شهد مخيم برج الشمالي ندوة حوارية خاصة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بدعوة من دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية، لمناقشة واقع وكالة "أونروا" في ظل الضغوط السياسية والمالية المتصاعدة، وذلك بحضور ممثّلين عن القوى والفصائل الفلسطينية وفعاليات اجتماعية من داخل المخيم.

تحذيرات من انحسار الالتزام الدولي تجاه "أونروا"
و في مداخلته، عرض علي هويدي، مدير الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين، صورة شاملة عن التحديات التي تواجه الوكالة، مشدداً على أن "أونروا" تقف اليوم أمام مرحلة حرجة قد تهدد استمرار وجودها.
وأوضح هويدي أنّ التقليصات في الخدمات تعود بالدرجة الأولى إلى أزمة التمويل، لكن الخطر الأكبر يكمن في غياب الغطاء السياسي الدولي القادر على حماية الوكالة من حملات الاتهام والاستهداف.
وقال هويدي: إنّ الحفاظ على "أونروا" يتطلب جهداً فلسطينياً وعربياً موحّداً لمنع أي تراجع دولي عن مسؤولياته تجاه اللاجئين، مؤكداً "قد نختلف مع الأونروا، لكننا لا نتخلى عنها لأنها صمّام أمان لقضية اللاجئين."
كما دعا إلى تكثيف الضغط في المؤسسات السياسية والدبلوماسية والمحافل الدولية لضمان تمسك المجتمع الدولي بالوكالة واستمرارية خدماتها.

استهداف ممنهج يهدف إلى شطب قضية اللاجئين
بدوره، رأى الباحث والإعلامي فتحي كليب أنّ الهجمات السياسية المتكررة على "أونروا" ليست أحداثاً معزولة، بل تأتي ضمن سياق أوسع يخدم مشروع الاحتلال الرامي إلى إنهاء قضية اللاجئين وحقهم في العودة.
وأشار إلى أنّ الاتهامات التي توجهها "إسرائيل" للوكالة، خصوصاً بعد معركة "طوفان الأقصى"، تستهدف ضرب مصداقيتها وتشويه دورها أمام المجتمع الدولي.
وشدّد كليب على ضرورة بناء استراتيجية فلسطينية–عربية موحّدة لمواجهة هذه الهجمة، وتفعيل التنسيق بين دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية والدول المضيفة، لضمان بقاء "أونروا" فاعلة في مناطق عملها الخمسة.
وتواجه "أونروا" حالياً فجوات مالية متجددة تؤثر على قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للاجئين في دول الطوق، بالتوازي مع حملات سياسية تهدف إلى نزع شرعيتها وإضعاف دورها، في محاولة لإغلاق ملف اللاجئين نهائياً.
يُشار إلى أنّ 29 تشرين الثاني/نوفمبر هو اليوم الذي خصصته الأمم المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وإعادة التذكير بحقوقه غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها حق العودة، وهو ما يجعل النقاش حول مستقبل "أونروا" أكثر إلحاحاً في هذه المرحلة.
