كشف نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الثلاثاء 16 آب/ أغسطس، عن معطيات خطيرة وجديدة تشير إلى انتشار مرض السّرطان في أجزاء جديدة من جسد الأسير ناصر أبو حميد من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين، ومنها الدماغ.
ولفت النادي في بيانٍ له، إلى أنّ هذه النتائج كانت متوقّعة في ضوء المعطيات التراكمية عن الحالة الصحيّة له، حيث أكّدت التّقارير الطبيّة الأخيرة أنّ حياته في دائرة الخطر الشّديد، خاصّة أن جسده لم يعد يحتمل جرعات العلاج الكيميائي، حيث خضع لجلسات علاج مخففة نتيجة لذلك.
وشدّد النادي، على أنّه وفي ضوء التطورات الخطيرة على الوضع الصحيّ للأسير أبو حميد الذي أمضى ما مجموعه في سجون الاحتلال أكثر من 30 عاماً، يتطلب جهوداً حثيثة وعلى عدة مستويات للإفراج عنه قبل فوات الأوان، خاصّة مع استمرار احتجازه في سجن "عيادة الرملة" الذي يعتبر من أسوأ السّجون، حيث يطلق عليه الأسرى "المسلخ"، وفيه استشهد العشرات من الأسرى نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء).
وأشار النادي إلى أنّ كافة التفاصيل التي رافقت قضية الأسير أبو حميد وتحديداً منذ أن اكتشفت إصابته بالسّرطان العام الماضي وحتّى الآن، تؤكّد أن إدارة سجون الاحتلال تنفذ جريمة بحقّه، وأن ما وصل إليه اليوم ما هو إلا نتيجة لمسار طويل من هذه الجريمة الممتدة على مدار السنوات الماضية، وتصر على الاستمرار في استكمالها، عبر جملة من الأدوات الممنهجة.
وحمّل النادي سلطات الاحتلال الصهيوني المسؤوليّة الكاملة عن مصير الأسير أبو حميد، والمئات من الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، حيث لفت إلى أنّ (23) أسيراً يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات مختلفة، أصعبها حالة الأسير أبو حميد.
ويُشار إلى أنّ الأسير أبو حميد (49 عاماً)، من مُخيّم الأمعري للاجئين الفلسطينيين بمدينة رام الله، معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن خمس مؤبدات و50 عاماً، وهو من بين خمسة أشقاء يواجهون الحكم مدى الحياة في المعتقلات، إضافة إلى أخ شهيد، وكان قد تعرض منزلهم للهدم مرات عدة على يد قوات الاحتلال، كان آخرها خلال عام 2019، وحُرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات عدة، وقد فقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.
ويُذكر أنّ الصليب الأحمر قام بتأسيس مُخيّم الأمعري في عام 1949 ضمن حدود بلدية البيرة، حيث قام بتوفير الخيام للاجئين الذين قدموا من مدن اللد ويافا والرملة، بالإضافة إلى الذين لجئوا من قرى بيت دجن ودير طريف وأبو شوش ونانا وسادون جانزه وبيت نبالا، وفي العام 1950 تسلّمت وكالة "أونروا" مسؤوليّة المُخيّم وعملت على بناء وحدات سكنية ذات أسقف أسمنتيّة.