"لازاريني": الحل المطروح في الوقت الراهن هو "حل الدولتين"

الخميس 09 يناير 2025
لقاء "لازاريني" بوزير الخارجية السعودي
لقاء "لازاريني" بوزير الخارجية السعودي

قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني": إن "خيار حل الدولتين هو الخيار المطروح على الطاولة في الوقت الراهن كونه يقع كبديل للفلسطينيين الذين لديهم طموحات لتحديد المصير"، معبّراً أنه "خيار نهائي باتجاه تحقيق السلام والأمن الدائمين في المنطقة"، بحسب قوله.

جاء ذلك خلال حوار صحفي أجراه "لازاريني" مع قناة الحدث السعودية عقب لقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل في إطار دعم المملكة السعودية لوكالة "أونروا" في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك غزة.

وناقش الطرفان خلال اللقاء تأثير ما يسمى بـ "القوانين" التي طرحها "الكنيست االإسرائيلي" بهدف تفكيك "أونروا" على حياة الفلسطينيين إذا ما تم تنفيذها دون وجود بديل قابل للتطبيق.

وبحسب المفوض العام ركزت نقاشات أجراها مع الجانب السعودي بشكل كبير على الكيفية التي ستعمل بها وكالة "اونروا" ضمن عملية سياسة أوسع تهدف إلى بناء المؤسسات الفلسطينية الممكنة وخلال هذه الفترة الانتقالية تسعى الوكالة خلالها لتوفير خدماتها الضرورية ممثلة بالتعليم والصحة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وذكر "لازاريني" أن فحوى لقائه مع وزير الخارجية السعودية اهتم بالتركيز على أنواع الدعم الذي تقدمه المملكة العربية السعودية والدول الأعضاء للوكالة لتجنب إنهاء نشاطاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة بنهاية شهر كانون الثاني/ يناير الجاري.

وعبر "لازاريني" خلال المقابلة الصحفية عن رؤيته بأن "مبادرة المملكة العربية وشركائها سوف تقوم بإنعاش مبادرة السلام العربية بوصفها السبيل لتبليغ الفلسطينيين بأن المجتمع الدولي لازال يتضامن معهم لإيجاد حل سياسي دائم وعادل"، مشيراً في هذا الإطار إلى استمرار "اونروا" بتوفير الخدمات الضرورية والأساسية مثل التعليم لمئات الفتيان والفتيات الذين يعيشون بين الأنقاض ويعانون من الصدمات في غزة.

وأشار المفوض العام للوكالة إلى أنه حالما يتم التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة سيتم إعادة الأطفال في القطاع لبيئة التعليم على أن تكون هذه أولوياتهم القصوى، مشدداً على أنه لا توجد أي وكالة أخرى بغياب الدولة يمكن ان توفر هذا الأمل والمستقبل الأفضل للفلسطينيين.

وذكّر "لازاريني" بحملة التشويه التي شنتها "إسرائيل" بهدف إنهاء نشاطات "اونروا" ولنزع الفلسطينيين من حالة وضعية اللاجئين وتقويض طموحاتهم المستقبلية، مؤكداً على مواجهة الوكالة الهجمات الضارية التي تعرضت لها مبانيها ومراكزها في قطاع غزة.

وعبّر المفوض العام عن مخاوفه إزاء موظفي "اونروا" الدوليين وموظفي الضفة الغربية عقب قرارات ما يسمى بـ "الكنسيت" التي تهدف لحظر عمل الوكالة ومحاولة وسمها بأنها "إرهابية" ترافقاً مع محاولات تقويض مصداقية الوكالة مع عدد من المانحين.

إلا أنه أشار إلى وجود دعم قوي لازالت "أونروا" تتلقاه من المنطقة والدول العربية ودول الخليج إلى جانب الدعم القوي من أوروبا ودول أخرى مثل: كندا، اليابان واستراليا، لافتاً إلى اتهامات "إسرائيلية" تعرض لها الموظفون بالضلوع في عملية 7 أكتوبر (طوفان الأقصى) وتمكّن "أونروا" من استعادة ثقة الدول المانحة بعد دحض المزاعم "الإسرائيلية" ما عدا الولايات المتحدة.

ويرى لازاريني أن هنالك هدفاً سياسياً وراء اتهامات "إسرائيل" وهو نزع الفلسطينيين من وضعية اللاجئين وحرمانهم من هويتهم الفلسطينية ومن تاريخهم، والذي بني على معتقد سائد لدى "إسرائيل" بأن هدم "أونروا" هو إفناء لبرنامج اللاجئين بالكامل.

ويدحض لازاريني هذا المعتقد "الإسرائيلي" معللاً بأن توقف الوكالة عن تقديم خدماتها لا ينفي صفة اللاجئين عن الفلسطينيين لأن تلك الصفة تأكدت عبر قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة المختلفة عن تلك التي أنشأت "اونروا".

وسلط المفوض العام الضوء على ما يجري مع موظفي وكالة "أونروا" في الضفة الغربية عقب قرار حظر عمل الوكالة، قائلاً: "إن ذلك يمهد لبناء بيئة خطرة" وقد تجلى ذلك عبر ممارسات الجيش "الإسرائيلي" في الأسابيع الماضية التي من خلالها اشترك الجنود بعمليات تفتيش ودخلوا لمنزل أحد موظفي "اونروا" وزعموا أنه "إرهابي".

ويعتقد لازاريني أن خيار "حل الدولتين" يصب هدفه أيضاً في إنهاء عمل وكالة "أونروا" ولكن بعد إيجاد دولة فلسطينية يمكنها تقديم الخدمات العامة للفلسطينيين، معرباَ عن قلقه من إنهاء نشاطات الوكالة الأممية قبل الوصول إلى هذا الوقت وهو ما سيجعل الفلسطينيين يشعرون بمزيد من الخذلان من المجتمع الدولي.

ووصف لازاريني ما يحصل في قطاع غزة تحت حرب الإبادة المستمرة بأن الضغط الدولي غير كافي مع انعدام اكتراث بالكامل بالقانون الإنساني الدولي والجرائم ضد الإنسانية، ومحذراً بأن "إذا ما استمر الأمر على هذا النحو فإن غزة لن تعود للفلسطينيين إذا دمر كل شي".

وأضاف "لازاريني" بأن الأولوية القصوى الآن لوقف إطلاق النار، لاسيما أن كل يوم بعمر الحرب يغدو مأساة إضافية، ومن ثم على وصول المساعدات وإعادة الأطفال للتعليم وضمان أن يظلّ المجتمع الدولي ملتزماً لمساعدة الفلسطينيين من أجل إعادة بناء مجتمعهم".

ودعا المفوض العام إلى إزالة القيود "الإسرائيلية" عن وكالة "اونروا" كونها تمتلك دوراً مهماً وإيجابياً سوف تلعبه حالما توفرت الفرصة للعملية السياسية، مشيراً إلى أن وكالة "اونروا" أداة في يد المجتمع الدولي لتوفير المساعدات الضرورية وتوفير الحماية للاجئين الفلسطينيين.

وكالات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد