يشهد مخيّم عين الحلوة أزمة مياه حادّة، تتراوح بين الانقطاع التام، والشحّ الحاد في وصول المياه إلى منازل معظم الأحياء داخل المخيّم، ما دفع الأهالي للتوجّه إلى خارج المخيّم وتعبئة جالونات من المناطق المجاورة.

"أبو محمّد خطّاب" أحد سكّان حي صفوريّ، أكّد لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" انقطاع المياه عن الحي منذ أكثر من 3 أيّام، ما أدّى إلى نفاد مخزون بيته، بعد اتبّاع تقنين مشدد باستهلاك المياه في منزله.

وقال خطّاب، إنّ أبنائه لم يستحمّوا منذ 3 أيّام، فيما يعمد إلى تعبئة جالونات من المناطق المجاورة لسدّ أدنى احتياجات المنزل.مشيراً إلى أنّه يقصد الجوامع للحصول على جالون او اثنين لزوم غسل اليدين، حسب قوله.

ووصف خطّاب أزمة المياه، بمشهد اذلال جديد يًضاف على حياة اللاجئين الفلسطينيين في المخيّم، وفي حال استمرّت الأزمة قد يصبح الشغل الشاغل للأهالي البحث عن المياه، إلى جانب المستلزمات الأخرى كالوقود والخبز وسواها من مفردات أساسيّة طالتها الأزمة اللبنانية.

ويحتوي مخيّم عين الحلوة على 11 بئر مياه، 7 منها كانت تعمل بكامل طاقتها قبل الأزمة، 3 منها تحت الإشراف المباشر لوكالة "أونروا" وهي بئر حي الصفصاف، وبئر سعد صاير، وبئر دير القاسي، وجميعها الآن متوقّفة لعدم توفّر مادة المازوت، لتشغيل المضخّات.

وكانت الوكالة "أونروا" قد أصدرت تنبيهاً للاجئين الفلسطينيين في كافة مخيّمات لبنان، بضرورة التقشّف في استخدام المياه، بسبب أزمة وصفتها بـ " الحاسمة" في تأمين المازوت لتشغيل آبار المياه، والاكتفاء بتشغيل المضخّات بما تيسّر من كهرباء حكوميّة. علماً أنّ الكهرباء الحكوميّة في مدينة صيدا،

واتهّم لاجئون في شكاوى لهم، اللجان الشعبيّة ووكالة "أونروا"، بمفاقمة الأزمة بسبب سوء إدارتها، وعدم اتباع خطط تقلل من حدّتها قبل وقوعها، وهو ما ذهب اليه اللاجئ " أبو عمر" من سكّان حي الصفصاف في حديث لموقعنا، الذي اعتبر أنّ بيان الوكالة حول عدم قدرتها تأمين المازوت لمضخّات المياه، تنصّل واضح من المسؤوليّة، نظراً لكونها مؤسسة أممية ولابد لها من خلق حلول.

كما وجّه اللاجئ، اتهاماً لفصائل منظمة التحرير والتحالف داخل المخيّم، بـ"الهروب" من المسؤوليّة، وعدم مواجهة الناس بحلول تخفف من الأزمة، واعتبر أنّ القيادة الفلسطينية في لبنان، سواء السفارة أم الفصائل الكبيرة، تستطيع تأمين أموال لشراء المازوت من السوق السواء لمضخّات المياه، وتشغيلها يومياً لمدّة ساعتين على الأقل.

واعتبر أنّ تلك الفصائل، في حال لم تقف وقفة حقيقية للتخفيف من وقع الأزمات وخصوصاً أزمة المياه، فإنها تفقد سبب وجودها " لا عم بحرروا فلسطين، ولا قادرين يأمنو مازوت للمي" حسب تعبيره.

اللجنة الشعبيّة : عدم الالتزام في تشغيل المضخات بوقت واحد يخلق أزمة

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حاول التواصل مع وكالة "أونروا" لأخذ تعليقاً حول ردود فعل اللاجئين على بيانها، ولكن دون جدوى. فيما نفى عضو اللجنة الشعبيّة سمير الشريف لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" وجود أزمة مياه في المخيّم، مُرجعاً انقطاع المياه إلى سوء في إدارة تشغيل المضخّات.

 

وأوضح شريف، أنّ الأزمة تتعلّق بعدم التزام كافّة المضخّات بالتشغيل في وقت واحد، وفق الاتفاق الضمني المعمول به، لتكون هناك دورة كاملة للمياه في المخيّم، وهذا يخلق أزمة في الكثير من الأحياء. ووصف عدم الالتزام بـ " الأزمة الأخلاقيّة"

وأشار شريف، إلى أنّ منظمّة التحرير واللجنة الشعبيّة مسؤولة عن بئر دير القاسي، وهو بئر يعمل على الطاقة الشمسيّة، ويضخ الاف الأمتار المكعبّة من المياه يوميّاً. مشدداً على ضرورة أن تلتزم كافّة الآبار بالتشغيل وفق مواعيد الكهرباء، لافتاً إلى أنّه يوجد مخزون مازوت في المخيّم يكفي لعشرة أيّام من أجل تشغيل آبار المياه.

وتشهد عموم مخيمات اللاجئين الفلسطينين في لبنان، أزمة مياه حادة جرّاء انقطاع الكهرباء. وكان عضو اللجنة الشعبية لمخيم برج البراجنة جنوب بيروت اسعد محمود، قد لفت لموقعنا في وقت سابق، أنّ 10 آبار مياه من أصل 14 قد توقفت عن العمل في المخيّم بسبب نفاد المازوت، ما خلق مشكلة في المياه تُضاف إلى انقطاع الكهرباء. فيما يشهد مخيم برج الشمالي وعموم مخيمات صور إضافة إلى مخيّمات الشمال شحّاً كبيراً.

متابعات/بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد