يعيش اللاجئون الفلسطينيون في مخيم الجليل للاجئين بمدينة بعلبك في البقاع اللبناني واقعاً إنسانياً صعباً نتيجة شحّ التيار الكهربائي وعدم قدرتهم المادية على الاشتراك في خدمة المولدات الكهربائية الباهظة التكاليف.

يأتي ذلك في ظل تدهور الخدمات العامة وتزايد الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهل اللاجئين الفلسطينيين، خاصة خلال فصل الشتاء، علماً أنّ الفلسطينيين في لبنان يصنفون من الشرائح الأكثر فقراً بنسب فقر مطلق تتجاوز 90% بحسب أرقام وكالة "أونروا".

ويواجه سكان المخيم انقطاعاً مستمراً للتيار الكهربائي، حيث لا يتعدى معدل التغذية اليومية من ساعتين إلى أربع ساعات بالحد الأقصى، مما يترك تأثيراً كبيراً على حياتهم اليومية.

محمد أبو الشيخ، لاجئ فلسطيني قال في تصريح لمراسلة "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": إن السكان غير قادرين على الاشتراك بخدمة المولدات الكهربائية الخاصة؛ بسبب ارتفاع تكلفتها مقارنة بمستوى الدخل المتدني.

وقالت جمانة لاجئة أخرى من المخيم: "ليس لدينا القدرة على تشغيل التدفئة أو البرادات، فالحياة أصبحت صعبة للغاية". أما طالبة مدرسة، فعبرت عن صعوبات استكمال دروسها في المنزل؛ بسبب انقطاع الكهرباء المستمر.

تشير معطيات المخيم التي رصدها بوابة اللاجئين الفلسطينيين في تقرير، إلى أن هذه الانقطاعات تؤثر بشكل مباشر على مختلف شرائح المجتمع، حيث تعاني عموم الأسر من عدم توفر الكهرباء اللازمة لتشغيل الأجهزة الأساسية مثل التدفئة والبرادات.

أما الطلاب وهم الشريحة الأبرز، يجدون صعوبة في استكمال دراستهم داخل المنازل؛ بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي يعيق استخدام الإضاءة والأجهزة الإلكترونية.

كما يُعتبر أصحاب المحال التجارية من أكثر المتضررين، حيث يعتمد عملهم على تشغيل المعدات الكهربائية. صاحب مطعم لبيع الفلافل في المخيم يقول لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إنه يعتمد على بطارية لتشغيل بعض الأجهزة، ويقوم بشحنها عند توفر الكهرباء، لكنه غير قادر على دفع تكلفة الاشتراك بالمولدات، ما يهدد استمرارية عمله.

كهرباء مخيم الجليل بعلبك.jpg

وأوضح أسامة حوران، عضو اللجان الشعبية في لبنان في حديث لموقعنا، أن منطقة بعلبك تعتبر واحدة من أسوأ المناطق من حيث توفير الخدمات، بما في ذلك الكهرباء.

وقال إن التغذية الكهربائية تأتي في أفضل الأحوال ساعتين بالنهار وساعتين بالليل، وفي معظم الأحيان تكون أقل من ذلك. حتى إذا توفرت الكهرباء لمدة أربع ساعات، فإنها لا تكفي لتلبية احتياجات السكان، خاصة في فصل الشتاء.

أما بالنسبة لاشتراكات المولدات الكهربائية، فوصفها حوران بأنها "معاناة فوق المعاناة". وذكر أن تكلفة الاشتراك تختلف بناءً على السعة، حيث يصل سعر اشتراك 5 أمبير إلى 90 دولاراً شهرياً، بينما يبلغ اشتراك 1.5 أمبير حوالي 35 دولاراً. 

وأضاف، أن هذه التكاليف تأتي على حساب الاحتياجات الأساسية الأخرى مثل الغذاء والتدفئة، مشددًا على أن الكهرباء أصبحت ضرورة أساسية لإضاءة المنازل وتشغيل الأجهزة الحيوية.

ويعتبر مخيم الجليل من بين أفقر المخيمات الفلسطينية في لبنان، حيث يعاني سكانه من نقص حاد في الخدمات الأساسية. بالإضافة إلى مشكلة الكهرباء، ويتحمل اللاجئون تكاليف إضافية لتأمين وسائل التدفئة، مثل شراء المازوت، بسبب غياب الدعم الكافي من وكالة "أونروا"، خاصة فيما يتعلق بمعونات الشتاء.

شاهد/ي التقرير
 

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد