دمشق - بوابة اللاجئين
يقع مخيم العائدين (الرمل) في جنوب مدينة اللاذقية، حيث تقع بيوت المخيم على الشاطئ مباشرة وفي منطقة تسمى الرمل الجنوبي. يبعد المخيم 3 كم عن وسط المدينة، حيث أُنشئ في العام 1955 على مساحة 2 كم2، وازدادت هذه المساحة نتيجة التوسعات العمرانية التي حصلت، خاصة بعد العام 1967.
ينحدر أبناء مخيم الرمل من مدن يافا وهي الأكثر نسبة، وحيفا وعكا، إضافة لقرى (أجزم وجبع والصرفند وعتليت وكفر لام وطيرة حيفا وعين غزال والطنطورة والزيب وترشيحا). وقد حَمَلت الأحياء في المخيم أسماء هذه المدن والقرى. وتُعَد الروابط الأسرية في مخيم اللاذقية قوية، وذلك بسبب صغر حجم المخيم وقلة عدد سكانه، قياسا بالمخيمات الأخرى، وهذا الترابط خفف على المجتمع من بعض الأعباء الاجتماعية وحتى الاقتصادية في بعض الأحيان.
يُعتَبر مخيم الرمل هو التجمع الأكبر للاجئين الفلسطينيين على الساحل السوري، حيث وصل اليوم عدد اللاجئين في المخيم إلى (6728) لاجئ بحسب إحصائية دائرة اللاجئين الفلسطينيين في منظمة التحرير التي أجريت في 31/12/2010، وهذ الرقم من أصل (11691) لاجئ يعيشون في مناطق الساحل السوري.
الوضع الأمني بعد العام 2011
لم يستمر الهدوء طويلًا بعد بدء الأحداث في سورية عام 2011، إذ شهد المخيم سقوط ضحايا في 10/6/2011، بعد أن شارك بعض من أبناء المخيم في عدد من المظاهرات المناوئة لقوات النظام، وفي 13/08/2011 قامت الأخيرة بحصار المنطقة من جميع الجهات، ثلاث جبهات برية، إضافة إلى الخط البحري.
في البداية تم توجيه دعوات الإخلاء من قبل قوات النظام، فغادر آلاف اللاجئين الفلسطينيين منازلهم، بحسب تقارير وكالة الأونروا آنذاك، وفي صباح 14/08/2011 قامت قوات النظام باقتحام الرمل الجنوبي من المدخل الشرقي للمخيم، بتغطية نارية من الزوارق الحربية لسلاح البحرية السوري، وهو الأمر الذي دعا وكالة الأونروا لمطالبة دمشق بالسماح لها بالدخول وتفقد أوضاع المخيم، حيث صرح المتحدث باسم وكالة الأونروا "كريس غونيس" في 15/8/2011 : "إن آلاف اللاجئين فروا من المخيم... يجب أن ندخل الى هناك ونعرف ما الذي يحصل"، وأشار "غونيس" إلى أن التقارير الواردة من مخيم الرمل تتحدث عن "نيران مدفعية حاصرت المنطقة بالإضافة الى نيران قطع بحرية ."كما أعربت منظمة التحرير الفلسطينية عن "إدانتها الشديدة" لاقتحام القوات السورية مخيم الرمل الفلسطيني، واصفة ما يجري بـ"الجريمة ضد الإنسانية".
رغم انتهاء العملية العسكرية، وعودة معظم سكان المخيم الذين نزحوا عنه، إلا أن ظهور الزوارق الحربية التابعة لقوات النظام السوري بشكل متكرر على ساحل الرمل وخصوصًا في 29/08/2013 بعد الإعلان عن ضربة عسكرية دولية لسورية، كل ذلك أثر على نشاطات السكان المتعلقة بالصيد، وإلى توقّف العامّة عن ارتياد شاطئ الرمل الجنوبي وخصوصاً شاطئ المخيم، بل وإن الكثير من الناس ما زالوا يتلافون القسم الشرقي من الشاطئ لاتصاله المباشر بالمنطقة العسكرية حتى اليوم، وقد تم تسجيل تراجع كبير في النشاطات الاقتصادية لسكان المخيم هناك، حيث أصبح كلًا من السباحة والصيد بل وحتى الجلوس على الشاطئ أنشطة غير آمنة خلال تلك الفترة وما يقارب ثلاثة أشهر لاحقة، كما تمّت إزالة أحد المقاهي على الشاطئ الرملي في المنطقة.
أوضاع المخيم الاقتصادية والصحية
يعتبر مخيم الرمل من المخيمات الفقيرة، إذ أثرت الأوضاع الأمنية في مستواه الاقتصادي، ويعمل معظم أبناء المخيم في المرفأ (ميناء اللاذقية ) والصيد، ومنهم موظف في دوائر الدولة، بينما ينشط بعضهم في أعمال البيع وأعمال الخدمات.
صحيًا، تقوم الأونروا في مخيم الرمل بإدارة مركز صحي، كما يوجد في المخيم مستوصفا آخر يتبع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إضافة لوجود صيدلية ومخبر.
يعاني المخيم من سوء الوضع الصحي بشكل عام، ويرجع ذلك بالدرجة الأولى إلى مساكنه المتهالكة بسبب الرطوبة البحرية العالية، إضافة إلى مجاري الصرف الصحي لمدينة اللاذقية التي تصب في البحر وفي شاطئ المخيم التي ينطلق منها روائح كريهة وتلوث الشاطئ ومياهه، وهذه المشكلة تسبب انتشار الهواء الملوث وبالتالي تسبب الأمراض.
ضحايا ومعتقلين
شهد المخيم حالات هجرة كبيرة من قبل شبابه، نتيجة تردي الأوضاع الأمنية، ومحاولة سوقهم للخدمة الإلزامية في جيش التحرير الفلسطيني، وكان المخيم قد فقد (33) لاجئ من سكانه واعتقل نحو (78) منهم منذ العام 2011.