تشهد الضفة الغربية، اليوم الأربعاء 26 تشرين الثاني/ يناير، تصعيداً واسعاً ومركباً في اعتداءات قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، شمل اعتقالات واقتحامات واعتداءات وهدم منشآت تجارية ومنازل، امتداداً لسياسة التدمير الممنهج التي تتعرض لها المدن والمخيمات الفلسطينية منذ أشهر.
ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر في جيش الاحتلال بأن الجيش"الإسرائيلي" بدأ عملية عسكرية واسعة تشارك فيها ثلاثة ألوية في شمالي الضفة الغربية المحتلة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن عملية الضفة تستهدف عدة قرى وبلدات في شمال الضفة الغربية وقد تستغرق أياماً، ويشارك فيها ألوية "منشة" و"الشومرون" و"الكوماندوز".
فيما نقلت صحيفة معاريف عن مصدر أمني "إسرائيلي" بأن العملية العسكرية شمالي الضفة الغربية أعلنت نتيجة رصد ارتفاع محاولات تنفيذ عمليات بالأسابيع الماضية
وتزامناً مع بدء العدوان الواسع على شمالي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم نورشمس في طولكرم شمال الضفة الغربية، برفقة شاحنات ومعدات ثقيلة، وذلك في سياق اعتداءات متواصلة على منطقة المخيم ومحيطه
وأصيب فلسطيني يبلغ من العمر 50 عاماً بجروح بعد تعرّضه لاعتداء عنيف بالضرب من قبل قوات الاحتلال في مدينة طوباس، بحسب ما أفادت طواقم الهلال الأحمر التي نقلته إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتشهد طوباس منذ منتصف الليلة الماضية عملية عسكرية واسعة في طوباس وطمون وعقابا، بمشاركة قوات كبيرة وجرافات عسكرية.
وقالت بلدية طمون: إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت البلدة وطائرات الاحتلال أطلقت النار على الأهالي والأحياء، والاحتلال جرف طرقا وقطع خطوط مياه وأغلق مداخل البلدة وحول 10 منازل على الأقل لثكنات عسكرية، كما أغلق أحياء بالبلدة وقسمها وفصلها عن بعضها البعض ودهم عددا كبيرا من المنازل
وأعلنت محافظة طوباس تعليق الدوام في جميع المؤسسات الحكومية والخاصة اليوم الأربعاء، مع التحول إلى نظام التعليم الإلكتروني في المدارس، وذلك في ظل العملية العسكرية المتواصلة في المحافظة ومحيطها.
في الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أنس عبد الله الهور من بلدة صوريف شمال غرب المدينة، عقب اقتحام منزله وتفتيشه والعبث بمحتوياته، وفق ما أفادت مصادر محلية وأمنية لـ"وفا". كما نفّذت القوات عمليات مداهمة واسعة في مدينة الخليل ومخيم الفوار، وفتشت عدداً من المنازل وعاثت فيها خراباً واعتدت على أصحابها بالضرب، إلى جانب نصب حواجز عسكرية على مداخل المدينة وبلداتها وقراها وإغلاق طرق رئيسية وفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية.
وفي بيت لحم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة العساكرة شرق المحافظة، واعتقلت المواطن أشرف علي إبراهيم عساكرة بعد مداهمة منزله وتحطيم محتوياته، وهو أسير محرر أمضى 24 عاماً في سجون الاحتلال. كما فتشت منزل المواطن ناصر أحمد إبراهيم عساكرة وحطمت محتوياته والمركبات في محيطه.
وفي السياق نفسه، اعتدى مستوطنون على المزارعين في منطقة واد أبو عيّاش في قرية الرشايدة، قبل أن يتجمع الأهالي ويصدوا الهجوم، وسط وجود كثيف لقوات الاحتلال في المكان.
وفي منطقة عناب الكبيرة على الطريق الرابط بين بلدتي الرماضين والظاهرية جنوب الخليل، هدمت قوات الاحتلال ست منشآت تجارية تضم نحو 20 محلاً، تعود ملكيتها لعائلات المهدي والزغارنة والجماعين وغيرها، وفق رئيس بلدية الرماضين أحمد الزغارنة الذي أكد أن هذه المنشآت تمثل مصدر الرزق الوحيد لأصحابها في ظل الظروف المعيشية القاسية. كما أغلق الاحتلال الطريق المؤدي إلى المنطقة بشكل كامل.
وفي سياق أخطر، أعلنت قوات الاحتلال، أمس الثلاثاء، عن هدم 12 منزلاً بشكل كامل و11 منزلاً جزئياً في مخيم جنين، ضمن عملية عسكرية متواصلة منذ 312 يوماً، هدمت خلالها أكثر من 700 منزل كلياً، ورافقت هذه العمليات حملة تهجير شاملة لسكان المخيم بعد سلسلة اقتحامات واسعة تلاها فرض حصار محكم على المنطقة.
يأتي هذا التصعيد في ظل استمرار سياسة الضغط والتدمير التي تنتهجها قوات الاحتلال ضد سكان المخيم ومدينة جنين ومحيطها، بهدف تفريغ المنطقة ودفع الأهالي نحو النزوح القسري.
