استهدفت طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" من جديد النازحين الفلسطينيين، ظهر اليوم الثلاثاء 16 تموز / يوليو، في مراكز اللجوء وأماكن النزوح في غارات متسلسلة جنوب ووسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد نحو 40 فلسطينياً وجرح العشرات من الفلسطينيين، في مجزرتين متتاليتين في مخيم النصيرات وسط القطاع ومواصي خان يونس جنوبه.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في حصيلة أولية عن استشهاد 17 فلسطينياً بينهم 4 أطفال وإصابة أكثر من 26 آخرين في قصف "إسرائيلي" صاروخي استهدف منطقة العطار في المواصي المكتظة بالنازحين غرب خان يونس، ونقل الشهداء والجرحى إلى مجمع ناصر الطبي في المدينة.
وفي مخيم النصيرات وسط القطاع، قصف الطيران المروحي "الإسرائيلي" مدرسة الرازي التابعة لوكالة "أونروا" وتؤوي نازحين في مخيم (2) بالنصيرات ما أدى إلى استشهاد 23 فلسطينياً وإصابة أكثر من 73 آخرين حتى اللحظة، وقد تم نقلهم إلى مستشفى العودة بالمخيم.
وفي بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، نقل الفلسطينيون أربعة شهداء وخمسة جرحى آخرين عبر شاحنة، جراء قصف الاحتلال تجمعاً للفلسطينيين عند دوار الشيخ زايد في البلدة.
وفي تصريح صحفي صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أدان المكتب بشدة المجازر "الوحشية" التي يرتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، وحمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الجرائم ضد النازحين والمدنيين.
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية وإيقاف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أن الاحتلال "الإسرائيلي" يركز بشكل كبير على استهداف وقصف النازحين المدنيين في مدارس "أونروا" ومراكز الإيواء، مؤكداً أن هذه الجرائم تأتي في ظل تدمير المنظومة الصحية وإخراج المستشفيات عن الخدمة، ونقص المستلزمات الطبية وإغلاق المعابر أمام الجرحى والمرضى، ما يزيد من الكارثية الإنسانية والصحية في القطاع.
وتصاعدت المجازر الجماعية التي يرتكبها الاحتلال "الإسرائيلي" مؤخراً بحق النازحين في مراكز الإيواء، مع تركيز خاص على مخيم النصيرات ومنطقة المواصي في رفح والمنطقة الوسطى.
ومنذ مطلع تموز/ يوليو الجاري، ارتكب الاحتلال عدة مجازر في مراكز إيواء النازحين، أبرزها مجزرة يوم 13 تموز/ يوليو التي أسفرت عن سقوط أكثر من 100 شهيد وجريح جراء استهداف مكثف بالصواريخ لمخيمات النزوح والمباني.
ومساء أمس الاثنين، استشهد 11 فلسطينيا، وأصيب عدد آخر بجراح مختلفة جراء استهداف منزل لعائلة حمد في مخيم النصيرات وسط القطاع، كما استشهد 7 فلسطينيين في مجزرة أخرى استهدفت منزل لعائلة سلامة في المخيم.
وفي سياق متصل، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنّ عائلات قطاع غزة غير قادرة على العثور على الأمان في أيّ مكان.
وأوضحت في منشور عبر حسابها على منصة (X)، أنّ "العمليات العسكرية والقصف يمثّلان تهديداً مستمراً، في وقت يُجبَر فيه النازحون قسراً على الانتقال إلى مناطق مكتظة بالسكان وغير صالحة للعيش".
Families can’t find safety anywhere in #Gaza. Military operations and bombardments are a constant threat, as displaced people are forced to move to overcrowded and unlivable areas.
— UNRWA (@UNRWA) July 15, 2024
The #GazaStrip has become hell on earth: we need a #CeasefireNow to save lives. pic.twitter.com/NXRSaTBJVx
وحذرت وكالة "أونروا" من أنّ قطاع غزة تحوّل إلى "جحيم على الأرض"، مشددة على الحاجة إلى وقت إطلاق النار فوراً من أجل إنقاذ الأرواح.
من جهته، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك”: "مع كل أمر إخلاء، تضطر الأسر في غزة إلى اتخاذ قرارات مستحيلة".
وأكد "دوجاريك" خلال مؤتمر صحفي أن فريقًا من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) اتخذ إجراءات لدعم النازحين من شمال غزة إلى الجنوب.
وبين "دوجاريك" أن الهجمات التي نفذت في الأيام الأخيرة "أظهرت مرة أخرى أنه لا يوجد مكان آمن في غزة"، معرباً عن إدانته استهداف المدنيين، وأمله في أن تسفر مباحثات وقف إطلاق النار عن نتائج.
وقال "دوجاريك": "إن الهجمات التي نفذت في الأيام الأخيرة أظهرت مرة جديدة أن لا مكان آمناً في قطاع غزة ويبدو هذا واضحاً من خلال مشاهد عائلات غزة وهي تنزح مرّة تلو الأخرى، وقد حملت ما توفّر من متاع قبل أن تستهدفها آلة الحرب الإسرائيلية في الأماكن التي تستقرّ فيها أو على طرقات التهجير".