لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

نشاطات عدّة نُظّمت داخل المخيّمات وخارجها ومطالب أصحاب الأرض وصلت إلى السفارة البريطانية، بالإضافة إلى محاضرات رسّخت وعياً يُراد له الغياب من الذاكرة الفلسطينية، ولكن يبقى السؤال: كيف يواجه الشباب الفلسطيني سياسات طمس وعيهم بقضيتهم؟ وكيف يجب أن يبقوا مستعدين في مواجهة مفاعيل هذا الوعد المستمرة بل والمتفاقمة بحقّهم؟

ولغرض الإجابة، جاءت الندوة الحوارية بعنوان "وعد بلفور خلال 100 عام، الحثيات، المسار والمواجهة"، والتي نظّمها النادي الثقافي الفلسطيني في الجامعة الأميركية، أمس الثلاثاء 7 تشرين الثاني، في مقر الجامعة بالعاصمة اللبنانية بيروت، إحياءً لمئوية وعد بلفور، بحضور عدد من الناشطين والإعلاميين الفلسطينيين، بالإضافة إلى حشد غفير من الطلاب.

تحدّث د. ماهر الشريف، مؤرّخ فلسطيني، عن حيّثات صدور وعد بلفور، وقال: "صحيح أن الحركة الفلسطينية اليوم تُعاني من أزمة، ولكن مظاهر التعبير عن الهوية الفلسطينية لم يسبق لها مثيل، إن كان في الداخل المحتل أو حتى في الشتات". مضيفاً: "نسأل دائماً عن الرافعة التي حمت الهوية الفلسطينية وعززتها، والجواب هو الثقافة الفلسطينية، فأشكال التعبير الأدبي والفني شكلت رافعة للهوية الفلسطينية، حيث يترتب علينا العمل لتعزيز هذه الهوية".

بدوره، قدّم أ. جابر سليمان، باحث في مجال دراسات اللجوء واللاجئين، موضوعاً اندرج تحت عنوان "فلسطين بين إعلان بلفور وإتفاقية أوسلو"، ولم يكن هدفه إجراء مشابهة بين الوعد والاتفاقية لأنهما حديثين مختلفين، على حد قوله، فحاول سليمان تبيان كيفية التعلّم من دروس التاريخ، وكيف على الحركة الوطنية الفلسطينية بآدائها وسلوكها المُعاصر ألا تُكرّس النتائج التي ترتّبت على وعد بلفور، كمثل إنشاء دولة "إسرائيل" واستمرار العدو باحتلال الأراضي الفلسطينية، وأشار سليمان في حديثه إلى أنّ فرص تاريخية شهدها التاريخ الفلسطيني لم يتم استثمارها على النحو الأفضل مثل الثورة العربية الكبرى عام 1936.

من جهته، تحدّث أ. نافذ أبو حسنة، إعلامي فلسطيني، عن المقاومة الفلسطينية لوعد بلفور، حيث قال: "ثمّة انطباع تجري محاولة التركيز عليه وتكريسه، من قبيل الإشارة المتكررة إلى إفشال الفلسطينيين في المواجهة، هذا إذا جرى الاعتراف أصلاً بوجود مواجهة. و يتم صرف النظر عادة نحو التشكيك والحديث عن المشكلات والتعثرات، وصولاً إلى تلك الأقاويل عن الخيانات وبيع الأرض، وما إلى هنالك من أساطير محيطة بتلك السرديات المعتادة عما جرى في فلسطين ولها".

وتابع أبو حسنة: "تغيب عن هذه السرديات حقيقة أساسية متعلّقة بموازين القوى. ليس المشكلة في براعة هذا القائد أو ذاك، ولا في أن الطبقة المسيطرة كانت لها مواصفات معينة على أهمية ذلك، ولكن المشكلة الأساسية كانت تتعلّق بموازين القوى وهذا مدار بحث واسع، لا نريد الخوض فيه الآن، على أن تبين بعض الوقائع له أهمية كبيرة، ويمثل رداً في الآن عينه على ما أشير له".

وأشار أبو حسنة أنّه "يجب وعي المخاطر التي كانت تتعرض لها فلسطين، فالمواجهة المباشرة بدأت قبل دخول القرن العشرين، وعلى سبيل المثال، فإن نائب القدس في مجلس المبعوثان العثماني روحي الخالدي، قد نبه في عام 1908، إلى مخاطر الصهيونية والهجرة اليهودية الصهيونية إلى فلسطين. وفي النقاشات التي شهدها المجلس عام 1911، وكانت مخصصة لمناقشة الصهيونية ومخاطرها، قام روحي الخالدي وحافظ السعيد بالتنبيه إلى خطورة ما يحدث في  فلسطين وانتقدا سياسة الحكومة العثمانية".

وختم أبو حسنة كلامه مشيراً إلى أنّ "بريطانيا احتاجت إلى مئة ألف جندي لإخماد الثورة التي خفت صوتها وفاعليتها مع بدء الحرب العالمية الثانية، ومع نهايتها شرعت الحركة الوطنية الفلسطينية في لملمة نفسها، ومحاولة ترتيب أوضاعها من جديد. مرّة أخرى لعبت موازين القوى وشكل الإدارات السياسية دورها في حدوث النكبة التي نعاني آثارها حتى اللحظة... وحتى اللحظة فإنّ هذا الوعد مرفوض، ولهذا نحن هنا".

 

شاهد الفيديو►

 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد