استشهد الفتى الفلسطيني مجد زيدان، برصاص أجهزة أمن السلطة بعد ساعات من مقتل عنصر ثانٍ من عناصرها جراء تجدد الاشتباكات مع مقاومين من كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية وسط تواصل "الحملة الأمنية" التي تشنها قوى أمن السلطة داخل المخيم مطالبة مقاتلي الكتيبة بتسليم أسلحتهم و تصفهم بـ "الخارجين عن القانون".
وكانت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية قد أعلنت اليوم الاثنين 23 كانون الأول/ ديسمبر مقتل عنصر ثان من أفرادها في تجدد الاشتباكات داخل المخيم، في ظل إضراب شامل في جنين رفضاً لحصار المخيم وللمطالبة بوقف العملية الأمنية للسلطة.
وأعلن الناطق الرسمي لقوى أمن السلطة الفلسطينية أنور رجب، في بيان صحافي، بمقتل الضابط الرقيب أول مهران قادوس، من عناصر الشرطة الفلسطينية، "خلال الأحداث في مخيم جنين"، وهو ثاني قتيل من أفراد أمن السلطة منذ بدء الحملة في جنين.
ودعا رجب كل الفلسطينيين إلى "الوقوف صفًّا واحدًا مع الأجهزة الأمنية، وتقديم الدعم والتعاون الكامل في ملاحقة" من وصفهم بـ"المجرمين".
وكان أمن السلطة قد أعلن أمس الأحد، مقتل ساهر فاروق ارحيل إثر تعرضه وزملائه لإطلاق نار من قبل ما أسماهم بـ"الخارجين عن القانون" في مخيم جنين.
اقرأ/ي أيضاً: مقتل عنصر من أمن السلطة في مخيم جنين ودعوة إلى التظاهر من أجل وقف القتال
وتأتي هذه التطورات على إثر اشتباكات عنيفة يشهدها المخيم الذي تحاصره السلطة الفلسطينية للأسبوع الثالث في طار "العملية الأمنية" مع تصاعد التوترات بين عناصر السلطة ومقاتلي كتيبة جنين.
وأوردت مصادر محلية بأن أجهزة أمن السلطة أغلقت مداخل مخيم جنين بالسواتر الترابية، وسط تلك الاشتباكات التي تركزت في الشوارع المحيطة بمداخل المخيم، حيث استُخدمت الأسلحة النارية بكثافة، وسمعت أصوات إطلاق النار وانفجارات.
وأشارت المصادر المحلية إلى تعطيل الدراسة في مدارس المدينة ومخيمها اليوم، حفاظًا على سلامة الطلبة والمعلمين، نتيجة لتدهور الوضع الأمني، والخشية من تعرض الطلبة للخطر أثناء تنقلهم أو خلال وجودهم في المدارس.
وقالت المصادر: إن أجهزة السلطة تستخدم قذائف "آر بي جي" خلال الاشتباكات العنيفة مع مقاومين فلسطينيين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وفي تطور غير مسبوق أحرقت عناصر أمن السلطة منازل فلسطينيين مطاردين من قبل الاحتلال "الإسرائيلي" منهم يزن حنون فيما ناشد الأهالي طواقم الإطفاء لإخماد الحرائق وفقاً للمصادر ذاتها.
ومن جهتها أدانت حركة حماس للانتهاكات الخطيرة التي تنفذها أجهزة السلطة في الضفة الغربية.
وقالت الحركة في بيان مقتضب: "نرفض خطاب التحشيد المناطقي الخطير الذي تقوم به السلطة بالضفة ونحذر من آثاره على النسيج الوطني".
وأعربت عن إدانتها لحرق منازل المطاردين للاحتلال في مخيم جنين واستخدام أسلحة كالقاذفات، وقالت: "كان من الأولى أن تكون الأسلحة" بيد المقاومين لمواجهة الاحتلال".
وترتفع أعداد الفلسطينيين الذين استشهدوا برصاص أمن السلطة الفلسطينية إلى أربعة شهداء بينهم شاب وطفل وأحد قادة "كتيبة جنين" في إطار العملية الأمنية المسماة "حماية وطن" ، بزعم "استعادة السيطرة الأمنية" في المدينة.
واندلعت الأزمة بعد اعتقالات نفّذتها السلطة الفلسطينية بحقّ ناشطين من المخيم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد "كتيبة جنين" في الخامس من الشهر الجاري على مركبتين تابعتين للسلطة، وأعقب ذلك اعتقال الأخيرة لنشطاء وذوي شهداء من المخيم، ثمّ حصاره وإغلاق مداخله.