوية في مدينة صور وغير مناطق، مؤكدة أن تلك المعلومات "غير صحيحة تماماً"، وأوضحت أن عملية التحقق السنوية لأعداد الطلاب في مدارسها أظهرت انخفاضاً في عددهم من 37,058 إلى 34,427 طالباً فعلياً، الأمر الذي استدعى تعديلاً في الشعب الدراسية بما يتوافق مع الإطار المعتمد لتشكيل الصفوف.

وأوضحت "أونروا" أنه تم تعديل عدد شعب الصف العاشر من ست إلى خمس في ثانوية الأقصى في صور، بمتوسط 40.2 طالباً في الصف الواحد، بينما تم في مدرسة جالود في بيروت تعديل عدد شعب الصف الأول من ثلاث إلى اثنتين، بمتوسط 41.5 طالباً في الصف الواحد. وهو ما يثير غضب الاهالي حيث يعتبر هذا الرقم اكتظاظاً.

ويأتي هذا الاعتصام في ظل تصاعد الاحتجاجات التعليمية في مدارس "أونروا" بعدة مناطق لبنانية، رفضاً لقرارات الدمج والتقليص التي يرى فيها الأهالي مساساً بحقوق أبنائهم في التعليم الكريم.