مع تصاعد وتيرة القصف والعدوان "الإسرائيلي" على قرى وبلدات جنوبي وشرقي لبنان، بدأ أهالي مخيم نهر البارد بفتح منازلهم لاستقبال العائلات المهجرة من المناطق المستهدفة، فيما أعلنت حركة أنصار المقاومة الفلسطينية عن تأمين منازل مجانية للعائلات النازحة.
يأتي ذلك وسط حالة من الغضب تعم المخيمات الفلسطينية في لبنان، بعد إقفال وكالة "أونروا" مكاتبها وعياداتها اليوم منذ الساعة 12 ظهراً، وإعلان استمرار الإغلاق حتى يوم غد بحجة "الظروف الحالية".
وكان مصدر في وكالة "أونروا" نقل لموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، أن إدارة الوكالة في لبنان، اتخذت قراراً بصرف الموظفين من مقرات وعيادات الوكالة في كافة المناطق اللبنانية، نظراً لسوء الوضع الأمني، وأشار إلى أنه لا يوجد قرار لدى الوكالة بإقفال المكاتب والعيادات بشكل دائم ولكن "سيتم العمل كل يوم في يومه وفقاً لتطور الأحداث".
ولم تفعّل وكالة "أونروا" بعد خطة الطوارئ التي وضعتها الشهر الماضي من أجل الاستجابة لحالة حرب في لبنان، والتي نصت على تجهيز 12 مركزاً للإيواء والحماية في مناطق مختلفة من لبنان، من بينها مخيم نهر البارد الذي يضم 8 مراكز، تشمل: "مدرسة بتير، جبل طابور، عمقا، مزار ومجدو، مركز سبلين حرم الشمال، المنارة، طوباس، وغزة".
فيما تصاعدت الانتقادات للوكالة اليوم الاثنين في مخيم نهر البارد لعدم فتح مداسها أمام النازحين من المناطق اللبنانية المستهدفة، مع وصول أعداد كبيرة منهم إلى المخيم.
وأكد مسؤول حركة أنصار المقاومة الفلسطينية في لبنان عصام عبد العال أنهم أعلنوا عن استقبال النازحين من مناطق القصف في الجنوب وتأمين منازل مجانية لهم، موضحاً لبوابة اللاجئين الفلسطينيين أن العديد من العائلات تواصلت معهم لطلب تأمين منازل، وهم في طريقهم إلى مخيم نهر البارد.
وأضاف:"سيقوم فريق من أنصار المقاومة بتشغيل سيارة الإسعاف والتوجه إلى صور لمساعدة إخوتنا الفلسطينيين واللبنانيين".
من جهته، ندد الحراك الشعبي في مخيم نهر البارد بقرار مديرة شؤون وكالة "أونروا" في لبنان "دوروثي كلاوس" تعطيل العمل في جميع مؤسسات الوكالة في لبنان غداً، "بعد شهور من التحضيرات لحالة الطوارئ اللقاءات والاستعراض وصرف الموازنات وإعداد مراكز الإيواء" بحسب بيان صادر عنه.
واعتبر الحراك الشعبي هذا القرار "مساهمة في الحرب النازية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني، ويهدف إلى مزيد من الحصار على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان"، لافتاً إلى أن مديرة الوكالة في لبنان بقرارها هذا "تقوم بتعطيل واجب الأونروا في إغاثة الشعب الفلسطيني"، وحرمان آلاف المرضى من تلقي العلاج والأدوية في العيادات التابعة لها، إضافة إلى "خلق أزمة نفايات في المخيمات، خصوصاً تلك البعيدة عن الأحداث".
وأضاف البيان: "هذا القرار يؤدي إلى إغلاق مراكز الإيواء التي يتوجب عليها استقبال المهجرين من مناطق الصراع والذين ينشدون المناطق الآمنة".