جل الأمنيات أن تتوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" في غزة

هكذا مر 2024 على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.. عدوان "إسرائيلي" وتحديات معيشية

الأربعاء 01 يناير 2025

لم يكن عام 2024 عاماً عادياً بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، فقد كان مليئاً بالأحداث والتحولات الدولية والإقليمية التي أثرت على أوضاعهم، لاسيما وأن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" استمر في حرب الإبادة على قطاع غزة، ووسعها إلى حرب على لبنان دامت قرابة شهرين أسفرت عن شهداء وجرحى فلسطينيين وطالت غاراتها مخيمات فلسطينية وشهدت مخيمات الجنوب وبيروت موجات نزوح قاسية.

تواصل موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" مع مجموعة من الشخصيات السياسية والمؤسسات وناشطين وإعلاميين للوقوف على أبرز الأحداث التي حصلت داخل ساحة الفلسطينية في لبنان ومعرفة ماذا يأمل اللاجئون في 2025.

يقول مدير الهيئة (302) للدفاع عن حقوق اللاجئين علي هويدي: إن الوضع في فلسطين وخاصة في قطاع غزة أثّر كثيراً على الحالة النفسية التي يعيشها اللاجئون داخل المخيمات الفلسطينية، "وعاشوا دوامة حزن وقلق وخوف على مصير إخوتهم في قطاع غزة كما أنهم أظهروا التعاطف والتماسك والوقوف جنباً الى جنب أهلنا في فلسطين".

الحرب على لبنان.. أبرز التحديات

ويصف هويدي سنة 2024 بأنها "سيئة ومزرية" قضاها الفلسطينيون وسط أجواء صعبة أمام شاشات التلفزة لمتابعة ما يجري لشعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وما زاد أمورهم تدهوراً هو العدوان "الإسرائيلي" على لبنان.

ويضيف: إن مئات العائلات الفلسطينيية في لبنان اضطرت إلى النزوح من بيوتها لفترة من الوقت وترك مخيماتها خاصة مخيمات وتجمعات الجنوب (الرشيدية والبص وبرج الشمالي والشبريحا وغيرها) ومخيمات بيروت (برج البراجنة وشاتيلا) التي أفرغت بشكل شبه كامل لفترة من الوقت، موضحاً أن النزوح كان له تأثير إنساني ونفسي واقتصادي على اعتبار أن الكثير من العائلات لم يكن بمقدورها أن تنفق على حاجتها الأساسية وهذا فاقم من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية للعائلات التي استقبلت نازحين أيضاً.

ويضاف إلى التحديات التي واجهها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان خلال 2024 بحسب هويدي، أن دور الوكالة في الحرب لم يكن بالدور الفعال ودون المستوى المطلوب، حيث لم تأخد الوكالة بعين الاعتبار عدد الفلسطينيين الذين نزحوا وكان الاهتمام فقط بالفلسطينيين الذين ارتادوا مراكز الإيواء التي وضعتها ضمن خطة الطوارئ.

يؤكد الحقوقي الفلسطيني أن تحديات كبيرة تواجه المخيمات واللاجئين وخاصة على مستوى تحسين ظروف عيشهم، موضحاً أن اللاجئين الفلسطينيين في هذه المرحلة الى ما بعد 9 كانون الثاني/ يناير الجاري يترقبون بحذر استحقاقات الرئاسة اللبنانية والانتخابات البرلمانية، وكيف سينعكس ذلك على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين، لا سيما على مستوى حقوقهم المدنية والاجتماعية والاقتصادية وفي ما يتعلق بالتشريعات الجديدة المرتبطة بأوضاعهم .

ويوضح أن ما يطمح إليه اللاجئ الفلسطيني في لبنان عام 2025 أن يحصل على حقوقه الاقتصادية والاجتماعية وأن يعيش بكرامة وأن يحصل على حقه في العمل وحقه في التملك والاستشفاء والتعليم وغيرها من الحقوق وأن يمارس حقه بالدفاع عن حقوقه المشروعة إلى أن يتم العودة إلى فلسطين وتحسين الخدمات التي تقدمها وكالة "أونروا".

