رمضانٌ خجول وسط وضع غير مستقر في مخيم عين الحلوة

الأربعاء 31 مايو 2017
من أزقة مخيم عين الحلوة
من أزقة مخيم عين الحلوة

لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

إنتصار الدنان

لا تزال باديةً آثار الاشتباكات التي اندلعت في منتصف شهر نيسان / إبريل الماضي في مخيم عين الحلوة في صيدا جنوب لبنان، غير أن أهالي المخيم يرفضون الاستسلام للأمر الواقع، ويحاولون نكأ    الجراح واستقبال شهر رمضان المبارك بالفرح.

 في سوق الخضار أحد اهم أركان الحركة التجارية في المخيم، تنتشر بعض مظاهر الزينة، وفي الشارع التحتاني للمخيم كذلك، غير أن الشارع الفوقاني، المكان الذي تأثر بشكل مباشر بالأحداث ما يزال يلفه الحزن والكآبة.

ينتظر الباعة هذا الشهر من العام إلى الآخر، كما ينتظره أيضاً الناس جميعاً، فهو شهر الرحمة والمغفرة والألفة، واجتماع الأهل حول مائدة الطعام في وقت محدد، وفيه تكثرالزيارات العائلية والتوادد والرحمة.

الحاجة أم أحمد كانت في السوق تدور بين عربات الخضار،وتشتري ما تحتاجه لإعداد الفطور، قالت: "ننتظر حلول شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر، ففيه نجتمع على طاولة واحدة في نهاية يوم الصيام،  لكنه في هذا العام يأتي في ظروف صعبة جداً، فالوضع الأمني ليس مستتباً، والناس في المخيم متخوفون من حصول أية هزات أمنية، بخاصة أن هناك أشخاصاً يبيتون بالعراء، وبيوتهم متضررة بشكل كبير، وكذلك الوضع الاقتصادي صعب جدّاً، نكاد نقتصر في مشترياتنا على ما نحتاجه فقط."

أبو محمد بائع قهوة، قال: "منذ ست سنوات وأنا أبيع القهوة في المخيم، نسبياً العمل جيد، ولكن ذلك يتوقف على الوضع الأمني للمخيم، فإن كان الوضع هادئاً نعمل، وإن كانت هناك اشتباكات نتوقف عن العمل، أما في شهر رمضان فيتوقف أبو محمد عن بيع القهوة، وعن مصروفه في هذا الشهر قال: "أنا مشترك بـ( جمعية)، أصرف منها حتى ينتهي شهر رمضان المبارك، بعد الإفطار في النصف الثاني من شهر رمضان أخرج إلى السوق لبيع القهوة، وإذا كانت طعمتها لذيذة يشتريها الناس."

أما عن الوضع الأمني للمخيم فقد أشار إلى أن الوضع الأمني ليس مستقراً، وأهل المخيم يحتاجون إلى استقرار حتى يعيشوا، ونحن أناس نريد العيش، لكن لا استقرار في المخيم.

وحده الطفل عمر يركب دراجته ويدور فيها بالمخيم، بين عربات الخضار،متفرجاً على الزينة  المنثورة، قال: أنا أحب هذا الشهر، لأنه يبشرنا بقدوم العيد، وأنا أحب العيد وملابس العيد، ففي العيد أستطيع شراء كل ما أشتهيه، لكننا لا نعلم إن كنا سنستطيع شراء ملابس العيد، هكذا قال أبي."

بين عربات الخضار، وعربات الحلوى والفاكهة، يبقى الأمن والاستقرار هوما يحتاجه الناس في هذا الشهر الفضيل، ويبقى المطلب الاقتصادي والعمل شغل الناس الشاغل في ظل ظروف صعبة يعيشها الفلسطينيون في لبنان، وفي المخيمات بشكل خاص، وبخاصة في مخيم عين الحلوة الذي ما زال يرقد تحت فوهة بركان. 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد