أصدرت محكمة الاحتلال "الإسرائيلي" في مدينة حيفا المحتلة، اليوم الأحد 28 كانون الأول/ ديسمبر، أحكامًا بالسجن لمدد متفاوتة بحق ثلاثة شبان من بلدة زلفة في منطقة المثلث داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، على خلفية مشاركتهم في أحداث هبة الكرامة التي اندلعت في أيار/مايو 2021، وذلك بعد أكثر من أربع سنوات على اعتقالهم.
وفرضت المحكمة بسجن الشابين عبيدة زيتاوي أبو بكر (25 عامًا) وإبراهيم أبو بكر (24 عامًا) لمدة 11 عامًا لكل منهما، فيما أصدرت حكمًا بالسجن لمدة 7 سنوات بحق الشاب كريم أبو بكر (21 عامًا).
كما قررت المحكمة فرض غرامة مالية بقيمة 75 ألف شيكل على كل واحد من الشبان الثلاثة، إلى جانب أحكام السجن، في إطار ما وصفته النيابة العامة بـ"مشاركتهم في الاعتداء على عائلة يهودية دخلت البلدة عن طريق الخطأ" خلال أحداث الهبة، وهي مزاعم طالبت النيابة على أساسها بفرض عقوبات بالسجن تتراوح بين 10 و14 عامًا.
وحضر جلسة النطق بالحكم أفراد من عائلات الشبان وأقاربهم، وسط أجواء من التوتر والغضب، في ظل الانتقادات الواسعة التي رافقت القرار، حيث يتولى المحامي أحمد حمزة يونس الدفاع عن الشابين كريم وإبراهيم أبو بكر، فيما يترافع المحامي خالد محاجنة عن الشاب عبيدة زيتاوي.
وفي تعقيبها على الأحكام، قالت سحر زيتاوي، والدة الأسير عبيدة زيتاوي، في حديث صحفي: إن الأحكام الصادرة جائرة وقاسية، معتبرة أنها تأتي ضمن سياسة انتقامية ممنهجة تستهدف شبان هبة الكرامة.
وأضافت أن أبناءها يواجهون معاناة يومية داخل السجون، وحرمانًا من حقوقهم الأساسية في ظروف اعتقال قاسية.
وكانت السلطات "الإسرائيلية" قد اعتقلت الشبان الثلاثة عقب أحداث هبة الكرامة عام 2021، بزعم مشاركتهم في الاحتجاجات التي عمّت البلدات العربية داخل أراضي عام 1948.
وأطلقت المحكمة حينها سراح الشاب كريم أبو بكر بعد أربعة أشهر من اعتقاله، كونه كان قاصرًا وقت الأحداث، ولا يزال خارج السجن حتى اليوم رغم صدور الحكم بحقه.
وكانت الشرطة "الإسرائيلية" قد شنت سلسلة اعتقالات في سياق حملة واسعة عقب الهبة، التي اندلعت احتجاجًا على العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، واقتحامات المسجد الأقصى، ومحاولات تهجير أهالي حي الشيخ جراح في القدس، إلى جانب الاعتداءات التي نفذها مستوطنون بحق البلدات العربية الفلسطينية.
