مخيم خان دنون – خاص
 

تتوالى شكاوي أهالي مخيّم خان دنون للاجئين الفلسطينيين بريف العاصمة السوريّة دمشق، مما يصفونه بالاستهتار واللامبالاة التي يبديها كادر المستوصف التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تجاه المرضى والمراجعين، عدا عن حالات "تنمّر" يتعرّض لها عديدون خلال ذهابهم لتلقي حقّهم في الطبابة بالمستوصف الوحيد المنتدب من قبل الوكالة، لتوفير الرعاية الصحّية الأوليّة لأهالي المخيّم.

إحدى اللاجئات من سكّان المخيّم قالت لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إنّها قد تلّقت معاملة سيّئة من قبل طبيب المستوصف، أثناء مراجعتها قبل أيّام، بعد أن شعرت بأعراض دوخة وغثيان شديدين، وطلبت من الطبيب أن يعاينها ويعطيها العلاج اللازم، فواجهها بعبارة: "مش كل حدا بدوخ يعني محتاج علاج"، مكتفياً بنصيحتها، بأن تأخذ قسطاً من الراحة فقط.

وأضافت اللاجئة التي طلبت عدم الكشف عن اسمها، إنّها قد سمعت الطبيب يهمس لأحد العاملين في المستوصف ويقول له: "شعب ما بينعطى وجه"، واصفةً ما تعرّضت له بـ" التنمّر"، مشيرة إلى معاملة سيّئة يتعرض لها المراجعون من قبل بعض العاملين في المستوصف.

كما انتقد ناشطون عبر إحدى صفحات "فيسبوك" المعنية بنقل أخبار المخيّم، تقاعس موظفي المستوصف عن القيام بواجباتهم في بعض أيّام الأسبوع، بحجّة عدم توفّر الكهرباء، وبأنّ التيار خلال هذه الأيّام "ترددي" متقطّع وفق التقنين العام المعتمد في المنطقة من قبل مؤسسة الكهرباء.

وأفاد أحد الناشطين، أنّ المستوصف، في يوم الثلاثاء من كل أسبوع، يبدو وكأنّه خارج الخدمة، رغم أنّه يوم دوام عادي، مشيراً إلى تذّرع الموظفين بالانقطاع المتواتر للتيار الكهربائي وأنّ يوم الثلاثاء "ترددي"، مشيراً إلى وجود مولّد كهربائي خاص للمستوصف لا يتم تشغيله بحجّة أنّه يحتاج صيانة.

ويجدر التذكير، بأنّ هذه ليست الشكوى الأولى التي تصدر عن الأهالي تجاه مستوصف الوكالة الصحّي، الذي وصفه أحد المراجعين قبل أشهر بأنّه "سجن وفرع تعذيب"، بسبب سوء المعاملة التي يتلقاها المرضى والمراجعين من قبل موظفي وأطبّاء المستوصف.

وأكّد الناشطون، تعرّض المراجعين لمعاملة غير إنسانيّة، لا تميّز بين كبير في السنّ عن سواه، حيث يماطل الكثير من الموظفين والموظفات في الاستجابة للمرضى والمراجعين، والتعامل معهم بما يشبه الطرد من المستوصف، في حال أقدم أحدهم على السؤال أو الاستفسار عن أمر ما.

كما أشاروا إلى وجود عدد كبير من الأمهات والأطفال من أبناء المخيّم، تنقصهم الخدمات الطبيّة، بسبب أوضاعهم الصحيّة والماديّة المتدهورة، وهو ما لا يوفرّه لهم المستوصف لا على صعيد الخدمة والمعاملة الإنسانيّة، ولا على صعيد توفّر الأدوية والمستلزمات.

ويضع أهالي المخيّم، ما يحصل في مستوصف "أونروا" برسم إدارة الوكالة، متسائلين عن غياب الجهات الرقابيّة التي تحرص على توفير أفضل جودة خدمات صحيّة، مطالبين المسؤولين والجهات المعنيّة وعلى رأسها رئاسة الوكالة والهيئة العامّة للاجئين الفلسطينيين العرب، للتدخّل السريع من أجل إصلاح وضع المستوصف، وحفظ كرامة أبناء الشعب الفلسطيني التي تُمس يوميّاً، لمجرّد توجههم للحصول على حقهم في الرعاية الصحيّة والإنسانيّة.

تجدر الإشارة، إلى أنّ مخيّم خان دنون يعاني من تهميش كبير في النواحي الخدميّة والصحيّة، حيث لا يوجد في المخيّم سوى مركز صحّي واحد، في حين يعتبر المخيّم حاليّاً من أكثر المخيّمات كثافة سكّانية في منطقة ريف دمشق، نظراً لما استقبله من نازحين عن المخيّمات المنكوبة.

خاص

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد