حصلت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" على تعهدات من الدول المانحة خلال اجتماع يوم أمس الخميس 21 أيلول/ سبتمبر في نيويورك، تساعدها في استمرار خدماتها حتّى شهر تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل.
وكانت المملكة الأردنية والسويد، قد استضافتا مساء أمس اجتماعاً وزارياً على مستوى الدول المانحة لوكالة "أونروا" برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيرش"، وذلك على هامش اجتماع الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وخلال الاجتماع، أكدت الدول الأعضاء دعمها السياسي القوي للوكالة، "واستكشفت السبل الكفيلة بكسر الجمود الذي يهدد قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للاجئي فلسطين في المنطقة"، حسبما جاء في بيان الاجتماع الصادر عن "أونروا".
"لازاريني" يدعو إلى إيجاد حل سياسي لقضية اللاجئين الفلسطينيين
إلّا أنّه ورغم التعهدات، فإنّ الوكالة لن تكون قادرة على الحفاظ على خدماتها الأساسية الحيوية للاجئين الفلسطينيين إلا لشهري أيلول/ سبتمبر الجاري، وتشرين الأول/ أكتوبر المقبل، حسبما أوضحت الوكالة، مشيرةً إلى أنها "ستواصل بذل جهودها من أجل حشد التمويل اللازم لاستدامة خدماتها حتى نهاية العام."
وقالت الوكالة: "إن التعهدات السخية التي قدمتها العديد من الدول الأعضاء اليوم ستساهم في ميزانية الأونروا الرئيسة المستخدمة من أجل الخدمات الحيوية بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية، وأيضاً في استجاباتها الطارئة للأزمات المتعددة في المنطقة".
وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش" عن فخره بعمل الوكالة، وقال خلال الاجتماع: "إنني فخور جدا بعمل الأونروا التي تعد شريان الحياة للملايين من لاجئي فلسطين، لكنني قلق للغاية بشأن مستقبلها.."
وأضاف: "تستمر الاحتياجات في الازدياد إلا أن الأموال تراوح مكانها أو تتناقص، وإن الحفاظ على الأونروا يصب في مصلحتنا الجماعية وهي مسؤوليتنا الجماعية".
المفوض العام للوكالة "فيليب لازاريني"، أكّد خلال الاجتماع على ضرورة الحل السياسي لمسألة اللاجئين بشكل عادل، داعياً الدول المانحة إلى وضع مسألة حماية حقوق اللاجئين الفلسطينيين على رأس أجنداتهم السياسية، ومعالجة مسألة استدامة الوكالة.
وأوضح "لازاريني" أنّ "أونروا تحتاج حتى نهاية العام إلى ما بين 170 و190 مليون دولار من أجل أن تتمكّن من الاستمرار بتقديم خدماتها الأساسية حتى نهاية العام، بالإضافة إلى 100 مليون دولار للتمكّن من الاستمرار وتقديم المساعدات الغذائية في غزة وسورية ولبنان"، وعبّر عن أسفه لعدم تغطية كل هذا المبلغ، واعداً بأنه سيواصل جهوده للحصول على المزيد من التبرعات.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الأردني: إنّ اجتماع نيويورك جاء كاستمرار لجهود أردنية بالتعاون مع السويد و"أونروا" لحشد الدعم للوكالة، في الوقت الذي تستمر فيها الوكالة في مواجهة صعوبات مالية تحول دون قيامها بتقديم خدماتها كما يجب للاجئين.
وأضاف الصفدي "سيشهد العام المقبل مرور 75 عاماً على تأسيس أونروا، وكانت هيئة مؤقتة آنذاك لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى بيوتهم، وبعد 75 عاماً ما زلنا نواجه هذا التحدّي".
وتحدث عن "الأمل الوحيد الذي تمثله الوكالة لملايين اللاجئين الذين فقدوا بيوتهم ولم يتحقق لهم حقهم بالعودة"، مشدداً على "ضرورة أن يتحرّك المجتمع الدولي بشكل فاعل وسريع لتوفير الدعم المالي الذي تحتاجه الوكالة لسدّ العجز الذي تعاني منه هذه السنة، ولإيجاد آلية تضمن توفير الدعم المستمر طويل المدى كي لا تجد الوكالة نفسها مجدداً في مواجه تحدّي تقديم الخدمات الأساسية كالتعليم والصحة أو عدمه".
آيسلندا تضاعف دعمها المالي لـ "أونروا"
وعلى هامش الاجتماع، وقعت وزيرة الخارجية في جمهورية آيسلندا "أورديس كولبرون غلفادوتير" اتفاقية إطار عمل مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تتضمن دعماً مالياً لمدة 4 سنوات للأعوام 2024 حتّى 2028.
وجاءت الاتفاقية من قبل الحكومة الآيسلندية، "كاستجابة لنداء الوكالة العاجل من أجل تمويل مرن ويمكن التنبؤ به ومتعدد السنوات، حيث قامت آيسلندا بزيادة تبرعها السنوي للأونروا بشكل كبير من 25 مليون كرونة أيسلندية (حوالي 184,000 دولار) إلى 110 مليون كرونة آيسلندية (حوالي 810,000 دولار)".
وقالت الوكالة: إنّ دعم آيسلندا سيساعد على تقديم برامج التنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، ويشمل ذلك التعليم لأكثر من نصف مليون فتاة وصبي في 706 مدارس تابعة لأونروا والرعاية الصحية الأولية لحوالي مليوني لاجئ من فلسطين من خلال 140 منشأة للرعاية الصحية الأولية تابعة للوكالة.
يُذكر أنّ وكالة "أونروا" التي تتولّى تقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة والتربويّة لنحو 6 ملايين لاجئ فلسطيني، أطلقت نداءً للحصول على 1.6 مليار دولار لعام 2023، معظمها لتمويل خدماتٍ أساسيّة، مثل المراكز الصحيّة والمدارس، وسيُخصّص المبلغ المتبقي لعمليات الطوارئ في غزّة والضفة الغربيّة والأردن وسوريا ولبنان، إلّا أنّها حصلت على 812.3 مليوناً فقط.
وفي وقت سابق أعلن المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزّة عدنان أبو حسنة، إن العجز كبير في ميزانية أونروا ويتراوح ما بين 170- إلى 190 مليون دولار حتى نهاية العام الحالي.
وأعاد أبو حسنة التذكير، بأنّ الوكالة الأمميّة، بحاجة إلى 100 مليون دولار منها 75 للمساعدات الغذائية في قطاع غزة، و30 مليون للمساعدات النقدية في سوريا ولبنان والأردن التي يستفيد منها 600 ألف لاجئ فلسطيني.