يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين اليوم السبت 5 آب/ أغسطس عودة لبعض مظاهر الحياة التجارية في سوق الخضار الرئيسي، بعد مرور نحو 48 ساعة على إعلان تثبيت سريان وقف إطلاق النار، الذي جرى الخميس عقب اجتماع لـ "هيئة العمل الفلسطيني المشترك".
ولم يسجّل خلال الساعات الفائتة أي خرق لوقف النار، حسبما أكّد سكان لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، على عكس ما تداولته بعض وسائل الإعلام اللبنانية، عن سماع رشقات من الرصاص داخل المخيم ليل أمس وصباح اليوم السبت.
وقال اللاجئ محمد عبد العزيز من سكان المخيم ويقيم في الشارع التحتاني لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنّ عدداً من الأهالي النازحين بدؤوا يتوافدون إلى المخيم، وخصوصاً منذ صباح اليوم، بعد أنّ استمرّ الهدوء لـ 48 ساعة، فيما شهد سوق الخضار عودة ملحوظة لحركة البيع والشراء.
اقرأ/ي أيضاً: مرة أخرى يفقدون أمانهم واستقرارهم..اشتباكات مخيم عين الحلوة تسببت بنزوح الآلاف
ودخلت عدد من السيارات المحملّة بالخضار قادمة من سوق "الحسبة" في صيدا، إلى سوق الخضار في المخيم منذ ساعات الصباح الباكر، ما عزز الانطباع لدى الأهالي النازحين بهدوء الأوضاع واستقرارها، ولكن مع وجود عدد من المخاوف من تجدد الاشتباكات.
"أم منير" وهي لاجئة فلسطينية تسكن في منطقة بستان القدس، ونزحت عن المخيم مع عائلتها إثر الاشتباكات، تشير إلى أنّ العودة إلى المخيم "غير مريحة ولا تعطيك شعوراً بأنّ الأمور بخير".
وتوضح "أم منير" التي عادت لتفقد منزلها، أنّ الحالة في المخيم ما تزال تعطي انطباعاً بأنّ المعارك قد تتجدد في أي وقت، نظراً لاستمرار وجود المتاريس وقطع الشوارع والأحياء بالشوادر التي يضعونها حماية من القنص.
وقالت اللاجئة الفلسطينية لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "إلى الآن تشعر بأنّ الأصابع بعدها على الزناد، ولا شيء طبيعي مائة بالمائة، والناس لن تعود إلى المخيم وتطمئن حتى ترى المتاريس والشوادر اختفت، وعمال الوكالة يلمون النفايات، والأسواق والمحلات مفتوحة، والأولاد تلعب بالحارات".
وكان أمين سر حركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، قد أشار عقب اجتماع الخميس الفائت، إلى ضرورة الانتظار 24 ساعة لمراقبة تثبيت وقف إطلاق النار، قبل تقييم الوضع وعودة الأهالي.
وفي اجتماعها أمس الجمعة، قالت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك": إنّه تم الاتفاق على تشكيل لجان من شخصيات مستقلة لمراقبة تثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان.
كما أعلنت الهيئة إبقاء اجتماعاتها مفتوحة لمتابعة ومراقبة الأوضاع في المخيم بعد 4 أيام من المعارك بين حركة "فتح" والأمن الوطني الفلسطيني من جهة، وعناصر إسلامية تتبع تنظيم "جند الشام" من الجهة الثانية.
اقرأ/ي أيضاً: "العمل المشترك": تشكيل لجان مستقلة لمراقبة وقف النار في مخيم عين الحلوة
فيما يطالب أهالي المخيم، بضمانات من الفصائل الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير، بعدم تجدد المعارك، ليتسنّى للأهالي النازحين العودة الى مخيمهم ومنازلهم، ولكن دون صدور بيان رسمي يدعو الأهالي للعودة حتّى اللحظة.
وقالت اللاجئة " أم منير" التي دخلت لتفقد منزلها: إنّ الكثير من النازحين يأتون الى المخيم لتفقد منازلهم ويعاودون المغادرة، خصوصاً من لديهم أطفال وكبار في السن.
وأكدت أن الأهالي ينتظرون بياناً واضحاً من قبل المعنيين، يطمئنهم بأنّ المعارك لن تتجدد، وخصوصاً عقب تصريحات يجري تداولها منسوبة لمسؤولين فلسطينيين، ومنها ما جرى تناقله من تصريحات عن لسان فتحي أبو العردات، أشار فيها الى أنّ "الخيار العسكري مطروح في حال لم يتم تسليم المطلوبين"
الجدير ذكره، أنّ المكتب الإعلامي لقيادة حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير في لبنان كانت قد نفت التصريح الذي نسب لأبو العردات، ودعا المكتب الإعلامي إلى توخي الدقة في نقل الأخبار.
وتسببت المعارك التي اندلعت منذ فجر الأحد 30 تموز/ يوليو الفائت بنحو 13 قتيلاً وأكثر من 60 جريحاً، حسبما أعلنت وكالة "أونروا" التي أشارت إلى تضرر عدد من مدارسها ومراكزها في المخيم، ونزوح آلاف اللاجئين الفلسطينيين.
اقرأ/ي أيضاً: اشتباكات مخيم عين الحلوة.. المعركة المتجددة