عبرت كل من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في لبنان واللجنة الأهلية في مخيم البص جنوبي البلاد عن رفضها إجراءات إدارة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أُونروا" باستهداف بعض الموظفين على خلفية الانتماء الوطني، وأعلن عن إضراب مفتوح في مدارس مخيم البص لحين التراجع عن هذه القرارت.
وكانت وكالة "أونروا" قد اتخذت يوم أمس إجراءات عقابية بحق رئيس اتحاد العاملين في الوكالة ومدير ثانوية دير ياسين فتح الشريف، والمعلم رائف أحمد الذي يشغل منصب نائب الرئيس، وأوقفت المعلم فتح الشريف لمدة 3 أشهر دون راتب، وإحالته للتحقيق، على خلفية تنظيم حملة تبرعات لإغاثة أهالي قطاع غزة، وهو ما اعتبرته الوكالة "خرقا للحيادية"، والطلب منه تسليم كل ما يخص عمله في الوكالة الذي بعهدته ومنعه من دخول منشآت "أونروا".
كما حسمت مستحقات شهر كامل من مرتب المدرس رائف أحمد على خلفية مشاركته في إحدى المسيرات المطالبة بحق اللاجئين الفلسطينيي بالعمل في لبنان عام 2019.
وأعرب بيان الفصائل عن استغرابه من توقيت صدرو هذه الإجراءات عن المفوض العام لوكالة "أونروا" "فيليب لازاريني" بحق الأستاذ فتح شريف رئيس قطاع المعلمين في اتحاد موظفي "أونروا".
هذا مقدمة لاستهداف مزيد من الموظفين على خلفية وطنية وإنسانية
وأكد البيان أنّ الشعب الفلسطيني صاحب قضية عادلة، وله الحق بالتمسّك بقضيته والدفاع عنها والتعبير عن الانتماء الوطني لها، رافضاً إجراءات وكالة "أونروا"، معتبراً أنها مريبة وتتساوق مع مشاريع استهداف القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، ومقدّمةً لاستهداف مزيد من الموظفين على خلفية وطنية وإنسانية.
وطالب البيان إدارة "أونروا" بوقف هذه الإجراءات وإغلاق الملف، والتعامل معه بعيداً عن التسييس والاستهداف للموظفين بخلفيات وطنية، وإلا فستواجه هذه الإجراءات بموقف وطني فلسطيني موحّد، محملة إدارة الوكالة ممثلة بالمفوض العام والمدير العام في لبنان مسؤولية تداعيات ذلك.
وشددت الفصائل على عدم السماح لأحد باستهداف وحدة الشعب والتطاول على مكوناته السياسية والكفاحية، وقاماته ورموزه الوطنية كائناً من كان، مشيراً إلى عدم السماح بإحداث شرخ بين الفصائل.
على كلاوس ولازاريني التفكير بتأمين احتياجات اللاجئين بدل بذل الجهود لاتخاذ قرارات جائرة
بدورها أكدت اللجنة الأهلية والحراك الشبابي والأهلي في مخيم البص أن إجراءات إدارة "اونروا" بحق المعلمين فتح شريف ورائف أحمد مدير خدمات المخيم "تعسفية وتتساوق مع الإجرام الصهيوني الغربي ضد الفلسطينين في قطاع غزة".
ولفتت اللجنة الأهلية إلى أن الموظفَين المذكورين مشهود لهما بمناقبية عالية في الإنسانية والأخلاقية من قبل أهالي مخيمات صور ويشهد لهما عملهما النقابي بذلك.
وأشار بيان اللجنة إلى أن الإجراءات المتخذة من قبل "أونروا" بحقهما حجج واهية لا تعبر عن مصداقية وحرفية الحيادية التي تتغنى بها، وأنها "تتساوق مع المشروع التآمري بحق القضية الفلسطينية، حيث تقوده السيدة دوروثي مديرة الأونروا في لبنان" بحسب تعبيره.
كما دعا البيان "لازريني" و"دروثي كلاوس" إلى تأمين أفضل الاحتياجات للاجئين في مجالات الخدمات كافة، بدلاً من التركيز على قرارات جائرة، خاصة أن العديد من الدول أعادت التمويل إلى الوكالة بعد إعلانها وقفها.
وشددت اللجنة على أنه " لا يمكن تجريد موظفي الوكالة الفلسطينيين من ولائهم الوطني من خلال فكرة المحاسبة والعقاب".