جنيف - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
"نحن نُدرك أكثر من أي وقت مضى الأهمية والارتباط الذي لا لبس فيه بين الصحة والسلام"، يقول الدكتور أكيهيرو سيتا مدير الصحة في "الأونروا"، مؤكداً على التزام المنظمة الدولية بتحسين رفاه اللاجئين الفلسطينيين، قائلاً: "ستواصل الأونروا الدعوة إلى حقوق اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك الحق في الصحة وحمايتها، ونؤمن أيضاً بأنه لا توجد صحة بدون سلام ولا ينبغي ترك أي لاجئ فلسطيني في الخلف."
كما شدّد على أنّ تحديث خدمات برنامج الصحة في "الأونروا" لم يكن ممكناً بدون الدعم من قِبل البلدان المعنيّة وحكومات الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين، ومنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والمنظمات المحلية والدولية، والأهم من ذلك، التزام موظفي "الأونروا".
جاء ذلك في التقرير السنوي لدائرة الصحة في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، حول برنامج الصحة والوضع الصحي للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملها الخمس "الأردن، لبنان، سورية، الضفة المحتلة، قطاع غزة."
حسب تقرير "الأونروا"، فإنّ برنامج الصحة التابع لها يُقدّم خدماته إلى ما يُقارب (37) ألف مريض يومياً من خلال شبكته المكوّنة من (143) مركزاً صحياً تُقدّم خدمات الرعاية الصحيّة الأوليّة في مناطق عملها الخمس.
كما يُقدّم البرنامج المساعدة للمرضى للوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الثانوية والثالثة، ويُغطي تكاليف الحصول عليها بشكلٍ كامل أو جزئي، وحالياً يتلقّى نحو (3.5) مليون لاجئ فلسطيني الرعاية الصحية في مرافق الصحة التابعة للوكالة.
حول مؤشرات صحة الأم والطفل يذكر التقرير أنّها لا تزال مرتفعة، مثل تغطية التطعيم والتسجيل المبكر للرعاية الوقائية ونسبة النساء الحوامل اللواتي يحضرن أربع زيارات سابقة للولادة على الأقل، كما جرى تعزيز أنشطة الكشف المبكر للأمراض غير المُعدية والتوعية حولها، وزاد عدد الإحالات إلى المستشارين النفسيين الاجتماعيين.
عملية الإصلاح لبرنامج الصحة في "الأونروا" بدأت عام 2011، مُعتمدةً نهج فريق صحة الأسرة وإدماجه ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية، ونتيجة لذلك تمكّن برنامج الصحة عام 2016 من تعزيز عملية تنفيذ هذه الإصلاحات ونشرها في "الأردن، لبنان، قطاع غزة، الضفة المحتلة"، ومواصلة العمل الجاد لتحقيق التطبيق الكامل لها في سورية.
تمكّنت "الأونروا" كذلك من دمج نظام السجلات الصحية الإلكترونية "الصحة الإلكترونية" في (119) مركزاً صحياً في عام 2016، لتُسفر هذه الإصلاحات عن رفع كفاءة الخدمات الصحية المقدمة، بما في ذلك تخفيض عدد الاستشارات الطبية اليومية، ووقفت الانتظار للمرضى وزيارة وقت الاستشارة المقدّمة للمرضى، بالإضافة إلى تحسين البُنية التحتية ومرافق مراكز الرعاية الصحية، وزيادة درجة رضى المرضى والعاملين الصحيين.
الدكتور سيتا ذكر أنّ "الأونروا" بدأت عام 2016 بتقديم التدريب لأطبائها لمساعدتهم على أن يكونوا أطباء على مستوى ممتاز في توظيف مبادئ صحة العائلة كجزء من خطة عامة تُنفذها الوكالة لتعزيز نموذج فريق صحة العائلة.
كما أوضح أنّ (15) من أطباء "الأونروا" في قطاع غزة قد استكملوا برنامج دبلوم طب الأسرة خلال عام 2016، وتقوم "الأونروا" بتوسيع نطاق هذا التدريب ليشمل المزيد من الأطباء خلال عام 2017.
تحدث كذلك عن توسيع تطبيق برنامج الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي ودمجه ضمن نموذج فريق صحة العائلة لدى "الأونروا"، وتُعتبر تلك الخطوة نقطة تحوّل بالنسبة لـ "الأونروا"، وأضاف أنّه يتم العمل على جعل الدعم الذي يُقدّم للمرضى من اللاجئين الفلسطينيين المُحتاجين إلى دخول المستشفيات، أكثر كفاءة واستجابة، خاصةً لأولئك الذين هم في أشد الحاجة إلى هذه الخدمات.
