شهد مخيم برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وخصوصاً حيّ جورة التراشحة، أضراراً واسعة، اليوم الثلاثاء 25 تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد هطول أمطار غزيرة حوّلت أزقّة المخيم إلى برك مائية غامرة، في ظل مخاوف من تفاقم الأزمة مع بداية فصل الشتاء.
اللاجئون الفلسطينيون الذين غمرت المياه منازلهم وأرزاقهم، عبّروا عن استيائهم من غياب الحلول، متساءلين عن دور اللجان الشعبية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في مواجهة ما وصفوه بـ"الوضع الكارثي".
وفي تصريح لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، وجّه مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم برج البراجنة، عيسى غضبان، نداء استغاثة عاجل إلى "أونروا" وحمّلها المسؤولية الأساسية عما يجري.
وقال: "هناك مسؤولية كبيرة تقع أيضاً على عاتق الناس التي تقوم برمي النفايات في الطرقات، ما يؤدي إلى إغلاق مجاري الصرف الصحي، إضافة إلى الرمال الموجودة في الشوارع بسبب الإعمار في المخيم، ما يساهم أيضاً في إغلاق الأساطل والريغارات."
وأكد غضبان أنّ كميات الأمطار التي تساقطت كانت "كبيرة جداً، ولبنان كله غرق وليس فقط المخيم"، مشيراً إلى أن اللجان الشعبية "لا تملك أي إمكانيات للمساعدة بهذه الأمور، لأنها من مسؤولية الأونروا."
من جانبها، حمّلت خديجة أحمد، وهي من سكان المخيم، وكالة "أونروا" مسؤولية تفاقم الأوضاع بسبب تنفيذ مشاريع بنية تحتية غير فعّالة، وقالت لموقعنا: "المشكلة تكمن في أنه عندما يقومون بمشروع البنية التحتية، للأسف تزداد الأوضاع سوءاً، ولا يكون هناك أي تقدّم للأفضل."
وأضافت أنّ الريغارات (المصارف الصحية) القديمة المصنوعة من الباطون كانت واسعة وفعّالة في تصريف المياه، بينما أدّت الريغارات البلاستيكية التي وُضعت منذ سنوات إلى تسريبات في الأرض، ما تسبب برطوبة عالية في المنازل الأرضية، وظهور العفن والرطوبة من أسفل الجدران.
وتابعت اللاجئة الفلسطينية: المخيم بحاجة إلى إعادة تأهيل، ومن يعملون على المشاريع لا يقومون بإنجازها على أكمل وجه، إنما "بيشتغلوا من قريبو، والناس ما طالع بإيدها شي."
وحمّلت المسؤولية الكاملة لوكالة "أونروا" باعتبارها الجهة المعنية بشؤون اللاجئين وعليها واجبات تجاههم.
ويأتي هذا النداء وسط مطالبات متزايدة لوكالة "أونروا" بالتدخل الفوري لإعادة تأهيل البنية التحتية، وفتح مسالك الصرف الصحي، ووضع خطة طوارئ شتوية تمنع تكرار المشهد الذي يثقل كاهل سكان المخيم عاماً بعد عام.
