كشف محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينيين، خالد محاجنة، اليوم الاثنين 15 تموز/ يوليو، عن انتهاكات مروّعة بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، من بينهم الصحفيون الأسرى، وشملت عمليات اغتصاب وإهمال طبي وضرب مبرح وتعريضهم لنهش الكلاب المفترسة وسواها، وذلك عقب زيارته للمعتقلين الفلسطينيين من غزة في سجن عوفر، بما في ذلك الصحفيون محمد عرب وطارق عابد.
ونقل المحامي محاجنة، عن الصحفي الأسير محمد عرب، أنّه قبل نقله من معسكر "سديه تيمان" إلى سجن عوفر، شاهد معتقلاً مريضاً يستجدي العلاج ولكنه استشهد بعد الاعتداء عليه.
كما أشار إلى تلقي الأسرى الصحفيين تهديدات أثناء التحقيق، حيث تم التحقيق مع محمد عرب داخل معسكر "سديه تيمان"، وتهديده بالعقاب بسبب المعلومات التي أدلى بها حول الانتهاكات التي شهدها.
كما روى الصحفي محمد عرب تفاصيل مروعة عن تعرض معتقلين للاغتصاب، بما في ذلك حالة لمعتقل تم تجريده من ملابسه بالكامل وإدخال طفاية حريق في ظهره ورش مواد في شرجه، ما أدى إلى تدهور حالته الجسدية والنفسية بشكل خطير.
ومعتقل آخر تم تجريده من ملابسه وصعقه بالكهرباء في ظهره ونزع أعضائه التناسلية، بالإضافة إلى أساليب اعتداء جنسي أخرى يصعب وصفها.
ومن تفاصيل التعذيب التي كشف عنها المحامي، تعريض الأسرى الفلسطينيين إلى الضرب المبرح والهجمات بالكلاب، حيث يتم وضع المعتقلين على الأرض وأيديهم مكبلة خلف رؤوسهم، وتهاجمهم الكلاب ويتعرضون للضرب المبرح.
وتم نقل محمد عرب من معسكر"سديه تيمان" سيء الصيت إلى سجن عوفر مع نحو 100 معتقل وهم معصوبو الأعين، وكانوا يعتقدون أنهم سينقلون إلى معسكر للجيش بالقرب من غزة، وأشار المحامي إلى أنّ هناك أكثر من 100 معتقل يعانون من أمراض وجروح دون تلقي أي علاج طبي ملائم.
وحول وضع الزنازين في سجن عوفر، وصفها المحامي بأنها عديمة التهوية وتبلغ مساحتها حوالي 5-6 أمتار، وتحتوي على أسرة حديدية بدون فرش أو وسائد، حيث يتم احتجاز 25 معتقلًا في كل زنزانة.
كما تجبر سلطات السجون، الأسرى على تناول الطعام وهم مكبلي الأيدي، ويحصل كل معتقل على 100 جرام من الخبز أو الخيار أو الطماطم يوميًا، ويُسمح لهم بالاستحمام لمدة دقيقة واحدة فقط.
كما بيّن محامي الهيئة نقلاً عن المعتقلين، أنّ الاحتلال يراقب تحركات الأسرى حتى داخل دورات المياه، حيث تحتوي غرف الاعتقال على دورات مياه مكشوفة ومراقبة بالكاميرات.
وأشار كذلك، إلى قسم يسمّى بـ "قسم الجحيم" في سجن عوفر، حيث لا يستطيع المعتقلون رؤية الآخرين أثناء تعذيبهم، بل يسمعون أصواتهم فقط.
ودعت هيئة شؤون الأسرى والجمعية الفلسطينية ونادي الأسير المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى التدخل الفوري لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة بحق الأسرى الفلسطينيين وضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية كما طالبت بإجراء تحقيقات دولية مستقلة في هذه الانتهاكات وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة.
وبحسب بيانات مؤسسات الأسرى، بلغت حالات الاعتقال بين الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أكثر من 9 آلاف معتقل، بينهم 670 طفلاً، و320 امرأة، حيث أبقى الاحتلال على اعتقال 74 سيدة منهن داخل السجون، في حين بلغت أوامر الاعتقال الإداري في نفس المدة أكثر من 7 آلاف أمر.