أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة عن وفاة الرضيع سعيد أسعد عابدين، البالغ من العمر شهرًا واحدًا، جراء البرد الشديد الناتج عن المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع، ما يرفع عدد الوفيات المرتبطة بالمنخفضات الجوية إلى 13 حالة.

وتشكل الظروف الجوية القاسية، إلى جانب الأوضاع المعيشية المتدهورة ونقص وسائل التدفئة والمأوى، تهديدًا مباشرًا على حياة الأطفال والرضّع، في ظل استمرار حرب الإبادة على غزة وتداعياتها الإنسانية.

وحذّرت منظمة أطباء بلا حدود من أن أطفال قطاع غزة يموتون بسبب البرد القارس، داعية سلطات كيان الاحتلال إلى السماح بتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وواسع، لتمكين الفلسطينيين من الصمود في مواجهة المنخفضات الجوية.

وأشارت المنظمة في بيان لها اليوم السبت 20 كانون الأول/ديسمبر إلى وفاة رضيع يبلغ من العمر 29 يومًا في مستشفى ناصر جنوب قطاع غزة، بعد ساعتين فقط من وصوله إلى جناح الأطفال الذي تدعمه المنظمة، نتيجة انخفاض حاد في درجة حرارة الجسم، رغم محاولات الطواقم الطبية لإنقاذ حياته.

وأضافت المنظمة أن طقس الشتاء القاسي، إلى جانب ظروف المعيشة المتردية أصلًا، يؤديان إلى تفاقم المخاطر الصحية، خاصة بين الأطفال حديثي الولادة، مشيرة إلى أن فرقها الطبية تواصل تسجيل معدلات مرتفعة من التهابات الجهاز التنفسي، ومن المتوقع أن تزداد هذه الحالات طوال فصل الشتاء، بما يشكل خطرًا جسيمًا على الأطفال دون سن الخامسة.

 ولفتت إلى أن مئات آلاف الفلسطينيين لا يزالون يعيشون في خيام مؤقتة ومتهالكة تغمرها مياه الأمطار، مجددة دعوتها إلى السماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة وعلى نطاق واسع.

مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي

ورغم ما أكده التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC) من تحسن نسبي في الأمن الغذائي والتغذية في قطاع غزة مقارنة بتحليل سابق أكد وجود مجاعة، فإن غالبية السكان استمروا خلال الشهرين الماضيين في مواجهة مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأوضح التقرير أن زيادة المساعدات الإنسانية منذ إعلان وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2025، بما في ذلك المساعدات الغذائية، أسهمت فقط في تلبية الاحتياجات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، مشيرًا إلى أن البنية التحتية والخدمات الأساسية، مثل الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي، لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات السكان، وأن عددًا كبيرًا من الفلسطينيين ما زالوا يعيشون في ملاجئ مؤقتة تجعلهم أكثر عرضة لظروف الشتاء القاسية.

وكان التصنيف قد أكد في آب/أغسطس الماضي حدوث مجاعة في محافظة غزة، وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية أيلول/سبتمبر. وفي تعليق له على التقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن المجاعة في غزة تراجعت، وأن عددًا أكبر من السكان أصبح قادرًا على الحصول على الغذاء اللازم للبقاء على قيد الحياة، لكنه حذّر من أن هذه المكاسب "هشة، بل هشة بشكل خطير".

وبحسب تقرير التصنيف المتكامل الصادر يوم أمس الجمعة، فإن أكثر من 500 ألف شخص واجهوا انعدام أمن غذائي حاد "طارئ" (المرحلة الرابعة)، بينما يعاني أكثر من 100 ألف شخص من ظروف كارثية (المرحلة الخامسة)، خلال الفترة بين تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر الماضيين. كما بلغ سوء التغذية الحاد مستويات حرجة في محافظة غزة (المرحلة الرابعة)، ومستويات خطيرة في محافظتي دير البلح وخان يونس (المرحلة الثالثة)، فيما واجه نحو 1.6 مليون شخص، أي ما يعادل 77% من سكان القطاع الذين شملهم التحليل، مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الثالثة أو أعلى).

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد