فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أنهى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس زيارته إلى قطاع غزة، التي استمرت لمدة ساعتين فقط بعد وصوله، الأربعاء 30 آب، في زيارته الأولى للقطاع منذ تولّيه منصبه في الأمم المتحدة.
قال غوتيريس في مؤتمر صحفي عُقد بمدرسة حلب للاجئين في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة "لدي حلم أن أرى دولة فلسطين بجانب إسرائيل تعيش بسلام وأمان ورخاء، ومن أجل ذلك أطالب بعملية سياسية ذات مصداقية تطبّق حل الدولتين."
وأكّد الأمين العام خلال زيارته على أنّ إزالة كافة العقبات على الأرض يتضمّن وجود برنامج مخطط لتحسين الحياة للشعب الفلسطيني، وهو أمر مهم جداً، موجهاً نداء للشعب الفلسطيني من أجل الوحدة، وغزة ورام الله هما جزآن مهمّان من فلسطين، مُشدداً على أنّ الحلول التي يتم التعامل بها مع الأزمات في قطاع غزة ليست إنسانية
ناشد كذلك بالوحدة في ظل الخطوط التي وضعتها منظمة التحرير الفلسطينية، معتبراً أنّ الانقسام يُدمّر قضية الشعب الفلسطيني، ودعا لتطبيق القرار (1618) من أجل رفع الحصار "لأنّ كل الإجراءات والجدران تُدمّر الثقة بين الأطراف."
قال الأمين العام أيضاً "في غزة أود أن أعبّر بطريقة مختلفة عن حلمي، فأنا أحلم بأن أصل غزة يوماً وهي جزء من الدولة الفلسطينية التي تعيش بأمن وسلام ورخاء."
هذا وأعلن غوتيريس خلال المؤتمر الصحفي عن التبرع بمبلغ (4) ملايين دولار لموظفي "الأونروا" وبرامجها الطارئة في قطاع غزة.
يُشار إلى أنّ الأمين العام للأمم المتحدة قد وصل صباح الأربعاء إلى قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون "إيرز" شمالي القطاع، برفقة وفد من الأمم المتحدة، بالتزامن مع احتجاج عشرات من أهالي أسرى غزة أمام الحاجز لعدم شمول جدول أعمال زيارته لقاء يجمعه بأهالي الأسرى.
وطالب أهالي الأسرى الأمم المتحدة بالضغط على الاحتلال للإفراج عن أبنائهم وتحسين ظروف اعتقالهم، وخلال الاعتصام سقطت والدة أحد الأسرى بعد أن فقدت وعيها.
علماً بأنّ غوتيريس قد التقى الاثنين الماضي خلال زيارته للكيان الصهيوني ذوي الجنود الصهاينة الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والتقى الثلاثاء بعدد من أهالي الأسرى والشهداء بالضفة المحتلة.
وتضمّن جدول أعمال زيارة الأمين العام، تفقّد مبنى تابع للأمم المتحدة، وعقد مؤتمر صحفي في مدرسة حلب للاجئين التابعة لـ "الأونروا" في بيت لاهيا، وإلقاء بيان بشأن الأوضاع في قطاع غزة.
من جانبها رحبت حركة حماس بزيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى قطاع غزة، وقالت في بيانٍ صدر عنها على لسان المتحدث بإسمها فوزي برهوم "إنّ زيارة الأمين العام لغزة تُعتبر إشارة مهمة في الدبلوماسية الدولية، لما يمتلكه القطاع من أهمية في معادلة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي."
وأضاف برهوم، أنّ "الزيارة جاءت مع ازدياد خطورة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة في ظل الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة منذ أكثر من ١١ عاماً"، مُطالباً الأمين العام في خضم زيارته للقطاع "ببذل كل الجهد الممكن لرفع الحصار عن القطاع وإنهاء معاناة مليوني فلسطيني يعيشون في أكبر سجن في العالم."
ودعا إلى "ضرورة اعتماد الأمم المتحدة للبرامج الإغاثية والتنموية وتمويلها لإنقاذ القطاع من المأساة الإنسانية التي يعيشها"، لافتاً إلى "ضرورة ممارسة الأمين العام الضغط بكل أشكاله على إسرائيل لوقف انتهاكاتها بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وبحق المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية."
بدورها، أكّدت شبكة المنظّمات الأهلية الفلسطينية على أهمية لقاء الأمين العام بذوي الأسرى في سجون الاحتلال ودوره في الإفراج عنهم والضغط على سلطات الاحتلال لاحترام القانون الدولي والإنساني.
وقالت في بيانٍ صدر عنها، إنّ تقارير منظمات الأمم المتحدة أكدت أن قطاع غزة سيكون مكاناً غير ملائم للعيش عام 2020 بل إنه اختصر الزمن وأصبح يعيش في هذه الحالة الآن وذلك بسبب الحصار.
وأضاف البيان، هذه الأزمات أدت إلى تدهور مستوى المعيشة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، وتلوث المياه وانقطاع التيار الكهربائي لمعظم ساعات اليوم، مُطالبةً الأمم المتحدة الضغط الجاد على دولة الاحتلال لإنهاء الحصار والسماح بحرية الحركة للبضائع والأفراد وضمان التواصل بين الضفة والقطاع.
وأعربت المنظمات في بيانها عن أملها في أن تساهم هذه الزيارة الميدانية في تقييم الأوضاع الكارثية التي يعيشها القطاع، وذلك بتحفيز نشاط الأمم المتحدة في المنطقة، داعيةً غوتيريس إلى ضرورة تطبيق صلاحياته التي يمنحها له ميثاق الأمم المتحدة على أساس أن إجراءات إسرائيل تشكل اعتداء صارخاً على القانون الدولي والشرعية الدولية لحقوق الإنسان.
وكان غوتيريس قد وصل إلى ما تُسمى "منطقة غلاف غزة" في جولة ميدانية جرى ترتيبها من قِبل سلطات الاحتلال، تضمّنت جولة في نفق من قطاع غزة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، حسب إعلام الاحتلال.
كانت الجولة برفقة سفير الكيان لدى الأمم المتحدة داني دانون ونائب قائد الجيش الصهيوني أفيف كوخافي، وشملت تفقّد لحدود قطاع غزة والتجوّل في نفق كشفه جيش الاحتلال قبل عدوان عام 2014 على قطاع غزة.