التهمت حرائق أمس الثلاثاء 8 أيلول/ سبتمبر معظم الخيم والكرافانات في مخيّم "موريا" لطالبي اللجوء في جزيرة "ليسبوس" اليونانية، ما دفع فرق الإطفاء والإغاثة إلى إخلاء المخيّم بشكل جزئي، حسبما أعلنت السلطات اليوم الأربعاء.
من جهتها، قالت جمعية "ستاند باي ليسفوس" المعنية بدعم اللاجئين والمهاجرين، عبر حسابها في "تويتر" إنّ الناس يفرّون من الحرائق التي اشتعلت في كلّ مكان في المخيّم، في وقت يمنع فيه السكّان المحلّيّون طالبي اللجوء من الفرار إلى القرى المُجاورة.
ويسكن مخّيم موريا نحو 13 الف طالب لجوء، بينهم أكثر من 565 لاجئ فلسطيني مهجّر من سوريا وقطاع غزّة، باتوا جميعهم بلا مأوى بعد أن أتت النيران على كافة مراكز الإيواء داخل المخيّم الذي يعتبر الأكبر في اليونان.
وقالت فرق الإطفاء في بيان لها اليوم، إنّها أخلت المخيّم جزئيّاً بعد الحرائق المتفرقّة، مشيرةً إلى أنّ أسباب الحرائق التي تشتعل داخل المخيّم وخارجه لم تتضح بعد.
أحد اللاجئين من سكّان المخيّم، أكّد لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ العديد من العائلات بدأت تنزح إلى خارج المخيّم منذ فجر اليوم، رغم عمليات التضييق والمنع التي تُمارس من قبل السكّان المحليين ومحاولات رجال الشرطة وقف حركة النزوح إلى الخارج.
ووصف اللاجئ " أبو منتهى الجمّال" وهو طالب لجوء سوري من سكّان المخيّم، حال اللاجئين بـ" الهائممين على وجوههم بحثاً عن مأوى بعد أن حُرقت خيامهم بشكل كامل وأصبح المخيّم غير صالح للسكن".
وحذّر اللاجئ، من كارثة إنسانيّة قد تعصف باللاجئين، ولا سيما الأطفال وكبار السن، في حال لم تتحرّك السلطات والمنظمات الإغاثيّة بشكل فوري وعاجل، مشيراً إلى أنّ معظم العائلات باتت ليلتها في العراء، ولا تمتلك الطعام والشراب والمأوى.
وأشار لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إلى غياب التعامل الجدّي من قبل فرق الإطفاء والسلطات المحليّة، لإحتواء اللاجئين وتقديم المساعدات الأوليّة لهم، وسط مُناشدات لتأمينهم بشكل عاجل بكافة مستلزمات الإيواء والمعيشة بعد أن أتت النيران على كافة مقتنياتهم وفقدانهم الكثير من متعلقّاتهم الشخصيّة.
وطال الحريق كذلك، مركز اللجوء " الياسو" بكافة محتوياته من ملفّات خاصة بطالبي اللجوء، الأمر الذي سيُأخر المُعاملات الخاصة باللاجئين حسبما أكّد ناشطون من سكّان المخيّم.
وحول أسباب الحرائق، أشارت مصادر متطابقة من داخل المخيّم، إلى أنّها نتجت عن إشكال افتعله بعض المُهاجرين الأفغان، احتجاجاً على الإجراءات المشددة، و"حبس اللاجئين في المخيّم والمُعاملة السيّئة التي يتلقوها من قبل الإدارة، ولا سيما في ظل الإجراءات المُتّبعة لمواجهة فايروس كورونا".
ويشهد مخيّم "موريا" احتجاجات متفرقّة بين الحين والآخر، على سوء الأوضاع المعيشيّة والإنسانيّة، وآخرها السبت 5 أيلول/ سبتمبر، على سوء وجبات الطعام التي تقدّمها إدارة المخيّم للاجئين.
يأتي ذلك، وفي وقت سجّلت فيه السلطات 17 إصابة بفايروس "كورونا" بين سكّان المخيّم، الذي تُخضعه للحجر الصحّي منذ مطلع الشهر الجاري.