دمشق - بوابة اللاجئين
أقيم مخيم جرمانا على بعد (9 كم) من العاصمة دمشق بين عامي1967 و1978، بعد أن بدأ تجمع اللاجئين فيه منذ بداية 1949، وتحول هذا التجمع في عام 1967 إلى مخيم رسمي أطلق عليه اسم مخيم جرمانا، يحد المخيم من الشمال منطقة أبو نوري والطبالة، ومن الجنوب بلدة جرمانا التي سمي المخيم باسمها وهي تابعة للغوطة الشرقية من ريف دمشق، ومن الغرب أوتستراد مطار دمشق الدولي.
ولكن نظراً لوجود المخيم في منطقة عشوائية سكنياً، ونتيجة لتنظيم مدينة دمشق فقد تم اقتطاع أجزاء من المخيم على عدة مراحل، وبلغ تعداد سكان المخيم حتى العام 2011 أكثر من (18،500) لاجئ مسجل.
شهد المخيم خلال الفترة الممتدة بين عامي 2011 و2013 حركة نزوح من المخيمات الفلسطينية والمناطق المتاخمة له، التي تأثرت بالأعمال عسكرية، وقد وصل عدد العائلات النازحة أكثر من (7000) عائلة حسب إحصائيات الأونروا، وهذا يفوق العدد الذي يستطيع المخيم استيعابه من ناحية البنية التحتية والمرافق والخدمات، وسُجَّل في الشهر التاسع من عام 2015 عودة ما يقارب (2800) عائلة نازحة من مخيم الحسينية إلى منازلهم ، مما خفف الضغط السكاني الكبير في المخيم.
يوجد في المخيم في الوقت الحالي مركز إيواء وحيد (الراما) يضم حوالي (500) مهجر من مناطق ريف دمشق (الذيابية، البهدلية، الحجر الأسود، مخيم اليرموك، المليحة).
الوضع الاقتصادي
أغلب اللاجئين الفلسطينيين في المخيم يعيشون وضع اقتصادي مزري يعود ذلك لأسباب عديدة، منها:
تدني مستوى دخل الأسرة، لاتجاه معظم السكان إلى الأعمال الموسمية الحرة، وقلة فرص العمل نتيجة الظروف الأمنية التي تعيشها سورية، إضافة لارتفاع عدد الأفراد في الأسرة الواحدة الذي يزيد عن سبعة أشخاص في أغلب الأسر. وحالة عدم الاستقرار وذلك بسبب صدور المخططات التنظيمية لمدينة دمشق والتي تسببت بالضرر للعديد من سكان المخيم.
بالإضافة إلى أن الشروط الصحية غير متوفرة في معظم البيوت داخل شوارع المخيم الضيقة، مكتظة بساكنيها ومتلاصقة لا تدخلها الشمس، إلى جانب عدم وجود شبكة للصرف الصحي تغطي المخيم بشكل كامل.
الوضع الصحي
يوجد في المخيم عدد من العيادات الخاصة، وثلاثة مستوصفات (وكالة الغوث، وزارة الصحة، جيش التحرير)، بيد أن المخيم يعاني في عدم وجود مركز طبي إسعافي. وخلال السنوات الماضية، ظهر عجز في قدرة المشافي وخاصة مشافي جرمانا في استيعاب المرضى والمصابين أثناء حدوث الانفجارات وسقوط القذائف مما سبب خطورة على حياة المصابيين وزيادة في حالات الوفيات.
الوضع التعليمي
يوجد في المخيم ثلاث رياض أطفال، وست مدارس تعليم أساسي تابعة لوكالة الأونروا، ومدرسة ابتدائية حكومية، تحولت المدارس بعد موجة النزوح الى مراكز إيواء عدا مدرسة "بستان طلال" الحكومية ورياض الأطفال.
ونتيجة لذلك وفي العام الدراسي 2013 -2014 تم استئجار مدارس خارج المخيم في بلدة جرمانا بدوام إضافي، وقد ترتب على هذا الإجراء مخاطر أمنية وصعوبات تعليمية في التأقلم، وتكلفة مادية على الأهل، وبرزت عدة مشاكل مع أهالي بلدة جرمانا، ووصلت إلى درجة الشجار، نتج عنها حالات تأذي جسدي لعدد من الطلبة، أما حاليًا وبعد عودة أهالي مخيم الحسينية إلى منازلهم بعدما نزحوا إلى مخيم جرمانا، عادت ثلاث مدارس المخيم للخدمة، ولم يبق في المخيم إلا مركز إيواء واحد تشرف عليه وكالة الأونروا.
التجنيد في مخيم جرمانا
ظاهرة خطيرة يشهدها مخيم جرمانا بعد العسكرة التي حصلت خلال الأحداث في سورية، وهي ظاهرة التجنيد لشباب المخيم بشكل مُكثَّف، حيث ينتشر في المخيم عدد من مكاتب الفصائل الفلسطينية التي تقاتل إلى جانب النظام، منها (فتح الانتفاضة، الجبهة الشعبية- القيادة العامة)، وتساهم هذه الفصائل في إقامة معسكرات قتال دورية للشبان من أجل زجهم في ساحات القتال، غير آبهين بأعمار من يجندوهم، حيث تظهر صور مأخوذة من أحد المعسكرات القتالية التي أقيمت في مخيم جرمانا أطفال دون سن الـ(16)، من حيث أشكالهم وبنية أجسادهم الضعيفة، وساهم في عملية التجنيد تلك عدة عوامل، سهلت على الفصائل تواصلها مع الأطفال والشباب من أجل تجنيدهم، منها الوضع الإقتصادي المزري وارتفاع نسبة البطالة بين أبناء المخيم، وهنا تُقدم هذه الفصائل خدماتها المالية لتسد بعضا مما يفتقر إليه أبناء المخيم في إيجاد فرصة عمل، إلى جانب الوضع النفسي من حيث انعكاس أجواء الحرب الكئيبة، وعدم الإمكانية في السفر مما يجعلهم يشعرون بانسداد الأفق وندرة الخيارات. كما أن الوضع الأمني غير المستقر والمسيطر على الأجواء، يجعل الشباب ترغب في توفير حماية أمنية خوفا من الاعتقال، وتدفع البعض منهم إلى الالتحاق في صفوف المجموعات العسكرية الموالية للنظام، يضاف لهذه العوامل ظاهرة التسرب المدرسي في مخيم جرمانا التي تكون لأسباب مختلفة مثل الظروف الإقتصادية بسبب عدم قدرة الأسرة على تحمل تكاليف دراسة الطفل، أو عدم توفر البيئة المناسبة للتعلم.
أرقام
في مخيم جرمانا ومنذ بداية الأحداث في العام 2011 قضى ما يزيد عن الـ(52) من أبنائه لأسباب مختلفة منها القصف والمشاركة بالأعمال العسكرية، وهناك عدد من ابناء من المخيم تم اعتقالهم والإفراج عن بعضهم.