كذلك يقول مسؤول الجبهة الديمقراطية في لبنان يوسف أحمد أن عام 2024 كان مليئاً بالتحديات، واستمر خلاله اللاجئون الفلسطينيون في دعم أهالي قطاع غزة المكلومين، كما "رفعوا شعار الدفاع عن وكالة (أونروا) معتبرينها الشاهد الأول والوحيد على قضيتهم وعلى حقهم بالعودة، مع تصعيد الهجمات الإسرائيلية ضدها".

يعبر أحمد عن أمله في أن يشهد عام 2025 انتصاراً للقضية االفلسطينية ويكون عام إنجاز للوحدة الفلسطينيو وإنهاء حرب الإبادة على غزة وتحصيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان حقوقهم وتحقيق العودة.

عام استثنائي داخل المخيمات وخارجها

يرى الإعلامي الفلسطيني زاهر أبو حمدة أن 2024 لم يكن عاماً عادياً بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، الذين واجهووا عدواناً "إسرائيلياً عليهم وعلى كل لبنان، بينما كان القهر يذوّب قلوبهم وهم يتابعون المجازر "الإسرائيلية" التي استمرت ضد أهالي قطاع غزة.

يقول أبو حمدة: إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان قدموا أيضاً نماذج في التضحية وارتقى شهداء فلسطينيين على الخطوط الأمامية من جبهات المعارك ضد الاحتلال، كما ارتقى فلسطينيون جراء عمليات القصف "الإسرائيلي" على لبنان وجرائم الاغتيالات ليبلغ عدد الشهداء الفلسطينين نحو 100،

وأشار أبو حمدة إلى أن قضية النزوح من المخيمات كانت بارزة في عام 2024 وألقت الضوء على الوضع الاقتصادي والمعيشي الهش الذي يرزح تحته اللاجئون الفلسطينيون في لبنان منذ عقود.

ورغم ذلك يؤكد أن أبرز أمنيات الفلسطينيين في لبنان لعام 2025 هو أن تتوقف حرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة، "وأن يكون هناك بارقة أمل بخصوص العودة إلى فلسطين وتحسين الحقوق المدنية والاجتماعية".

2024 .. عام صادم

من جهتها، تصف الإعلامية في موقع العربي الجديد والناشطة السياسية، صمود غزل، عان 2024 كان عاماً صادماً ومخيباً للآمال وخاصة وأن اللاجئين الفلسطينيين في الجنوب وبيروت اضطروا لأول مرة للنزوح من مخيماتهم منذ انتهاء الحرب الأهلية.

وعبّرت عن أن أمنيتها في العام الجديد هو أن تنتهي الحرب على غزة وأن يتم وقف العدوان وانسحاب الجيش "الإسرائيلي" ليس فقط في قطاع غزة بل من كل الأراضي الفلسطينية، وأن يتحسن وضع اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بلبنان، وأن تنظر لهم الحكومة اللبنانية بعين القانون وأن يتم تعديل قانون الملكية وحق العمل وتحسين الحقوق المدنية والسماح لمواد الإعمار بالدخول إلى المخيمات "وأن يستطيع الناس التنفس".

بدوره، قال الناشط الاجتماعي في مخيم عين الحلوة محمد حسون: إن عام 2024 كان عاماً صعباً جداً على اللاجئين الفلسطينيين، وعبّر " في كل عام يمر على اللاجئين هو أسوء من العام الذي سيأتي ووضع اللاجئ دائما سيء خاصة على مستوى (أونروا) والخدمات ونحن نشاهد التراجع الكبير في الخدمات (المرضى التعليم الحيادية ) وأي موظف منتمي للقضية يتم إقصاؤه من قبل الوكالة".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد