برزت مطالبات من قبل عدد من  النشطاء والأهالي في مخيم البداوي، في الآونة الأخيرة، بتحسين عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وصلت حدّ الدعوة إلى إقالة مدير منطقة الشمال، الأستاذ أسامة بركة.

وعلى الرغم من التمسك بـ "أونروا" كوكالة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إلا أن ذلك لا يعني عدم الحديث عن المشاكل والفساد داخلها، وفق ما يقوله الناشطون.

الناشط في مخيم البداوي، عبدالله اللوزي، أشار إلى أن هناك تقصير كبير في تلبية احتياجات ومطالب الفلسطينيين في مخيم البداوي تحديداً، ومخيمات الشمال عموماً.

وذكر، في حديث مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أن هناك ملفات متراكمة ساهمت في إطلاق تلك الدعوات، تتعلق بإعمار المدرسة، والمنحة الألمانية، وعدم الالتزام بالتعهدات السابقة، مشاكل بالتوظيف وعدم وجود عدالة في الترميم، عدا عن المحسوبيات والتحجج بفيروس "كورونا"، وفق قوله.

وأوضح: "موضوع إعمار المدرسة، تفاجأنا أنه بعد عام من إطلاق الوعود من قبل الأونروا، وعلى رأسها أسامة بركة، نتفاجأ بأنه تم إلغاء بناء المدرسة بحجة عدم موافقة منظمة التحرير على إعطاء الأرض، على الرغم من أن كلام الأونروا يقول بأن أموال إعمار المدرسة موجودة من سنوات".

وتابع: "المحسوبيات في الوظائف، بكون واحد مقدم على وظيفة وناطر اسمه عالروستر، وفجأة يعلنون عن وظيفة جديدة وينسون الروستر القديم".

إعمار المدرسة حاجة ملحة.. والمشكلة في الأرض

بدوره، أوضح مسؤول الملف التربوي للجان الشعبية الفلسطينية في لبنان، أبو محمود إسماعيل، أن إنشاء مدرسة جديدة في مخيم البداوي بات ضرورة ملحة لسببين رئيسيين، يتعلق الأول بنظام الدوام المزدوج (Double Shift) المتبع في مدرستي كوكب والبطوف، إضافة إلى الكثافة السكانية.

وأشار إسماعيل إلى أنه كانت هناك نوايا لدى "أونروا" بدمج المدرستين تحت إدارة واحدة، إلا أنه تم إسقاط هذا المشروع بجهود اللجان الشعبية ومؤازرة الأهالي في مخيم البداوي.

وفيما يتعلق بعدد الطلاب، أكد إسماعيل أن العدد القانوني لعدد الطلاب في الصف الواحد هو 35، إلا أن هناك صفوف في المخيم يصل عدد الطلاب فيها إلى 50، مشدداً أن المدارس السبعة الموجودة في مخيم البداوي لم تعد تلبي حاجات أهالي المخيم.

كما أكد أن "أونروا" لا يوجد لديها مشكلة في بناء المدرسة، ولكن العقبة الأساسية هي وجود الأرض، موضحاً أن الوكالة يجب ان يكون لديها مستندات تثبت وجود الارض في حال التقديم طلبات لأي تمويل، و"للأسف الأرض لحد الآن ليست موجودة".

وشدد "الأونروا مسؤوليتها تجد الحلول بموضوع الأرض"، مشيراً إلى أن مشروع بناء المدرسة لا يزال قائماً ولم تصدر الوكالة أي قرار بإلغائه.

معاناة لسنوات مع إدارة "أونروا"

على صعيد آخر، يعاني اللاجئ الفلسطيني في مخيم البداوي، سامر بجيرمي، منذ سنوات من تجاهل الوكالة لتصنيفه ضمن حالات العسر الشديد، على الرغم من وضعه المادي المتردي وابنته التي تحتاج إلى مصروف خاص كونها من ذوات الاحتياجات الخاصة.

وقال بجيرمي لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" إن أحداً لم يتجاوب معه، و"أونروا" لا تقدم شيئاً لذوي الاحتياجات الخاصة في ظل المصروف المكلف ولا توجد لهم أي مراكز.

وذكر أن ابنته احتاجت منذ سنوات إلى جهاز للرجلتين، ولحين رد الوكالة على مطالبه، لم يعد ينفع الجهاز على اعتبار أن ابنته كبرت وبالتالي باتت تحتاج إلى جهاز ذو مقاييس أخرى.

ولف إلى أنّ حجّة " أونروا" أن المدعومين فقط هم المسجلون في الشؤون، على الرغم من أن مسؤولة قسم الشؤون والباحثة الاجتماعية تفقدتا منزله أكثر من مرة، ومنذ عام 2015، لم تتم زيادة أي اسم جديد على الشؤون.

لا تقتصر معاناة بجيرمي عند هذا الحد، بل إن منزله يحتاج إلى ترميم وإلى بناء حمام خاص لابنته بسبب وضعها الخاص، لكن مطالباته طالما قوبلت بالتجاهل، داعياً إلى فتح تحقيق مع قسم الشؤون بسبب الفساد والتهميش الكبيرين، حسب قوله.

الجدير بالذكر، أنّ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" تواصل مع مدير منطقة الشمال، أسامة بركة، بهدف إتاحة الفرصة للرد على ما ذُكر، كما تواصل مع إدارة "أونروا" للحديث عن موضوع المدرسة، إلا أنه لم يلق أي ردود.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد