عمت عدة مدن أوروبية تظاهرات ووقفات احتجاجية في الذكرى الـ 75 للنكبة، حيث طالب المتظاهرون بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم، ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وشملت المظاهرات والوقفات الاحتجاجية دولاً عديدة كألمانيا وفرنسا وبريطانيا والنمسا والدنمارك وهولندا وإيطاليا.

وانطلقت مظاهرة حاشدة في العاصمة النمساوية فيينا، السبت 13 أيار/مايو، من أمام محطة القطارات الغربية، مرورا بشارع "ماريا هلف" أكبر الشوارع التجارية بالمدينة، منددة بجرائم الاحتلال، والعدوان على قطاع غزة.

كما وقع المشاركون عريضة موجهة لمجلس النواب النمساوي تدعو لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي بسبب جرائمه، وتطالب بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق اللاجئين بالعودة.

وأقامت التظاهرة منظمة التضامن النمساوية مع فلسطين، حيث شارك فيها المئات، رافعين الأعلام الفلسطينية، ولافتات تدعو إلى إعادة اللاجئين للقرى والمدن التي هجروا منها عام 1948.

وتعد منظمة التضامن النمساوية مع فلسطين التي تأسست قبل نحو 15 عاماً، من أبرز المؤسسات التي تعمل على تنظيم تظاهرات وأنشطة دفاعا عن حقوق الشعب الفلسطيني

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، تحدث خلال التظاهرة مع الناشط النمساوي في منظمة التضامن "مارتين فاينبيرجير"، الذي قال: إن "تظاهرة اليوم تنظم بمناسبة مرور 75 عاماً على النكبة الفلسطينية، وإبعاد الفلسطينيين عن أرضهم لاستعمارها".

وأضاف أن "هذه التظاهرة تمثل الصوت الفلسطيني، على عكس ما يسعى إليه السياسيون النمساويون، بإسكات هذا الصوت، واستنكر قيام حكومة النمسا بعقد اتفاقات تقنية وعسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي".

وانتقد فاينبيرجير ازدواجية المعايير لدى السياسيين الغربيين الذين يدعمون نظام الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وينقلون صورة مشوهة لما يجري من انتهاكات بحق الفلسطينيين على الإعلام، ويدعمون الأوكرانيين ضد روسيا.

كما شهدت مدينة إنسبروك شرقي النمسا وقفة احتجاجية نظمتها منظمة التضامن النمساوية، حيث شارك فيها العشرات، طالبوا بإنهاء معاناة الفلسطينيين من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وجدير بالذكر، أن مدينة إنسبروك نادراً ما تشهد تظاهرات مؤيدة للقضية الفلسطينية، فيما أقيم مهرجان شعري وموسيقي في مدينة جراتز النمساوية بذكرى النكبة، وهذا يعكس جانباً من توسع الأنشطة والفعاليات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني بالنمسا بعد أن كانت إقامتها تقتصر على العاصمة النمساوية فيينا.

وانطلقت تظاهرة في ذكرى النكبة 75، وسط العاصمة البريطانيّة لندن جابت شوارع المدينة وصولاً إلى مقر الحكومة، حيث شارك فيها الآلاف، مرددين شعارات تدعو بالحريّة لفلسطين، ومنددين بمواقف الحكومة البريطانية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.

وفي العاصمة الإيرلندية دبلن تجمع عدد من الفلسطينيين والناشطين الأجانب بتظاهرة طافت عدة شوارع في المدينة، مطالبين بوقف التطهير العرقي الإسرائيلي بحق الفلسطينيين المستمر منذ النكبة حتى اليوم.

أما في العاصمة الألمانية برلين، أقيم مهرجان شعبي وتراثي إحياء لذكرى النكبة شارك فيه أعداد كبيرة من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب، وقد منع خلاله إلقاء خطابات سياسية من قبل أجهزة الشرطة الألمانية

فيديو مهرجان شعبي وتراثي إحياء لذكرى النكبة 75 في برلين

فيما تجمع العشرات في وقفة احتجاجية وسط المدينة، للمطالبة بإنهاء معاناة اللاجئين من خلال عودتهم إلى البيوت التي هجروا منها، إبان نكبة عام 1948.

وندد الناشط الشاب أحمد عدوان بالعدوان الفلسطيني على قطاع غزة، الذي يكشف حقيقة زيف ادعاء الغرب بحقوق الإنسان، بعدم اتخاذ مواقف حقيقة وجادة ضد انتهاكاته.

وشدد عدوان على أن حق العودة لا يسقط بالتقادم الزمني، مهما طال الانتظار، وهو غير قابل للتصرف، ولا يحق لأي جهة أن تتنازل عنه.

ودعا عدوان إلى مشاركة أكبر في التظاهرات المؤيدة للقضية الفلسطينية، دعماً لهذه القضية ولأبنائها المتمسكين في أرضهم، وأولئك الذين يواجهون العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة. وجاءت الوقفة في برلين بدعوة من اللجنة الوطنية لإحياء ذكرى النكبة.

وفي مدينة كولونيا نظم الائتلاف الفلسطيني في غربي ألمانيا وقفة احتجاجية بذكرى النكبة، مرددين هتافات تتمسك بحق العودة، وأخرى مساندة لقطاع غزة.

وأكد الناشط أسعد علي على أهمية استمرار التظاهر، رغم منع السلطات بين الحين والآخر للتظاهرات الداعمة لفلسطين، مطالباً بمشاركة أوسع.

ودعا الناشط علي المنظمات الحقوقية الدولية للعمل على محاسبة الاحتلال على جرائمه ومجازره التي ارتكبها بحق الفلسطينيين على مدار أكثر من 75 عاما.

التمسك بالعودة

وفي العاصمة الفرنسية باريس دعا المئات إلى تحقيق حرية فلسطين، خلال تظاهرة طافت شوارع المدينة، فيما تظاهر العشرات من الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب مدينة روتردام غربي هولندا جابوا خلالها شوارع المدينة، حاملين الأعلام الفلسطينية.

وردد المشاركون شعارات تؤكد عدم نسيانهم أراضيهم المسلوبة من قبل الاحتلال واستمرار نضالهم حتى العودة إليها، مشددين تمسكهم بفلسطين التاريخية من نهرها إلى بحرها.

وطالب المحتجون في مدينة ميلانو شمالي إيطاليا بإنهاء معاناة الفلسطينيين المستمرة منذ 75 عاماً، داعين إلى الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

كما تجمع العشرات في العاصمة النرويجية أوسلو أمام مجلس النواب بذكرى النكبة، مطالبين بموقف أوروبي يضمن عودة اللاجئين، وإنهاء الاحتلال.

وفي الدنمارك تجمع العشرات في وقفة احتجاجية في مدينة آرهوس شرقي البلاد دعا المشاركون إلى استمرار التظاهرات الداعمة لفلسطين، حتى تحقيق الحقوق الوطنية المشروعة.

ونظم الوقفة في أرهوس اتحاد الجمعيات الفلسطينية تحت شعار "النكبة جريمة مستمرة والعودة حق"، إحياء لذكرى النكبة، واستنكاراً للعدوان على قطاع غزة، ودعماً للأسرى.

كما تقام في وقت لاحق اليوم الأحد وقفتان احتجاجيتان في العاصمة كوبنهاغن وشيلاند، بتنظيم من المنظمات الدنماركية الداعمة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني وبالتعاون مع هيئة الجمعيات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في شيلاند، بذكرى النكبة، وتضامناً مع ضحايا العدوان على قطاع غزة.

ودعت مجموعة العمل الفلسطيني في جنوب السويد إلى المشاركة في التظاهرة التي تقام في مدينة مالمو يوم الثلاثاء المقبل، بذكرى النكبة، ودعما لأهالي غزة.