استشهد في مثل هذا اليوم 27 تموز/يوليو من العام 1971، القائد الوطني الفلسطيني أبو علي إياد، أثناء قيادته الميدانيّة لمعارك الدفاع عن الثورة في أحراش عجلون في الأدرن، ضد قوات جيش النظام الأردني الذي سعى بالقوة العسكرية إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية التي انطلقت في فترة الستينيات من الضفة الشرقية لنهر الأردن.
ولد القائد وليد أحمد نمر النصر، واسمه الحركي "أبو علي إياد" عام 1935 في مدينة قليقيلة في الضفّة الغربيّة بفلسطين المحتلّة، ونشأ وترعرع فيها وعمل معلّماً في مدارسها، قبل أن يسافر إلى العراق عام 1954 ليشارك في دورة لإعداد المعلّمين في ديالى، ومن ثم إلى السعوديّة حيث عمل معلّماً حتّى العام 1962.
دفّعه حسّه النضالي العربي، عقب انتصار الثورة الجزائرية عام 1962 إلى ترك التعليم في السعوديّة والتخلّي عن الامتيازات في تعليم الجنود السعوديين براتب كبير، وانتقل إلى الجزائر ليساهم في عمليّة التعريب واستعادة الهويّة الجزائرية التي طمسها المستعمر الفرنسي.
بدأ حياته في العمل الثوري الفلسطيني فور الإعلان عن انطلاقة الثورة الفلسطينية في كانون الثاني عام 1965، وبدأ في الإعداد لعمليّات في عمق الكيان الصهيوني انطلاقاً من الضفّة الغربية، وتجنيد الفدائيين في صفوف حركة " فتح".
أهم العمليات العسكرية الموجعة للاحتلال التي قادها الشهيد أبو علي إياد، كانت يوم 25/ 4/ 1966، حيث نفذت مجموعته هجوما على مستوطنة " بيت يوسف" موقعاً خسائر في صفوف الاحتلال، ووصف الهجوم بالأعنف في ذلك الوقت، كما نفّذ في ذات الفترة عدة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفارجلعادي .
ساهم الشهيد، في تدريب وتأهيل الكثير من الكوادر العسكريّة للثورة الفلسطينية، حيث استلم مهمّة اعداد أشبال الثورة وتدريبهم في معسكر الهامة في سوريا عام 1966، وأصيب في عينه أثناء انفجار لغم أثناء إحدى الدورات التدريبيّة.
في العام 1967، غادر القائد أبو علي إياد إلى الأردن عقب حرب حزيران " النكسة" عام 1967، وتسلّم قيادة قوّات الثورة في منطقة عجلون.
قاد الشهيد الذي لقب بـ "عمروش فلسطين" أحب الألقاب إلى نفسه عدّة عمليات ضد الاحتلال انطلاقاً من الأردن، استهدفت قوّات الاحتلال ومعسكراته على الضفّة الثانية من نهر الأردن، وبقي في مهامه حتّى قاد معارك الدفاع عن الثورة في أحداث أيلول الأسود عام 1971 ضد قوّات النظام الأردني، لتنتهي مسيرته النضاليّة شهيداً في الدفاع عن الثورة.
بوابة اللاجئين الفلسطينيين