دعت المؤسّسات التي تعنى بشؤون الأسرى والمحررين، إلى ضرورة العمل من أجل الإفراج عن الأسير المحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عاماً منذ العام 2002، المريض ناصر أبو حميد من مُخيّم الأمعري بالضفة المحتلة، وذلك بعد الكشف مؤخراً عن إصابته بمرض السرطان.
وخلال مؤتمرٍ صحفي عقد في رام الله، أكَّد المتحدثون على أنّ المرض يستشري في جسد ناصر أبو حميد، وخلال الأسابيع الأخيرة، كان يبدو عليه شيء ما من المرض، وطبيب عيادة السجن كان يقول له واضح أن لديك مشاكل في الكبد، ولكن عملياً لم يعالج ولم تتم له الفحوصات اللازمة، وكان لديه انخفاض في الوزن.
ولفت المتحدثون إلى أنّ قضية ناصر أبو حميد ستكون الهم الأساسي خلال الفترة القادمة للحفاظ على صحته، في ظل أنّ مصلحة إدارة سجون الاحتلال تنفذ القرار السياسي بإعدام الأسرى من خلال الإهمال الطبي المتعمّد وناصر أحد عناوين هذه السياسة، وقبل شهر تقريباً ودعنا الأسير حسين مسالمة شهيداً عندما خرج من سجون الاحتلال وهو يودع الحياة.
وشدّدوا على أنّ قضية الأسرى أصبحت إحدى القضايا الرئيسية أمام المحكمة الجنائية الدولية ومتابعتها من قبل الجهات الرسمية، ولابد من ملاحقة الاحتلال من خلال رفع قضية الأسرى، فيما أكَّدت والدة الأسير ناصر أبو حميد، لطيفة أبو حميد، أنّها والدة كل أسير في سجون الاحتلال، والأسرى المرضى وضعهم صعب، خصوصاً الذين يخوضون الإضراب ضد الاعتقال التعسفي الإداري.
بدوره، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، إنّ ناصر أبو حميد أصيب بمرض السرطان الخبيث في ظل سياسة إهمال طبي متعمدة، ترعاها كل مؤسسات الاحتلال، وقضية ناصر أبو حميد يجب أن تتصدر أجندة العمل ليس فقط على الصعيد السياسي والدبلوماسي، وإنما على الصعيد الميداني الكفاحي، ويجب أن ننخرط في جميع العملية لتوفير مظلة حماية للأسرى من هذا التغول الاحتلالي.
وأكَّد فارس أنه يتوجب على الحركة الوطنية الفلسطينية أن تعطي مضامين عملية لتبني قضية الأسرى، وليس أقل من العمل الدؤوب لتحريرهم، وحتى يتم ذلك يجب أن تتضافر الجهود السياسية، والتوحد خلف قضية الأسرى.
وفي وقتٍ سابق، كشف محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين كريم عجوة، أنّ أطباء مشفى "برزلاي" الصهيوني قد أجروا عملية جراحية للأسير ناصر أبو حميد من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين لإزالة ورم من الرئة اليسرى وقص ١٠ سم من الرئة ذاتها لوجود تلف فيها، وذلك جرّاء سياسة الإهمال الطبي.
وبيّن عجوة في بيانٍ له، أنّ عملية الأسير أبو حميد استغرقت أكثر من ثماني ساعات، من خلال احداث ثقب صغير في البداية بالجهة اليسرى من الصدر وبعد ذلك ثقب أكبر حيث تم توسعته من أجل استئصال الجزء التالف من الرئة واستئصال ما حوله من تلف وتم ارسال الكتلة للمختبر من أجل فحصها ومعرفة طبيعتها.
وأكَّد عجوة، أنّ الأسير أبو حميد يُعاني من أوجاعٍ وآلام مكان العملية ومن صعوبة وضيق بالتنفس حيث تم وضع أنبوب صناعي لمساعدته على التنفس، لافتاً إلى أنّه من المتوقع أن يمكث في المستشفى ما بين أسبوع إلى عشرة أيّام، وأن وضعه الطبي ما زال بحاجة لمتابعة الصحية الحثيثة والرعاية المستمرة.
وشدّد المحامي عجوة على أنّ ما يتعرّض له الأسير أبو حميد، هو جزء من سياسة الإهمال الطبي الممنهجة، التي يعاني منها المئات من الأسرى المرضى، والتي تندرج ضمنها العديد من الأدوات التنكيلية، حيث تواصل سلطات الاحتلال تحويل حاجة الأسير للعلاج إلى أداة تنكيل ومماطلة لسنوات حتى يصل لمراحل خطيرة من المرض والوهن، عدا عن عملية تقييدهم في المستشفيات، ونقلهم عبر عربة "البوسطة" التي تُشكّل رحلة عذاب تضاعف من معاناة الأسير المرض.
يُذكر أنّ الأسير أبو حميد من مُخيّم الأمعري، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في سجون الاحتلال، وقد كان الاحتلال اعتقل أربعة منهم عام 2002 وهم: نصر، وناصر، وشريف، ومحمد، إضافة إلى شقيقهم إسلام الذي اُعتقل عام 2018، ولهم شقيق سادس شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد، كما أن بقية العائلة تعرضت للاعتقال، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم، كما وتعرّض منزل العائلة للهدم خمس مرات، كان آخرها عام 2019