ارتكب جيش الاحتلال "الإسرائيلي" عشرات المجازر الوحشية في غارات طالت أنحاء متفرقة من قطاع غزة، استهدفت تجمعات الفلسطينيين ومنازلهم، مترافقة مع مجازر وقعت شمال ووسط القطاع خلال الساعات القليلة الماضية، ويأتي ذلك بالتوازي مع تحذيرات أطلقها الصليب الأحمر من اقتراب انهيار الاستجابة الإنسانية بشكل تام.

وأفادت مصادر طبية باستشهاد 25 فلسطينياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، منذ فجر اليوم الجمعة 2 أيار/مايو، جراء القصف "الإسرائيلي" المتواصل خلال اليوم الـ45 من استئناف العدوان على قطاع غزة.

مجازر في بيت لاهيا ومخيم البريج شمالي القطاع ووسطه

وخلال الساعات الماضية، ارتكب جيش الاحتلال مجزرتين بحق عائلة أبو زينة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما ارتكب مجزرة أخرى بقصف بيت عزاء في بيت لاهيا شمالي القطاع. كما ارتقى العشرات من الشهداء باستهدافات طالت خيام النازحين في مدينة خانيونس جنوباً.

وفي التفاصيل، ارتقى نحو 9 شهداء، وأُصيب 12 آخرون في قصف "إسرائيلي" استهدف بيت عزاء في بلدة بيت لاهيا. كما استشهد آخرون في قصف مدفعي "إسرائيلي" استهدف مزارعين شرقي البلدة.

وفي استهداف آخر، ارتقى 5 فلسطينيين، وأصيب آخرون بنيران مسيّرة "إسرائيلية" استهدفتهم في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.

ووسط قطاع غزة، شن جيش الاحتلال غارة على منزل عائلة خليل أبو زينة في مخيم البريج، ما أدى لاستشهاد 9 فلسطينيين، بينهم أطفال، فيما استهدفت قوات الاحتلال عبر مدفعيّتها مناطق شرق المخيم والمنطقة الشمالية من مخيم النصيرات.

كما استهدفت قوات الاحتلال، في وقت سابق أمس، خياماً تؤوي نازحين في مدينة دير البلح وسط القطاع، وقد خلّف القصف استشهاد صبي وإصابة آخرين، معظمهم من النساء والأطفال.

جنوبي قطاع غزة، شنت طائرة مروحية للاحتلال غارة استهدفت شقة سكنية في حي الشيخ ناصر بمدينة خانيونس، ما أدى إلى إصابة ثلاثة فلسطينيين، بينهم سيدة ورضيع. كما أُصيبت أم وطفلان جراء غارة استهدفت منزلاً في منطقة الشحايدة شرق بلدة عبسان الكبيرة.

وفي وقت متأخر من مساء أمس الخميس، استشهد 8 فلسطينيين، بينهم طفلان، في غارة على منزل عائلة أبو سحلول بمخيم خان يونس المكتظ بالسكان والنازحين جنوبي قطاع غزة.

وفي رفح، فجّرت قوات الاحتلال مربعات سكنية في منطقة مصبح شمال المدينة، في إطار عدوان متواصل يستهدف تدمير البنية التحتية وتشريد السكان.

الصليب الأحمر يحذر من الانهيار التام للاستجابة الإنسانية في غزة

وفي شأن متصل، حذّر الصليب الأحمر من انهيار الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة بشكل تام، مع تدهور الوضع الأمني الذي يعقّد عمل موظفيه وشركائه، مشدداً على وجوب احترام وحماية الطواقم والمرافق الطبية في جميع الظروف، إضافة إلى السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة وإطلاق سراح "الرهائن".

وأكد الصليب الأحمر، في بيان له، أنه "دون إجراءات فورية، ستنحدر غزة إلى فوضى لن تتمكن الجهود الإنسانية من تخفيفها"، مشيراً إلى أن المدنيين في غزة تُركوا دون الضروريات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة.

وقال الصليب الأحمر في بيانه: "دون استئناف فوري لإيصال المساعدات، لن نتمكن من الاستمرار في تنفيذ برامجنا في قطاع غزة"، مضيفاً: "الوضع الإنساني في قطاع غزة يتدهور بسرعة، ولا يمكن السماح بمزيد من التفاقم".

كما حمّل "إسرائيل" مسؤولية تلبية احتياجات المدنيين الواقعين تحت سيطرتها، مؤكداً أنهم يواجهون صراعاً يومياً للبقاء وسط القصف والنزوح ونقص المساعدات.

وحذّر من أن استمرار حصار قطاع غزة يهدد بوقف برامج حيوية مثل مطابخ اللجنة الدولية، مشيراً إلى أن مستشفاه الميداني يعاني من نقص حاد في الغذاء والأدوية، وبعض المواد الأساسية نفدت بالفعل.

"أونروا": مع كل يوم يموت المزيد من الأطفال والنساء بسبب الحصار

وبالمقابل، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين "أونروا"، فيليب لازاريني: "يصادف اليوم مرور شهرين على حصار شعب غزة. إنه حصارٌ على الأطفال والنساء وكبار السن والرجال العاديين. يُعاقبون جماعياً لمجرد ولادتهم وعيشهم في غزة، وهو أمرٌ ليس من صنعهم".

وشدد، في منشور عبر منصة "إكس"، على أنه يجب على "إسرائيل" رفع الحصار والسماح بتدفق الإمدادات الأساسية، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجوب إطلاق سراح الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين).

وأضاف: "مع كل يوم إضافي، سيقتل الحصار بصمت المزيد من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى من قُتلوا جراء القصف"، متابعاً: "حان الوقت لنُظهر أننا لم نفقد إنسانيتنا تماماً".

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد