أعلن اتحاد معلمي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان عن سحب إدارة الوكالة في لبنان ممثلة بالمديرة "دوروثي كلاوس" موضوع استقالة رئيس اتحاد المعلمين ومدير ثانوية دير ياسين في مخيم البص الأستاذ فتح الشريف على خلفية نشاطه الوطني في جمع التبرعات لصالح أهالي قطاع غزة.
الخطوة جاءت بعد اجتماع جمع "كلاوس" بالشريف يوم الثلاثاء 5 آذار/ مارس الجاري فماذا جرى خلال هذا الاجتماع، وإلام خلص؟
مصدر خاص في اتحاد المعلمين الفلسطينيين أكد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن مديرة وكالة "أونروا" في لبنان "دورثي كلاوس" أخبرت الشريف أنها لم تطلب منه تقديم استقالته، لكن الأخير أكد أنها طلبت منه الاستقالة وبرهن لها ذلك.
وكانت المخيمات الفلسطينية في لبنان قد شهدت حالة من الغضب إزاء طلب إدارة الوكالة من الشريف الاستقالة، بناء على تقارير وردت للوكالة حول مشاركة مدير ثانوية دير ياسين ورئيس اتحاد المعلمين فتح الشريف في تنظيم حملات تبرع لصالح الأهالي المنكوبين الجائعين في قطاع غزة تحت عنوان "رغيف الخبز".
إلا أن القضية انتهت مع الاجتماع بين الشريف و"كلاوس" حيث تم التراجع عن موضوع الاستقالة وأصبح غير وارد على الإطلاق، بحسب ما أكد المصدر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، مضيفاً أن إدارة "أونروا" لم تضع أي شروط أبداً على المعلمين أو الشريف بخصوص النشاطات الوطنية التي يقومون بها لدعم المدنيين الذين يواجهون حرب الإبادة "الإسرائيلية" في قطاع غزة وعموم الفلسطينيين داخل فلسطين المحتلة.
المصدر عزا السبب إلى الحراك الجماهيري والمشاهد التي خلقها الالتفاف الشعبي حول الأستاذ فتح الشريف، وقبله حول معلمين آخرين حاولت إدارة الوكالة إقالتهم بناء على مواقفهم الوطنية، مشيراً إلى أن هذا الحراك "أعطى رسالة للدول المانحة والدولة اللبنانية وللسفارات والأمم المتحدة أن هناك شعباً ملتف حول قضاياه، وسيحول أي قضية يشعر بها بالظلم إلى قضية رأي عام شعبي، وهي قضية وطنية بالدرجة الأولى ولا تتعلق بشخص، بالتالي من تكلم بالعلن أن الأونروا تريد إخضاعنا لشروط فهذا غير صحيح".
وذكر المصدر أن هناك من أرسل لإدارة الوكالة تقارير من جهات تحارب وجود الوكالة وتسعة إلى إنهائه حول أنشطة الشريف وبعض المعلمين الوطنية، بزعم أنها أنشطة "مخالفة لسياسات الأونروا"، موضحاً أن موظفي الوكالة الفلسطينيين لا تخيفهم هكذا تقارير وأن ما يقومون به من واجب وطني يمارسونه في العلن، ولن يقبلوا بأي شروط تفرض عليهم لا الآن ولا في المستقبل.
وكان فتح الشريف قد أكد خلال إحدى المظاهرات التي وصلت إلى أمام منزله في مخيم البص جنوبي لبنان الأسبوع الماضي بأن الوظيفة لن تذّل الموظفين في "أونروا" ولن تجعلهم يتنازلون عن حقهم في التعبير عن انتمائهم الوطني وممارسة واجباتهم نحو أشقائهم في قطاع غزة وفلسطين.
وأوضح المصدر لموقعنا أن هذه القضية ولّدت إجماعاً وطنياً بكل الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والحراكات الشعبية بأنه لن "يُسمح بالمساس بأي موظف في الوكالة" مشيراً إلى أن "مديرة الأونروا في لبنان لا يمكنها أن تعطي تعهداً بعدم التعرض للموظفين، ولكن إذا حاولت إدارة الوكالة أن تتعرض دون وجه حق لأي موظف، سنتحرك وسنملأ الشوارع والساحات"، بحسب قوله.
وبعد هذه الأزمة التي اندلعت، أعلن معلمون في الوكالة مع رئيس اتحاد المعلمين عن حملة لجمع التبرعات لأهالي قطاع غزة المحاصرين والمهجرين خلال شهر رمضان الذي صار على الأبواب، وسيتم توسيعها إلى نطاق لجمع المزيد من التبرعات، بحسب المصدر.
يذكر أن الاجتماع بين الشريف و"كلاوس" جاء بعد تدخل وساطات لبنانية وفلسطينية لحل الأزمة، وتم التأكيد خلال الاجتماع أنّ موضوع استقالة الأستاذ شريف لم تعد مطروحة، وصارت من الماضي، حسبما أوضح بيان صدر عن الاتحاد.
وأكد الاتحاد، أن كل قرار لمحاسبة أي موظف، بسبب انتمائه الوطني من قبل "أونروا" فإن "الكل الفلسطيني معني بمواجهته باعتبار القضية قضية وطنية تخص عموم شعبنا الفلسطيني وليست قضية شخصية أو نقابية."
يذكر أنه في وقت سابق من العام الماضي 2023، حذر الحراكات الشعبية والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية في لبنان من تقارير تعمل عليها منظمة تدعى (UN WATCH) بهدف التحريض على موظفي وكالة "أونروا" وكيل التهم لهم، بعد نشر المنظمة تقارير تحرض فيها على المعلمين في مدارس الوكالة وتدعي أنهم "يحرضون على العنف"، وجاءت تقارير هذه المنظمة تزامناً مع الكشف عن مخططات "إسرائيلية" عدة لإنهاء وجود الوكالة والإلقاء بمهامها إلى منظمات دولية أو غير حكومية أخرى.