في تصعيد جديد للانتهاكات بحق المدنيين، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي العشرات من العائلات الفلسطينية في مخيم طولكرم شمال الضفة الغربية من الوصول إلى منازلهم المهددة بالهدم، رغم التنسيق المسبق لإخلائها، وفقاً لمصادر محلية.
وأفادت المصادر أن العائلات التي تواجدت عند مدخل المخيم في الموعد المحدد فوجئت بمنعها من الدخول، حيث لم يبدأ التنسيق أصلاً قبل إلغائه، فيما منعتهم القوات الاحتلالية من استرداد أي من ممتلكاتهم الشخصية قبل عمليات الهدم المزمعة.
وكشفت مشاهد حية عن جانب جديد من سلسلة الانتهاكات التي يتعرض لها سكان المخيم، ضمن حملة عدوانية متواصلة على مدينة طولكرم ومخيميها، حيث دخل اليوم الـ120 على المدينة واليوم الـ107 على مخيم نور شمس.
وأصدرت اللجنة الإعلامية لمخيم طولكرم بياناً أكدت فيه أن قوات الاحتلال أنذرت بهدم 20 بناية سكنية من أصل 58 مبنى في منطقتي العكاشة ودبّة أم جوهر داخل المخيم، لكنها منعت أصحابها من الوصول إليها، واحتجزت العديد منهم وأجبرتهم على مغادرة المكان، كما أطلقت النار باتجاه المدنيين واعتقلت شابين أثناء محاولتهما العودة إلى منازلهما.
وأوضح البيان أن النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس يعيشون معاناة إنسانية حادة منذ نحو خمسة أشهر، دون أي أفق للحل، في ظل استمرار الهجمات والاقتحامات اليومية، حيث تتعرض بلدات المحافظة، بما فيها بلعا ودير الغصون، لعمليات مداهمة متكررة ومنهجية للمنازل، وتخريب واسع للممتلكات.
وتفرض قوات الاحتلال حصارًا خانقًا على المخيمين، مع تعزيزات عسكرية مكثفة، مما أسفر عن تهجير قسري لأكثر من 4200 عائلة، بما يزيد عن 25 ألف فلسطيني، إلى جانب تدمير أكثر من 400 منزل بشكل كامل، وتضرر 2573 منزلًا جزئيًا.
كما أغلقت قوات الاحتلال مداخل المخيمين وأزقتهما بالسواتر الترابية، وعزلتهما عن محيطهما، في إطار مخطط لتهويد المنطقة وتغيير معالمها الجغرافية، يشمل فتح شوارع جديدة وهدم 106 مبانٍ سكنية، وفقاً للجنة الإعلامية.
وأسفرت الحملة العدوانية عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان (إحداهما حامل في شهرها الثامن)، وإصابة واعتقال العشرات، بالإضافة إلى دمار شامل في البنية التحتية والمحال التجارية والمركبات، التي تعرضت للهدم والحرق والتخريب والنهب المنظم.