حذّر مدير عام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، من توقف عدد من المستشفيات والمرافق الصحية الحيوية خلال ساعات أو أيام قليلة، بفعل تداعيات أزمة نقص الوقود التي تضرب القطاع، في ظل استمرار سلطات الاحتلال منع إدخال الوقود لليوم الرابع على التوالي.

وقال محمد أبو سلمية، في تصريحات صحفية اليوم الخميس 25 كانون الأول/ديسمبر 2025: "إن مستشفى العودة بات مهدداً بالتوقف الكامل عن العمل خلال ساعات فقط، فيما لا يمتلك مجمع الشفاء مخزون وقود يكفي لأكثر من 48 ساعة"، محذرًا من أن مستشفيي ناصر في خان يونس وشهداء الأقصى في دير البلح يواجهان الخطر ذاته، في ظل الاستنزاف المتسارع للوقود المشغّل للمولدات الكهربائية، وعدم توفر أي بدائل للطاقة.

وأوضح أن الاحتياجات اليومية للمستشفيات باتت معروفة ومحددة بدقة، إذ يحتاج مجمع الشفاء إلى نحو 2600 لتر من الوقود يومياً، بينما يحتاج مستشفى شهداء الأقصى إلى قرابة 2100 لتر، ومستشفى ناصر إلى نحو 5000 لتر يومياً، لضمان استمرار الحد الأدنى من الخدمات الطبية.

وأشار أبو سلمية إلى أن وزارة الصحة وإدارات المستشفيات وجهت مناشدات عاجلة إلى الجهات المعنية والمؤسسات الدولية لتأمين الوقود بشكل فوري، خشية حدوث شلل كامل في المنظومة الصحية.

وأضاف أن الطواقم الطبية اضطرت إلى اتباع سياسة ترشيد صارمة في استهلاك الوقود، تقتصر على تشغيل الأقسام الحيوية فقط، وفي مقدمتها العناية المركزة، وغرف العمليات، وأقسام الطوارئ، وغسيل الكلى، بينما جرى تقليص أو تعليق خدمات العديد من الأقسام الأخرى.

وشدد على أن استمرار منع إدخال الوقود سيقود إلى كارثة إنسانية حقيقية، مؤكداً أن توقف المولدات يعني عملياً توقف الحياة داخل المستشفيات، وتعريض مئات المرضى، خصوصاً الحالات الحرجة، لخطر الموت.

وفي السياق ذاته، حذّر مدير عام جمعية العودة الصحية والمجتمعية، رأفت المجدلاوي، من توقف وشيك وكامل لمرافق الجمعية، في ظل النفاد الحاد لمخزون السولار. وقال المجدلاوي في بيان صحفي إن إجمالي كمية السولار المتوفرة حالياً في جميع مرافق الجمعية لا تتجاوز 800 لتر فقط، في حين يبلغ الاحتياج اليومي الأساسي نحو 2600 لتر، ما يعني أن خدمات الرعاية الصحية الأولية، والحماية المجتمعية، والأنشطة الإدارية مهددة بالشلل التام.

وأوضح أن الكارثة الأكبر تتمثل في توقف مستشفى العودة في مخيم النصيرات عن العمل كلياً مع حلول منتصف اليوم الخميس، الأمر الذي سيحرم نحو 3 آلاف مستفيد يومياً من الخدمات الصحية، وسيتسبب في توقف العمليات الجراحية المجدولة، وخدمات الولادة التي تبلغ نحو 60 حالة يومياً، إضافة إلى إغلاق أقسام الطوارئ والرعاية السريرية للأطفال بشكل كامل.

وتزامناً مع تلك التحذيرات، تتواصل معاناة مئات الآلاف من الأطفال في غزة، رغم سريان وقف إطلاق النار، نتيجة البرد القارس، وسوء التغذية، واستمرار القيود المفروضة على إدخال المساعدات.

وفي هذا السياق، حذّر المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في فلسطين، كاظم أبو خلف، في تصريحات لوكالة الأناضول، من أن المدنيين في غزة، ولا سيما النساء والأطفال، ما زالوا يعيشون أوضاعاً قاسية، مشيراً إلى ظروف مناخية لا تُحتمل مع انخفاض درجات الحرارة وغمر المياه لخيام النازحين.

وأكد أبو خلف أن الأطفال هم الفئة الأكثر تضرراً من الهجمات المستمرة منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، موضحاً أن أكثر من 20 ألف طفل قُتلوا، وأُصيب أكثر من 44 ألفاً منذ أكتوبر 2023، إلى جانب الأثر النفسي العميق الذي خلّفته الحرب على الأطفال. وقال: "أصبح آلاف الأطفال أيتاماً، وفقد آخرون أطرافهم، كما خسر جميع الأطفال في سن الدراسة، وعددهم نحو 638 ألف طفل، عامين دراسيين كاملين".

وسلط المتحدث باسم (يونيسيف) الضوء على حاجة جميع الأطفال في قطاع غزة، الذين يشكلون نحو نصف عدد السكان، إلى شكل من أشكال الدعم النفسي والاجتماعي، لافتاً إلى أرقام نشرتها منظمة الصحة العالمية تشير إلى حاجة نحو 4 آلاف طفل للإجلاء خارج القطاع لأسباب صحية عاجلة.

ويأتي ذلك في وقت يسري فيه وقف لإطلاق النار منذ 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وسط استمرار جيش الاحتلال بخرق بنوده والمماطلة في الانتقال إلى مرحلته الثانية، مع استمرار القيود المفروضة على إدخال الوقود والمساعدات الإنسانية، ما يفاقم الأزمة الإنسانية والصحية في قطاع غزة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد