نفّذ أهالي مخيم الجليل في البقاع اللبناني اعتصاماً جماهيرياً أمام مكتب مدير خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، للمطالبة بتوفير المساعدات المالية ورفض سياسة تقليص الخدمات التي تنتهجها الوكالة، ولا سيما في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وموجة البرد القارس.
وخلال الاعتصام، ألقى علاء منصور كلمة باسم أهالي البقاع، وجّه فيها رسالة مباشرة إلى المديرة العامة للوكالة في لبنان دوروثي كلاوس، محمّلاً إياها مسؤولية ما وصفه بتفاقم معاناة الفلسطينيين، ولا سيما النازحين من سوريا، نتيجة قرارات حرمانهم من المساعدات وتقليص الخدمات، وعدم توفير مادة المازوت لجميع العائلات في منطقة البقاع.

وقال منصور إن المديرة العامة، عبر هذه القرارات، لا تمارس دورها الإنساني، بل تساهم في خنق الفلسطينيين، معتبراً أن ما يُتخذ من إجراءات ليس قرارات إدارية فحسب، بل مواقف سياسية خطيرة تضع الوكالة في مواجهة شعب كامل.
وأعلن منصور، باسم أهالي مخيم الجليل، شعار الاعتصام: "لا للتقليصات، نعم للحقوق، نعم للكرامة، نعم لفلسطين"، مؤكداً أن تقليص الخدمات في وقت يشتد فيه البرد يشكّل جريمة بحق أبناء الشعب الفلسطيني، ومحاولة مكشوفة لطمس هويته ودفعه نحو الانكسار.
وأكد أن المديرة العامة لـ"أونروا" في لبنان، من خلال تنفيذها ما وصفه بـ"القرارات السياسية الصهيونية"، باتت غير مرغوب بها في المخيمات الفلسطينية، مطالباً بـ"ترحيلها الفوري" ووقف تدخلاتها التي تهدد استقرار الفلسطينيين. وشدد على أن "أونروا" أكبر من أي موظف أو مدير، كونها الشاهد الدولي الوحيد على نكبة الشعب الفلسطيني.
وفي ختام كلمته، عرض منصور سلسلة مطالب، أبرزها: الوقف الفوري لتقليص خدمات "أونروا" ورفض سياسة الإلغاء التدريجي لمسؤولياتها، تحسين وتحيين المساعدات المالية والغذائية بشكل عادل وشامل لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، خصوصاً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، إعادة تفعيل برنامج العسر الشديد وضمان استمرار الدعم الشهري للمحتاجين دون انقطاع أو تأخير، تأمين مادة المازوت لكافة العائلات الفلسطينية في منطقة البقاع، الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية ورفض كل محاولات تمييع الانتماء وضرب الوعي الوطني، ورفض إدارة مفصولة عن نبض الناس، والمطالبة بإصلاح جذري في أداء "أونروا" بما يخدم الشعب الفلسطيني لا المشاريع السياسية.
وحمّل المعتصمون بشكل مباشر دوروثي كلاوس المسؤولية المباشرة عن سياسات التجويع والتقليص، مطالبين بمحاسبتها على قراراتها المجحفة.
ويأتي هذا الاعتصام ضمن سلسلة وقفات احتجاجية ينظمها أهالي البقاع اللبناني، للمطالبة بحقوقهم الأساسية، ولا سيما في فصل الشتاء، في ظل استمرار تقليص خدمات "أونروا" وتدهور الأوضاع المعيشية للفلسطينيين.
