تستمر الاحتجاجات والاعتصامات المطلبية في مخيّم عين الحلوة، بمدينة صيدا جنوب لبنان، ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". وآخرها عصر أمس الأربعاء 3 آذار/مارس، أمام مكتب الإغاثة والخدمات "الشؤون" في المخيم.

وعبّر المعتصمون خلاله عن معاناتهم وأوجاعهم ومطالبهم في ظل جائحة "كورونا" التي اجتاحت العالم وغزت المخيّمات الفلسطينية في لبنان من جهة، والأزمة الاقتصادية التي أدت إلى انهيار الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي والغلاء الفاحش في الأسعار، والذي أدى إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية للاجئين الفلسطينيين في لبنان من جهة أخرى.

وحمل المعتصمون أرغفةَ خبز، ترمز إلى حالة الجوع والعوز التي وصل إليها الأهالي، رافعين يافطات كُتبت عليها: "نريد طبابة، تربية"، "إعلان حالة طوارىء شاملة"، "أين وكالة "أونروا" من الوباء والكارثة؟".

6-1.jpg

أبو حاتم صيداوي، لاجىء فلسطيني من مخيم عين الحلوة، أودت به الظروف من بائع قهوة إلى عامل جمع "خردة" وأخيراً، إلى عاطل عن العمل. يقول صيداوي: إنه لا يعمل منذ شهرين ونصف، وأنه بالكاد يجد قوت يومه، معتمداً على مساعدات الناس الخيرية. عبّر صيداوي عن استيائه ومعاناة شعبه مشيراً إلى أزمة عمرها 73 عاماً تعود إلى لحظات التهجير القصرية الأولى.

 ووجه ندءاً، عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، استنكر فيه تقصير وكالة "أونروا" التي أُنشئت من أجل خدمة الشعب الفلسطيني أصلاً، ومطالباً إيّاها بضرورة إيجاد حل يغيث اللاجئين.

ضرورة إعادة تعريف الفقير وحالات العسر الشديد

وكان المطلب الأساسي خلال الاعتصام، هو إعلان حالة طوارىء شاملة، صحيّة، إغاثية، وتربوية، تشمل كافة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وبحسب الناشط ابراهيم ميعاري، فإنّه منذ بداية الاعتصامات التي انطلقت منذ قرابة أسبوع ولغاية أمس وهم يطالبون بنفس المطلب.

6-2.jpg

إضافة إلى مُطالبة "أونروا" بمراجعة أسماء المدرجين في شبكة الأمان الاجتماعي، طارحاً تساؤلاً حول ضرورة إعادة تعريف الفقير وحالات العسر الشديد، مشيراً إلى أن غالبية الشعب الفلسطيني في لبنان أصبح تحت خط الفقر اليوم، وبالتالي غالبيته بحاجة إلى مساعدات نقدية وعينية.

اللاجىء يواجه مشكلة في الطبابة في ظل جائحة "كورونا"، ومشكلة أخرى في الإغاثة وفي البطالة بسبب الإغلاق

يؤكد طه شريدي، حق الشعب بالعيش بكرامة، موضحاً لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" معاناة اللاجئين منذ سنة ونصف السنة واصفاً هذه المعاناة بـ "عملية تجويع ممنهجة".

يقول شريدي: "إنّ اللاجىء يواجه مشكلة في الطبابة في ظل جائحة "كورونا"، ومشكلة أخرى في الإغاثة وفي البطالة بسبب الإغلاق وانعدام فرص العمل، فالدولة المضيفة "أي لبنان" ليست مسؤولة عنه، إلّا أنه حسب القانون الدولي على الدولة المضيفة للاجئين أن تتحمل مسؤولياتها تجاه المقيمين على أرضها، لكن كيف لدولة عاجزة عن تأمين متطلبات مواطينها أن تلتفت للاجئين؟.

 لذلك يطالب شريدي، المسؤول الأساسي عن اللاجئين ألا وهو وكالة "أونروا"، ومن منطلق حقوقي إنساني، بوضع برنامج إغاثة وتوفيرعلاج صحي كامل، كي يستمر اللاجىء، لأن مثل هذه المعاملات تدل على أن اللاجىء الفلسطيني في لبنان ذاهب إلى المجهول."

مطالبات بحل مشكلات الطلبة مع الانترنت وفقدان الاجهزة الالكترونية للتعليم عن بعد

لم يقتصر اعتصام أمس على الأهالي، بل شارك فيه طلاب عبروا عن معاناتهم ومشاكلهم مع نظام التعليم عن بعد.

الطالب عبد الله داوود، عبّر عبر "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن مشكلة تواجه 50 بالمئة من الطلاب في مخيم عين الحلوة، حسب قوله، ألا وهي مشكلة الإنترنت وغياب الأجهزة الإلكترونية التي يحتاجها الطالب ليتابع برامج التعليم عن بعد، إضافة إلى غلاء أسعارها. وهذا ما يحرم الطالب من حقه في التعلّم. وطالب داوود خلال احتجاجه وكالة "أونروا" إيجاد حلول للمشاكل التي يعاني منها الطالب الفلسطيني.

وأكد المعتصمون استمرارهم في تحركاتهم المتنوعة في الشارع إلى حين تحقيق مطالبهم، وبدورهم دعوا الناس إلى التعبير عن غضبهم والضغط على الوكالة، عبر المشاركة في اعتصام شعبي يوم الجمعة المقبلة 5 آذار/مارس، بعد الصلاة، أمام مكتب مدير المخيم في عين الحلوة.

الجدير ذكره أن مثل هذه المطالب والتحركات تكررت في أكثر من مخيم سابقاً، من مخيم نهر البارد شمالا، إلى عين الحلوة وبرج الشمالي جنوباً. وكانت وكالة "أونروا" قد قدّمت مساعدة واحدة فقط للاجئين الفلسطينين منذ بداية الأزمة اللبنانية وتفشي الجائحة قبل نحو عام، بينما قاربت نسبتا الفقر والبطالة أن تصل إلى 80% بين اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

6-5.jpg
6-4.jpg
6-3.jpg
لبنان-خاص/ بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد