جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عصر اليوم الثلاثاء 31 تشرين الأول/ أكتوبر مجزرة مروّعة في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين شمالي قطاع غزة أسفرت عن استشهاد أكثر من مائة فلسطيني وإصابة أكثر من 300 آخرين من أبناء المخيم والنازحين إليه وتدمير حي سكني كامل يضم نحو 40 منزلاً، وسط تصعيد لقصف جوي في اليوم الـ25 لحرب الإبادة "الإسرائيلية" استهدف مناطق متفرقة من قطاع غزة، في ظل معارك ضارية تخوضها المقاومة الفلسطينية على الحدود الشمالية والشرقية لمنع التقدم البري لجيش الاحتلال.
وأسقط جيش الاحتلال 6 قنابل كل قنبلة طناً من المتفجرات، على حي سكني في المخيم الواقع شمالي القطاع ويعرف بـ "بلوك اليافاوية"، ما أدّى إلى تدمير نحو 40 منزلاً فوق رؤوس ساكنيه، فيما استقبلت المستشفيات نحو 100 شهيد وأكثر من 300 مصاب، بحسب الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية إياد البزم، الذي أشار أيضاً إلى أن الحروق في أجسام الضحايا تؤكد استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دولياً.
مصادر طبيّة فلسطينية أكّدت، أنّ عدد الضحايا مرشّح للارتفاع بشكل كبير، نظراً لاستمرار عمليات البحث تحت الأنقاض عن شهداء وناجين محتملين، فيما أشار الناطق باسم الداخلية في غزة إلى أن عدد الضحايا قد يكون الأكبر، وقد يناهز عدد ضحايا مجزرة المستشفى المعمداني، مشيراً إلى كارثية الوضع في المستشفى الإندونيسي الذي يستقبل أعداداً كبيرة من الشهداء والمصابين.
رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة سلامة معروف، لفت في تصريحات إعلامية، إلى أنّه حتى اللحظة نتحدث عن مئات ما بين شهيد وجريح يصلون إلى المستشفى الإندونيسي في مجزرة مخيم جباليا حتى الساعة الرابعة والنصف عصراً، ما يشير إلى أنّ أعداد الشهداء قد تشهد ارتفاعاً.
وكانت وزارة الصحّة الفلسطينية في قطاع غزة، قد نشرت آخر تحديث لها حول عدد الشهداء ظهر اليوم، مشيرةً إلى ارتفاع عدد ضحايا حرب الإبادة التي شنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" على سكان قطاع غزة إلى 8525 شهيداً، بينهم 3542 طفلاً و2187 امرأة. علماً أنّ الإحصائية لم تتضمن شهداء مجزرة مخيم جباليا والضحايا الذين ارتقوا في القصف الذي تواصله قوات الاحتلال ضد الأهداف المدنية، منذ صباح اليوم، حيث ارتقى 14 فلسطينياً في قصف "إسرائيلي" استهدف مخيم الشاطئ غربي غزة، ونقلت مصادر صحفية: أن طواقم الدفاع المدني انتشلت أكثر من 18 شهيداً وما يزال العشرات تحت الأنقاض بعد استهداف طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" الحربية برج المهندسين بشارع العشرين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما استشهد فلسطيني في منطقة معن بخانيونس شرقي قطاع غزة بنيران صاروخ أطقلته بوارج الاحتلال "الإسرائيلي" البحرية.
وأضافت الوزارة في مؤتمر صحفي للناطق باسمها الدكتور أشرف القدرة: أنّها تلقت ألفي بلاغ عن مفقودين تحت الأنقاض منهم 1100 طفل.
يأتي ذلك، في وقت صعدت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" من حربها على قطاع غزّة جواَ وبحراً وبرّاً، فيما بدأ جيش الاحتلال بشن هجمات بريّة على كافة المحاور الشمالية والشرقية للقطاع، والجنوبية لمدينة غزّة، حسبما أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزّة على لسان المتحدث باسمها اياد البزم.
وقال البزم: إنّ آليات الاحتلال توغلت في شارع صلاح الدين وتحاول بلوغ شارع الرشيد لفصل شمال القطاع عن جنوبه، فيما أبادت طائرات الاحتلال احياءً سكنية بكاملها، ودخلت قوات الجيش من منطقة شمالي غربي غزة وآلياتها موجودة بمنطقة الكرامة. حسبما أضاف في مؤتمر صحفي ظهر اليوم.
اشتعال المحاور البرية والمقاومة تكبد الاحتلال خسائر كبيرة
من جهتها، واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لمحاولات قوات الاحتلال التقدم داخل أراضي القطاع منذ ليل أمس الاثنين، وتمكّنت صباح اليوم الثلاثاء من إيقاع قوات كبيرة للجيش " الإسرائيلي" في كمائن وتكبيدها خسائر كبيرة.
وقصفت المقاومة عصر اليوم المستوطنات "الإسرائيلي" في شمال وشرق وجنوب قطاع غزّة، بعدد من الرشقات الصاروخية، وأظهرت مقاطع فيديو نشرها الإعلام العبري، سقوط صواريخ بشكل مباشر على مدينة اسدود المحتلة واشتعال النيران فيها.
كتائب الشهيد عز الدين القسّام، قالت في بيان لها صباح اليوم، إنّ مقاتليها تمكنوا من الإجهاز على قوة "اسرائيلية" بعد دخولها مبنى في منطقة بيت حانون، تمكن المقاتلون من نصب كمين لها والقضاء على عناصرها، وتدمير آليات وجرافات كانت تؤمنهم.
كما أعلنت القسام، استهدافها دبابة "إسرائيلية" توغلت شرق حي الزيتون بمدينة غزة، بقذيفة "الياسين 105" واشتعال النيران فيها.
ونقلت مصادر إعلامية عن قائد ميداني بالقسام، أنّ مقاتلي القسام تمكنوا من تفجير عبوة ناسفة بآلية توغلت شمال غربي غزة، وتمكنوا من قتل الجنود "الإسرائيليين" فيها.
كما واصلت المقاومة الفلسطينية في القطاع، قصف مستوطنات الاحتلال شمال قطاع غزة وشرقه وجنوبه، برشقات من الصواريخ، سقط إحداها على مستعمرات بئر السبع وحقق إصابات مباشرة.
واستشهد وأصيب العشرات من الفلسطينيين، في قصف جوي وبري لم يتوقف منذ 25 يوماً، وشهد ليلة أمس الاثنين/ فجر الثلاثاء وحتى لحظة إعداد هذا الخبر، تصعيداً عنيفاً للقصف الذي استهدف الأحياء المأهولة والمستشفيات.
استهداف "إسرائيلي" مكثف للمنظومة الصحية... العد العكسي بدأ لتوقفها
وعاود الاحتلال صباح اليوم، استهداف مستشفى الصداقة الفلسطيني التركي وسط مدينة غزة، محدثاً اضراراً بالغة في المستشفى الوحيد المخصص لعلاج مرضى السرطان في القطاع، إضافة إلى تكثيف استهداف محيط مستشفى القدس ومستشفى الأقصى، حسبما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية.
وحذرت الوزارة، من أنّ العد العكسي لتوقف المنظومة الصحيّة الفلسطينية في القطاع قد بدأ، وعلى رأسها مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي اللذين يستقبلان آلاف المرضى والجرحى، جراء بدء نفاد الوقود المشغّل لمولدات الكهرباء الخاصة بهما، بشكل كامل حتّى يوم غد الأربعاء.
وأكّد الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، أنّ الاحتلال "الإسرائيلي" يكرر استهداف محيط مستشفى القدس والمستشفى الاندونيسي مما يعرض حياة الجرحى والمرضى والطواقم الطبية والنازحين للخطر، وذلك في تصعيد ملحوظ ضد المنظومة الصحية.
وأشار القدرة إلى أنّ الانتهاكات الإسرائيلية ضد المنظومة الصحية أدت إلى استشهاد 130 من الكوادر الطبية وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة، إضافة إلى تعمد استهداف 57 مؤسسة صحية وإخراج 15 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة جراء الاستهداف أو عدم إدخال الوقود.
وناشدت وزارة الصحة، المؤسسات الإنسانية لتفعيل القانون الدولي واتفاقية جنيف لحماية المنظومة الصحية، وطالبت "الأشقاء في مصر" بالإسراع في فتح معبر رفح وضمان تدفق المساعدات والوقود وناشد المواطنين للإسراع في التبرع بالدم.