حسب التقرير، فإنّ حالة النزاع الجارية في سورية والاحتلال لمدة خمسين عاماً للضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، والحصار المفروض على قطاع غزة منذ حوالي عشرة أعوام، تُهدد جميعها رفاه اللاجئين الفلسطينيين وتُهدد قدرتهم على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية اللازمة وحصولهم عليها.
إحصائيات وأرقام
يُشار إلى أنّ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجّلين لدى "الأونروا" نحو (5.3) مليون لاجئ في نهاية عام 2016، ومن بين هؤلاء بلغ عدد اللاجئين المسجلين للحصول على الخدمات الصحية حوالي (3.5) مليون لاجئ، أي ما يُعادل (66) بالمائة من الأشخاص المسجلين.
بلغ عدد النساء الحوامل المسجلات حديثاً (93.747) لاجئة، حصلت حوالي (98.4) بالمائة منهن حوامل على المطعوم المضاد للكزاز، وبلغت تغطية الرعاية بعد الولادة (93.8) بالمائة من النساء الحوامل، وتم تقديم خدمات تنظيم الأسرة إلى (158.292) لاجئة، إضافةً إلى تسجيل (25.961) سيدة جديدة في هذه الخدمات خلال نفس العام.
ويتزايد باستمرار عدد المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة غير المُعدية بنسبة خمسة في المائة تقريباً في السنة. وقد كان العدد الإجمالي للمرضى الذين يُراجع المراكز الصحية والمصابون بمرض السكري أكثر من (40.000) مريض. أما عدد المصابين بمرضي السكري وارتفاع ضغط الدم معاً، فقد وصل إلى أكثر من (100.000) مريض، وبلغ عدد المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم فقط أكثر من (115.000) مريض.
فيما يتعلق بمعدل السيطرة على المرض لدى المرضى المشخصين بمرض السكري، فقد بلغ (44.7) في المائة وفقاً لمعايير محددة. ووصل معدل السيطرة على المرض لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم إلى (69.0) في المائة. وشملت عوامل الخطر بين مرضى الأمراض المزمنة غير السارية كلاً من التدخين (13.9) في المائة، وقلة النشاط البدني (44.9) في المائة، والسمنة (35.4) في المائة، وارتفاع مستوى الكولسترول في الدم (42.0) في المائة.
وقد وصلت معدلات انتشار مرض السكري وارتفاع ضغط الدم على نطاق "الأونروا" حوالي (12.1) في المائة و (18.6) في المائة على التوالي لدى المرضى الذين تصل أعمارهم إلى (40) سنة وما فوق. وكشف تحليل نفقات الأدوية عن أن (46.0) في المائة من موازنة الأدوية قد أنفقت على الأدوية الخاصة بعلاج الأمراض غير السارية.
ونظراً لارتفاع معدل التغطية بالتحصين لجميع الفئات العمرية، لم تلاحظ أي حالة من حالات تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات خلال عام 2016. فعلى سبيل المثال، بلغ معدل التغطية بالتحصين للأطفال الذين أعمارهم (12) شهراً ولجميع اللقاحات (99.7) في المائة، كما تمت تغطية (99.3) في المائة من الأطفال الذين تصل أعمارهم إلى (18) شهراً باللقاحات المعززة.
وقد ازداد العدد الإجمالي للمستخدمين المتواصلين لوسائل منع الحمل الحديثة على نطاق "الأونروا" ليصل إلى (158.296) في عام 2016، أي بزيادة سنوية قدرها (3.3) في المائة. وخلال نفس العام، قدمت مرافق الرعاية الصحية الأولية التابعة للأونروا خدمات الرعاية الصحية إلى (93.747) سيدة حامل، وهو ما يمثل نسبة تغطية قدرها (86.6) في المائة من جميع حالات الحمل المتوقعة بين اللاجئين المستفيدين. وأخيراً، يكشف تحليل بيانات عام 2016 أن النسبة المئوية للحوامل على نطاق الوكالة التي قامت بأربع زيارات أو أكثر إلى مراكزنا الصحية قبل الولادة قد بلغت (89.8) في المائة، أي بمعدل (5.9) زيارات على نطاق "الاونروا".