خلال أقل من أسبوعين يودع مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان قياديين فلسطينيين استشهدا بجريمتي اغتيال ارتكبهما الاحتلال "الإسرائيلي"، فبعد اثني عشر يوماً على استشهاد قائد كتائب عز الدين القسام في المخيم سامر الحج، يرتقي اليوم القيادي في كتائب شهداء الأقصى خليل المقدح (أبو حسين).

الشهيدان ارتقيا بقصف "إسرائيلي" استهدف مركبتيهما عبر طائرات مسيّرة، وهي ذات الطريقة التي ارتقى فيها قبلهما قياديون فلسطينيون عدة في لبنان منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بينهم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري.

وبعد أن احتضنت مقبرة درب السيم جثمان الشهيد سامر الحج القيادي في حماس، احتضنت اليوم جثمان الشهيد خليل المقدح القيادي في حركة فتح، ولعل هذا مؤشر يثبت أن الكل الفلسطيني مستهدف من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" طالما اختار طريق العمل في النضال ضد المحتل.

رسالة للاجئين الفلسطينيين بأنهم سينالون عقابهم إذا ما تدخلوا في المعركة

هذا ما أكده ممثل حركة حماس في مخيم عين الحلوة أبو حسام زعيتر خلال تشييع الشهيد المقدح بالقول: إن تصاعد الاغتيالات "الإسرائيلية" لفلسطينيين في لبنان هو محاولة لثني الشعب الفلسطيني في الخارج من مساندة الفلسطينيين داخل فلسطين، وهي رسالة إلى اللاجئين الفلسطينيين بأنهم سينالون عقابهم إذا ما تدخلوا وشاركوا في المعركة ضد الاحتلال.

وأضاف زعيتر لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "إننا كشعب فلسطيني نقول كلنا شعب واحد وكلنا شهداء على طريق القدس وجنود في معركة طوفان الأقصى، والاغتيالات لن تثني أهلنا وشعبنا عن الاستمرار في النضال حتى تحرير فلسطين".

المقدح هول أول قيادي في حركة فتح يستشهد في لبنان منذ بدء معركة طوفان الأقصى

مئات اللاجئين الفلسطينيين ساروا خلف نعش الشهيد المقدح بعد ساعات من اغتياله، مرددين هتافات تدعو إلى الثأر لدمائه ودماء عشرات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وتهتف للشهيد الذي عمل بصمت لسنوات في النضال ضد الاحتلال "الإسرائيلي" وفق بيانات رسمية فلسطينية.

والمقدح هول أول قيادي في حركة فتح يستشهد في لبنان منذ بدء معركة طوفان الأقصى، وهو شقيق القيادي البارز في حركة فتح اللواء منير المقدح الذي يشغل منصب قائد كتائب شهداء الأقصى في لبنان.

كتائب شهداء الأقصى نعت "الشهيد القائد البطل" المقدح "الذي ارتقى شهيداً في عملية اغتيال جبانة نفذتها طائرات الغدر الصهيونية" مشيدة في بيان بدوره "الكبير" في دعم عمليات المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال "الإسرائيلي" في الضفة.

وأشادت حركة فتح بـ"الدور المركزي" الذي لعبه في إسناد الشعب الفلسطيني ومقاومته خلال معركة طوفان الأقصى، وكذلك "دوره الكبير في دعم خلايا المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني على مدار سنوات طويلة في الضفة الباسلة".

IMG_3572.JPG

القليل من الناس من كان يعرف الشهيد خليل المقدح ولكن الاحتلال يعرفه جيداً عبر نضاله

في هذا السياق، قال اسحاق المقدح أحد أقارب الشهيد لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن القليل من الناس من كان يعرف الشهيد خليل المقدح، ولكن الاحتلال "الإسرائيلي" يعرفه جيداً، لأن المقدح أوجع الاحتلال كثيراً، ولهذا ارتكب الاحتلال جريمة اغتيال بحقه.

وأضاف: "نشيع اليوم من مخيم عين الحلوة شهيداً على طريق العودة والتحرير هذه طريق الجهاد والمقاومة التي لا يفهم العدو الصهيوني إلا بها، ونحن مستمرون على هذا النهج والطريق حتى تحقيق النصر واستعادة فلسطين كاملا من النهر الى البحر".

وقال القيادي في كتائب شهداء الأقصى أبو مصطفى خليفة: "نحن اليوم نودع شهيداً آخر، هو ليس الأول ولا الأخير فنحن شعب اعتاد علة تقديم الشهداء" مضيفاً أن جميع المخيمات الفلسطينية جزء لا يتجزء من المعركة المحتدمة في قطاع غزة و"أن دمائنا ليست أغلى من دماء الفلسطينيين في غزة".

وتحدث خليفة عن الشهيد خليل المقدح، موضحاً أنه كان أحد القادة في كتائب شهداء الاقصى لديه علاقات طيبة مع جميع الفصائل و"كان له حضور في كل الاماكن والمناسبات".

IMG_3532.JPG

 

طريق المقاومة لن تكتمل إلا ببندقية موحدة في وجه الاحتلال

وخلال التشييع عبر شبان في المخيم عن "فخرهم" بشهدائه و"انتمائهم" إلى الطريق الذي سار عليها المقدح وقبله الشهيد سامر الحج، وقال الشاب الفلسطيني أسامة ورد لموقعنا: إنه في أقل من شهر قدم مخيم عين الحلوة شهيدين، معبراً بأنها "رسالة بأن المخيمات الفلسطينية هي منبع البطولة والرجولة".

وكذلك الناشط الفلسطيني محمد حسون قال: "نحن في مخيمات الشتات في لبنان جزء من المعركة وجزء من عملية طوفان الاقصى ومهما أمعن العدو الاستهداف في شعبنا إن كان هنا أو هناك في غزة لن نسكت وسنبقى أوفياء لدرب الشهداء".

ودعا اللاجئ الفلسطيني المهجر من سوريا أبو إسلام سلامة إلى ضرورة وحدة الفصائل الفلسطينية في وجه الاحتلال "الإسرائيلي" الذي لا يفرّق بين فلسطيني وآخر ويستهدف الجميع، معبراً عن رأيه بأن "طريق المقاومة لن ينجح وطريق التحرير لن تكتمل إلا ببندقية موحدة موجهة نحو الاحتلال".

شاهد/ي التقرير

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد