شهدت العاصمة الألمانية برلين، يوم الخميس 1 أيار/مايو، مسيرة كبرى إحياءً ليوم العمال العالمي، تخللها حضور تضامني قوي مع القضية الفلسطينية وتنديد بحرب الإبادة "الإسرائيلية" على غزة.
وهتف المشاركون للحرية لفلسطين، وطالبوا بمحاسبة مجرمي كيان الاحتلال على جرائمه، منتقدين موقف الحكومة الألمانية المتواطئ مع الاحتلال، وسط مشاركة واسعة لأحزاب يسارية ونشطاء أجانب.
وأفاد الناشط الفلسطيني في برلين، محمد أبو الحسن، أن تظاهرة عيد العمال هذا العام شارك فيها أكثر من 50 ألف متظاهر، وتميّزت بحضور تضامني كبير مع فلسطين، وتحولت إلى تظاهرة تندد بحرب الإبادة "الإسرائيلية" على القطاع.
وشهدت ساحة Mariannenplatz في برلين فعالية فلسطينية بمناسبة يوم العمال العالمي، نظّمتها لجان فلسطين الديمقراطية في ألمانيا بالشراكة مع لجان المرأة الفلسطينية، وجذبت عدداً كبيراً من المشاركين من جنسيات وخلفيات متعددة، في أجواء احتفالية تعكس التضامن مع القضية الفلسطينية.
الفعالية، التي أقيمت يوم الخميس 1 أيار/مايو، حملت طابعاً فلسطينياً خالصاً من خلال عرض الكوفية الفلسطينية والملابس التراثية التي مثّلت بعمق الهوية الوطنية، إلى جانب تقديم طبق الفلافل الفلسطيني الذي لاقى استحسان الحضور.
وتحوّلت الساحة إلى مساحة تلاقٍ ثقافي ونقاشي، تخللتها كلمات للمنظمين شددوا فيها على مركزية النضال العمالي، وضرورة استمرار دعم حقوق العمال حول العالم، وبخاصة في فلسطين، مؤكدين أن الثقافة والتراث هما سلاحا الفلسطيني في مواجهة محاولات الطمس والإقصاء في المنافي.
كما أشار المتحدثون إلى أهمية تمتين العلاقات بين الجالية الفلسطينية والمجتمعات المحلية والدولية، معتبرين أن إحياء هذه المناسبة يشكّل مساحة للتفاعل الإنساني والسياسي والثقافي، وفرصة لتعريف الآخرين بالقضية الفلسطينية من زاوية مختلفة، تعتمد الفنون والمأكولات والرموز الشعبية، وتنقل صورة نضال شعب لا يزال متمسكًا بهويته رغم المنفى والشتات.
وشهدت الفعالية تفاعلاً كبيراً من الحضور، الذين أبدوا إعجابهم بالمبادرة وتقديرهم للجهود المبذولة في تنظيمها، معتبرين أنها تجسّد روح الصمود الفلسطيني، وتعكس صورة حضارية عن المجتمع الفلسطيني في أوروبا.
ويأتي هذا النشاط كجزء من سلسلة فعاليات تنظمها المؤسسات الفلسطينية في ألمانيا، سواء في إطار التضامن مع قطاع غزة بوجه حرب الإبادة "الإسرائيلية" المتواصلة، أو إحياءً للمناسبات الوطنية والعمالية، لتسليط الضوء على ضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعم نضاله من أجل حقوقه العادلة والمشروعة، رغم أجواء التقييد من قبل بعض الحكومات الأوروبية، ولا سيما الألمانية.