واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، عبر شنّ غارات جديدة على مدينة خان يونس والمناطق الواقعة خلف الخط الأصفر إلى جانب عمليات نسف للمباني والمنازل السكنية في خان يونس ومدينة غزة، فيما أغرقت مياه الأمطار خيام النازحين مرة أخرى وسط أوضاع إنسانية كارثية.
وأعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة استشهاد فلسطيني متأثرًا بجراحه التي أصيب بها برصاص قوات الاحتلال في بلدة بني سهيلا.
وشهدت تلك المناطق قصفًا مدفعيًا "إسرائيليًا" مكثفًا، بالتزامن مع عمليات نسف لمبانٍ سكنية نفذها جيش الاحتلال شرقي مدينة غزة، لاسيما في حي الشجاعية داخل الخط الأصفر، ما أسفر عن دمار واسع وزيادة موجات النزوح.
انتشال جثامين شهداء من تحت الأنقاض في مخيم المغازي
ووسط القطاع، أعلن الدفاع المدني في غزة انتشال رفات 14 شهيدًا من تحت أنقاض منزل في مخيم المغازي، كان قد استُهدف خلال الحرب "الإسرائيلية".
وأكد الدفاع المدني أن عمليات البحث والانتشال ما زالت مستمرة للتأكد من عدم وجود مزيد من الضحايا، وسط استمرار الوضع الإنساني الحرج في المخيمات والمناطق المتضررة من القصف.
وفي غضون ذلك، تسببت مخلفات الاحتلال باستشهاد فلسطينيين وإصابة آخرين جراء انفجار جسم مشبوه داخل منزل متضرر في حي النصر بمدينة غزة.
ووفقًا للمتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، فقد أصيب أربعة فلسطينيين في حادثين منفصلين بسبب مخلفات غير منفجرة منتشرة في مختلف أنحاء القطاع.
وحذّر الدفاع المدني من توقف مركباته بالكامل نتيجة نفاد الوقود، مؤكدًا أن استمرار هذا الوضع سيؤدي إلى شلل كامل في قدرته على تنفيذ التدخلات الإنسانية، مطالبًا بتدخل دولي عاجل.
ووثقت وزارة الصحة في غزة عبر تقريرها الإحصائي اليومي حول عدد الشهداء والجرحى وصول 17 شهيدا (3 شهداء جدد و14 انتشالاً) و16 جريحاً إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وأكد التقرير أن عدداً من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.
ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بلغ إجمالي الشهداء 345 شهيداً و889 جريحاً، فيما بلغ إجمالي حالات الانتشال 588 حالة بحسب تقرير الصحة.
الصحة ارتفاع عدد ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" على قطاع غزة إلى 69 ألفاً و775 شهيداً و170 ألفاً و965 جريحاً.
أمطار غزيرة تغرق خيام النازحين والمرضى بخان يونس
وتزامنا مع التصعيد "الإسرائيلي" تسبب منخفض جوي جديد مصحوب بأمطار غزيرة في غرق عشرات الخيام في منطقة المواصي غربي خان يونس، حيث جرفت المياه العديد منها وألحقت أضرارًا بالغة بمساكن النازحين.
كما غرقت الخيام الطبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، ما اضطر الطواقم الطبية إلى نقل المرضى إلى داخل المجمع الطبي.
ويأتي هذا في ظل ازدحام شديد بالمستشفى نتيجة وجود آلاف الجرحى، ما يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الطبية ويضاعف الضغط على الكوادر الصحية والموارد المتاحة، في وقت تعاني فيه المنشآت الطبية من تحديات متواصلة بسبب الظروف الجوية والمستمرة للأزمة الإنسانية.
وقال المتحدث باسم بلدية خان يونس صائب لقان: إن المدينة تشهد أوضاعًا كارثية بسبب تدمير الاحتلال لمعظم شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي، مما أدى إلى تعطّل تصريف مياه الأمطار.
من جانبه، أكد "رامز الأكبروف"، نائب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام، أن الوضع الإنساني في غزة ما زال قاتمًا للغاية، لافتًا إلى أن كثيرًا من الأسر عاجزة عن شراء اللحوم والدجاج رغم توفر بعض السلع وتحسن أسعارها.
وأكد "الأكبروف" في إحاطة استمع لها مجلس الأمن في اجتماعه، أن الأمم المتحدة وشركاءها لا يزالون يواجهون تحديات كبيرة في توفير مواد الإيواء كالخيام والأغطية، مشدداً على ضرورة إيجاد حل عاجل لهذه التأخيرات مع دخول فصل الشتاء.
وفي السياق ذاته، حذرت منظمة "يونيسف" من أن الأزمة التعليمية في قطاع غزة وصلت إلى "أرقام مقلقة"، حيث قال المتحدث باسمها: إن أكثر من 670 ألف طالب انقطعوا عن التعليم خلال العامين الماضيين، بينما تعرض نحو 97% من مدارس القطاع لدمار شامل أو جزئي، ولم يُسمح بإدخال أي مواد تعليمية منذ بدء الحرب.
