بيروت - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
بجهود شبابيّة ذاتيّة، وُلد مركز "جفرا"، في مخيّم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة السوريّة دمشق عام 2003، كمركزٍ شبابيّ، يقدّم خدمات اجتماعية وتنموية وثقافية لشريحة الشباب اللاجئ في المخيم، لتبدأ مسيرةً ظافرةً من النمو والتوسّع، حتى صارت "جفرا" مؤسسة دوليّة للإغاثة والتنميّة الشبابيّة، بعد حصولها مؤخّراً على ترخيصٍ من المملكة البلجيكيّة، لتصبح بذلك أوّل مؤسسة مدنية فلسطينية تكتسب صفة "الدوليّة"، تخرج من الشتات، وتقدّم خدماتها للاجئ الفلسطيني في شتاته الممتد من سوريا إلى قطاع غزّة، حتّى دول اللجوء الأوروبي التي ازدحمت باللاجئين الفلسطينيين منذ العام 2011.
عن المؤسسة ومسيرتها وإنجازاتها، تحدث مدير مؤسسة "جفرا للاغاثة والتنمية الشبابية"، لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" وسام سباعنة وقال: "بدأت المؤسسة عملها في مخيّم اليرموك كمركز شبابي اجتماعي ثقافي عام 2003، واستمرت بعملها على هذا النحو وفق برامج صغيرة اقتصرت على لعب دور محدود في مخيّم اليرموك، من خلال إقامة الورشات والندوات ومخيمات الأطفال، وإقامة الدورات التعلمية في المخيم للأطفال والشباب.
وأضاف السباعنة: " لقد تطور عمل المؤسسة خلال الأحداث الجارية في سوريا، فتحملنا الدور الأكبر في المجالات الإغاثية والخدماتية لأهالي مخيّم اليرموك، وانتقلنا للعمل في بقية المخيمات والتجمعات الفلسطينية التي شهدت أوضاعاً صعبة من نزوح وتهجير كمخيّم خان الشيح، والعائدين بحمص، وجرمانا والحسينية إضافة لتجمعات أخرى نزح إليها الأهالي كقدسيا، وهذا جزء من تحمل مسؤولياتنا تجاه أهلنا".
وعن أهميّة حصول المؤسسة على ترخيص دولي ودلالاته، قال السباعنة: "تكمن أهمية هذه الخطوة كون "جفرا" أول مؤسسة فلسطينية تنطلق من مخيّم اليرموك برمزيته، وتنقل ملف اللاجئين الفلسطينين إلى مستوى دولي، ورسالتها تتضمن نقل قضايا اللاجئين الفلسطينيين إلى المنابر الدولية، والعمل على تعزيز حياة اللاجئين وتحسين أوضاع المخيمات المهمشة على كل المستويات".
وأشار سباعنة إلى خطّة عمل لدى المؤسسة، تقضي بتوسيع عملها خلال العام الجاري، ليشمل المخيّمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، بعد أن حققت انتشاراً في عدة مدن وعواصم عالميّة، فبالإضافة إلى وجود المركز الأساسي للمؤسسة في العاصمة اللبنانية بيروت، حققت "جفرا" وجودا ملموساً في كلّ من قطاع غزة، واليونان، والمانيا ، والسويد، كما تخطط المؤسسة لإقامة مراكز لها في أكثر من عاصمة أوروبيّة حيث وصل ألالاف من اللاجئين وفق ماقال سباعنة لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين".
ويرى المتتبعون لمسيرة عمل مؤسسة "جفرا" البعد الوطني في رسالتها، حيث لا يتوقف نهج المؤسسة على مقتضيات العمل الإغاثي والتنموي البحتة، دون تغليفها بالطابع الثقافي الفلسطيني، كتسميّة المراكز التابعة لها بأسماء الشهداء كغسان كنفاني وناجي العلي وباسل الأعرج، وتركيز عملها داخل مخيّمات وتجمعات اللجوء حول العالم.
وعن رسالة المؤسسة المراد إيصالها إلى جانب رسالتها الانسانية والتنموية، قال وسام سباعنة أنّ "هذا مفصل أساسي في رؤيتنا وانحيازنا فغسان كنفاني، وناجي العلي، وباسل الأعرج وعشرات الشهداء قضوا من أجل إيصال رسالة شعبنا التواق للحرية والعودة، ولرفع المظلومية التاريخية عن الشعب الفلسطيني، وإعادة الحقوق له وعودة اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية".
مضيفاً: أنّ "نشر الثقافة الوطنية، والتعريف بتاريخ فلسطين والحفاظ على التراث من خلال الأندية الثقافية وفرق المسرح والرقص الشعبي وتعليم الأطفال، جزءاً اًصيلاً من رسالة مؤسسة جفرا بالمعنى الوطني، وعملنا بالمخيمات أساساً كوننا لاجئين بالدرجة الأولى، ومعنيين بقضايا مخيماتنا حيث عانينا ما يعاني أهالي المخيمات من تمييز قانوني، وتهميش اقتصادي ونسعى لأن يتطلع العالم بشكل أكبر إلى هذه المخيمات وأوضاعها، ويعمل على تعزيز الحياة فيها لحين عودتنا إلى مدننا وقرانا التي هجرنا منها في فلسطين المحتلّة".
وفي ختام حديثه مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أشاد سباعنة بجهود ودور متطوعي المؤسسة خلال سنوات عملها الطويلة، في مخيّم اليرموك ومخيّمات سوريا، وانتقالها للعمل في أكثر من بلد عربي وأجنبي، مؤكداً على مواصلة المسيرة، عبر تطوير برامج المؤسسة وتنمية فريق متطوعيها البالغ نحو 600 متطوع ومتطوّعة في سوريا.
داعياً، لتكثيف وتشابك الجهود الفلسطينية الرسمية العاملة في المجال المؤسساتي، للعمل على تقديم الخدمات للاجئين في المخيّمات، وتوفير كل الامكانيات، منوّهاً إلى تطلّع المؤسسة، للعب دور أكبر بالتعاون مع وكالة "الأونروا"، وبالتنسيق مع مؤسسة اللاجئين بالقطر العربي السوري، بما يسمح بإعادة الأمل للاجئين الفلسطينيين نتيجة أوضاعهم وظروفهم المعيشة.
شاهد الفيديو حول مؤسسة جفرا