شهد مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان حالة غرق واسعة وغير مسبوقة، مع اشتداد العاصفة المطرية التي تضرب المنطقة، حيث غمرت مياه الأمطار معظم الحارات والشوارع، ولا سيما في الأحياء التي نُفِّذت فيها مشاريع بنية تحتية خلال الأشهر والأسابيع القليلة الماضية، ما فاقم من معاناة السكان وأعاد إلى الواجهة أزمة الصرف الصحي والبنية التحتية الهشة في المخيم.
وأفاد أهالي المخيم في بيان موجه الى المعنيين، بأن مياه الأمطار تسربت إلى عدد كبير من المنازل والمحال التجارية، وغمرت المقبرة القديمة في المخيم، وترافقت في بعض المناطق مع دخول مياه الصرف الصحي (المجارير)، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة، إضافة إلى إغلاق حارات بشكل كامل وتعطيل حركة الأهالي داخل المخيم.
كما رُصدت مشاهد مؤلمة لأطفال ونساء يخوضون المياه للوصول إلى منازلهم، في ظروف قاسية تعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها سكان المخيم.
وقال عضو اللجنة الشعبية في مخيم البداوي ديب عبدالله لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن العاصفة المطرية اليوم كانت قوية جدًا وغير مسبوقة. وأوضح أن المشكلة تكمن في عملية البناء في منطقة الوادي في المخيم حيث تم رفع المجارير عن المستوى المطلوب بالإضافة إلى ترفيع القنوات عن ما كانت عليه في السابق، ولم تعد قادرة على استيعاب كميات المياه المتدفقة.
وأضاف عبدالله: "إن المياه طافت في عدة مناطق في المخيم، عند اللجنة الشعبية ومنطقة الوادي بجانب منزل أبو حبيب، وأيضاً عند منزل قيس المصور، نتيجة ترفيع القناة لأنه تم اعمار مبنى في تلك المنطقة فلم تعد المجارير تتحمل هذه الكمية.
وأشار إلى أن العديد من فتحات تصريف المياه كانت لها 4 فتحات ولكن الأهالي قاموا بإغلاق هذه الفتحات ما ساهم في زيادة حجم الفيضانات، مؤكدًا أن وكالة "أونروا" تتحمل جزءًا من المسؤولية، إذ لم يتابع أحد صيانة هذه المجارير بشكل دوري.
كما أشار إلى أن هناك في منطقة الوادي غرقت العديد من المنازل وسكانها تركوها بسبب تضرر العفش والمياه في المنازل عالية جداً.
وتأتي هذه التطورات بعد أن كان أهالي مخيم البداوي قد أطلقوا سابقاً مناشدات عاجلة للجهات المعنية لمعالجة طوفان المياه المتكرر عند المدخل الرئيسي للمخيم من جهة منطقة المنكوبين، محذرين حينها من خطورة استمرار المشكلة على السلامة العامة، خاصة مع قطع الطرق الحيوية التي تشكّل شريانًا أساسيًا لحركة اللاجئين وطلاب المدارس والحالات المرضية، في ظل بنية تحتية لا تحتمل الأمطار الموسمية.
