واصل جيش الاحتلال تصعيده العسكري في قطاع غزة عبر شن غارات جوية وقصفًا مدفعيًا امتد إلى عدة مناطق في شمال ووسط وجنوب القطاع، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المعلن منذ 43 يوماً.
وأسفرت الغارات التي طالت أماكن متفرقة من قطاع غزة مساء اليوم السبت 22 تشرين الثاني/ نوفمبر عن شهداء وجرحى، فيما أعلنت وسائل إعلام "إسرائيلية" عن استهداف قيادي بارز في كتائب القسام.
كما أدى قصف "إسرائيلي" على منزل غرب مدينة دير البلح يعود لعائلة عابد في محيط مسجد بلال بن رباح، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين بينهم طفلان، وإصابة آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في المدينة.
وفي مخيم النصيرات ذكرت مصادر ميدانية أن الاحتلال قصف منزلا لعائلة أمونة، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة 7 آخرين، جرى نقلهم إلى مستشفى العودة.
وفي جنوب القطاع، أطلقت آليات الاحتلال نيرانها تجاه مناطق جنوب شرق خان يونس، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
يأتي ذلك فيما زعمت وسائل إعلام الاحتلال أن الهجوم في مدينة غزة استهدف علاء الحديدي، الذي قالت: إنه يشغل منصب قائد ركن العمليات في منظومة التسلح بحركة حماس.
وأفادت هيئة الإسعاف والطوارئ في غزة باستشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين، بعد استهداف طائرات الاحتلال مركبة مدنية في حي الرمال غرب مدينة غزة.
وذكرت إذاعة الجيش "الإسرائيلي" أن العملية جاءت ضمن "جهود لمنع تجديد القدرات العسكرية لحماس". كما نقلت القناة 12 عن مصدر إسرائيلي قوله إن الحديدي "مسؤول كبير في منظومة الإمداد بالجناح العسكري لحماس".
بدورها، قالت هيئة البث "الإسرائيلية": إن الهجوم "جرى بالتنسيق مع مركز التنسيق المدني العسكري الأميركي في كريات غات"، في إشارة إلى تورط أميركي مباشر في العملية.
وكان جيش الاحتلال قد زعم في بيان أنه اغتال 3 عناصر من كتائب القسام، بزعم أنهم خرجوا من الأنفاق في رفح.
وادعى الجيش أنه رصد 4 عناصر آخرين اقتربوا من الخط الأصفر في شمال قطاع في حدثين منفصلين، زاعماً أنه قتل 2 منهم.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصحة في غزة، وصول سبعة شهداء و30 جريحاً إلى مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية، ما يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف.
وأضافت الوزارة أن عدد الشهداء منذ بدء وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي ارتفع إلى 318 شهيدًا و788 جريحاً، إضافة إلى انتشال 572 جثمانًا من تحت الأنقاض بينما وثقت الصحة ارتفاع حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" إلى 69 ألفاً و733 شهيداً و170 ألفاً و863 جريحاً.
وكانت حركة حماس قد أكدت أن تصاعد خروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار يضع الوسطاء والإدارة الأميركية أمام مسؤولياتهم، مؤكدة أن استمرار إزالة الخط الأصفر والتقدم غربًا، وما يرافقه من نزوح وغارات شرق غزة، يمثل خرقًا خطيرًا للاتفاق.
وذكرت أن الخروقات "الاسرائيلية" الممنهجة للاتفاق، أسفرت عن ارتقاء مئات الشهداء جراء الغارات وعمليات القتل المتواصلة تحت ذرائع مختلَقة.
وشددت على أن خروقات الاحتلال أدت إلى تغييرات في خطوط انسحاب جيش الاحتلال بما يخالف الخرائط التي جرى التوافق عليها.
وأكدت رفضها لكل محاولات حكومة "نتنياهو" لفرض أمرٍ واقع يتعارض مع ما جرى الاتفاق عليه، داعية الوسطاء إلى التدخل العاجل والضغط لوقف هذه الخروقات فورًا.
وطالبت الحركة الوسطاء بالتدخل العاجل لوقف هذه الخروقات فورًا ودعت الإدارة الأميركية إلى "الوفاء بتعهداتها" تجاه تثبيت وقف إطلاق النار.
