أعلن المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، اليوم الخميس 11 آذار/ مارس، عن تجميد كافة العلاوات السنويّة للموظفين لمدّة عامٍ واحد جرّاء الأزمة الماليّة المتواصلة التي تُعاني منها وكالة الغوث الدولية.

وأوضح لازاريني في بيانٍ لها، أنّه سيتم تجميد الزيادات السنوية على الدرجة للموظفين ساري المفعول بشكلٍ فوري اعتباراً من الأول من نيسان القادم ولمدة إثني عشر شهراً، مُؤكداً أنّ هذه الإجراءات المؤقتة لن تؤثر على المتقاعدين ومستحقاتهم، وسأقوم بمراجعة هذا القرار بشكلٍ دوري بهدف رفعه، وحالما يتم رفعه فإنني ملتزم بعمل كل ما يلزم لجعله ساري المفعول بأثرٍ رجعي.

الوكالة ستواجه أزمة سيولة في نيسان

وبيّن المفوّض العام أنّ "أونروا" ما زالت تواجه وضعاً مالياً صعباً، في حين يواصل كل اللاجئين صراعهم مع الوباء وتداعياته الاجتماعيّة والاقتصاديّة على حياتهم وسبل عيشهم، وكما أبلغتكم سابقا بأنّ خيار "أونروا" الوحيد كان أن يتم فرض سقف إنفاق بنسبة 90% على الميزانية المخصصة للمكاتب الإقليميّة وإدارات الرئاسة العامة، وبناءً على توقّعات التدفق النقدي الحاليّة وأوقات الصرف المتوقّعة، فإنّ الوكالة ستواجه أزمة سيولة في وقتٍ مبكر من شهر نيسان.

وتابع لازاريني: ولتجنب تعمّق الأزمة الماليّة، يجب إدخال بعض التدابير الداخليّة للتحكّم في التكاليف، وهذه التدابير ستكون مؤقّتة وإلى أن تتضح لنا الصورة حيال الوضع المالي لعام 2021، مُعلناً أنّه قرّر بناءاً على طلب العديد من الدوائر وأقاليم العمليات، التخفيف من اجراءات تجميد التوظيف السارية وذلك للسماح بتعبئة شواغر الوظائف الأكثر أهمية فقط.

التبرعات المتوقّعة لهذا العام غير مؤكدة

وأشار المفوّض إلى أنّ أهدافه الأساسيّة لعام 2021 تتمثّل في المحافظة على الخدمات الأساسيّة والمنقذة للحياة للملايين من اللاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على وظائف الموظفين ومنع إفلاس الوكالة، وخلال وجودي في غزّة الأسبوع الماضي أجريت مداولات بناءة للغاية مع الموظفين، وشاركوني خلالها بالعديد من الأفكار التطلعية والمبتكرة التي ستساعد في تحديث خدمات الوكالة في مجالات التعليم والرعاية الصحيّة وتوظيف الشباب والإغاثة، واضعين في الوقت نفسه مبدأ المساواة بين الجنسين في صميمها.

كما أكَّد لازاريني أنّ التبرعات المتوقّعة لهذا العام لا زالت غير مؤكدة، ونرحّب بالاستئناف المتوقّع للمساعدات الأمريكيّة لوكالة "أونروا"، إلّا أنّه حتى كتابة هذه الرسالة، لم يتم بعد تأكيد الاستئناف وحجم المبلغ الذي سيتم تسلمه، وحتى مع عودة التبرّع المتوقّع، ستظل الوكالة تواجه تحديات كبيرة وستحتاج إلى إقناع جميع المانحين الآخرين بالحفاظ على مستويات عالية من التمويل رغم الأزمة الماليّة العالمية السائدة.

وتابع لازاريني: لسوء الحظ، أعلن أحد المانحين الرئيسيين بالفعل أنه سيخفض مساهماته لعام 2021 لوكالة "أونروا" بشكلٍ كبير، ومن المرجح أيضاً أن يقوم مانح رئيسي آخر بتخفيض تمويله، ولا توجد مؤشرات واضحة بعد على تخصيص تمويل ملموس من المنطقة العربيّة للوكالة هذا العام، مُؤكداً أنّ المؤتمر الدولي القادم سيكون فرصة لعرض خططنا لتحديث الوكالة وإعادة إشراك المجتمع الدولي في دعم "أونروا"، وهدفنا هو تغيير مسار التمويل الذي تناقص على مدار العامين الماضيين.

القرار أحادي ويمس بأحد حقوق العاملين

بدوره، أعلن رئيس اتحاد الموظفين في وكالة "أونروا" بغزّة أمير المسحال في بيانٍ مقتضبٍ له، أنّ المؤتمر العام -اتحادات موظفي أونروا في المناطق الخمس- سيعقد اجتماعاً عاجلاً لبحث القرار أحادي الجانب الذي تم اتخاذه من قٍبل المفوّض العام بإيقاف العلاوات السنوية والذي يمس بأحد حقوق العاملين الأساسية والتي لا يجوز المساس بها لأي سببٍ من الأسباب.

وفي السياق، أوضح عبد العزيز أبو سويرح، نائب المسحال، أنّ الاجتماع الطارئ لجميع الأقاليم يكون يوم غدٍ الجمعة لبحث هذا القرار المفاجئ والخطير، مُبيناً لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، أنّ أي قرارات ستنتج عن هذا الاجتماع سيتم تطبيقها في كافة الأقاليم للضغط على المفوّض والتراجع عن هذا القرار.

ودعا أبو سويرح خلال حديثه لموقعنا، مفوّض "أونروا" للعودة الحكمة والابتعاد عن الحلول التي تمس خدمات للاجئين وحقوق الموظفين في وكالة الغوث.

ولفت إلى أنّ هذا القرار صدر بشكلٍ أحادي الجانب وتزامن مع رفض الاتحادات لهذه الخطوة إذ تم مشاورتنا بها سابقاً ورفضت من كل الاتحادات، مُشيراً إلى أنّ هذا القرار ربما يكون ضمن سلسلة من التقليصات القادمة.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد