تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" تصعيد عدوانها واسع النطاق في الضفة الغربية، وواصلت عصر اليوم الأربعاء سلسلة من الاقتحامات والهجمات الممنهجة طالت بلدات ومخيمات في طوباس وطولكرم وجنين ورام الله، تخللتها اعتقالات وتنكيل بالفلسطينيين وعمليات هدم وتدمير وتهجير قسري.

في طوباس، اعتقلت قوات الاحتلال ستة فلسطينيين خلال اقتحامها بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوب المدينة، هم: عزمي حسين بني عودة ونجله سياف، والشقيقان أحمد وخليل رشيد حمدان من طمون، والشابان يزن عمر زهران وأسيد عمر من مخيم الفارعة، بحسب ما أفاد مدير نادي الأسير في طوباس، كمال بني عودة.

وخلال عملية الاقتحام، التي بدأت منذ منتصف الليلة الماضية، واستمرت حتى ظهر اليوم، داهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل، واحتجزت أكثر من 20 فلسطينياً أخضعتهم للتحقيق الميداني، قبل أن تفرج عنهم لاحقًا.

كما نقل خمسة فلسطينيين إلى مستشفى طوباس التركي الحكومي جراء تعرضهم للضرب المبرح أثناء الاحتجاز. كما نفذت جرافات الاحتلال عمليات تجريف واسعة طالت أجزاء من الشوارع والبنية التحتية في البلدة والمخيم، في مشهد يؤكد النهج التدميري الذي تتبعه قوات الاحتلال في الضفة.

في السياق ذاته، يتواصل العدوان "الإسرائيلي" على مدينة طولكرم ومخيميها، مخيم طولكرم ونور شمس، حيث تدخل الحملة يومها الـ129 على المدينة، والـ 116 على مخيم نور شمس.

 وشهدت ساعات صباح اليوم تصعيدا إضافياً تمثل في عمليات هدم جديدة نفذتها جرافات الاحتلال في وسط مخيم نور شمس، ضمن خطة "إسرائيلية" لهدم 106 مبانٍ سكنية في المخيمين – 58 مبنى في مخيم طولكرم و48 في نور شمس – بهدف "فتح طرق وتغيير المعالم الجغرافية".

وتفرض قوات الاحتلال حصاراً خانقاً على المخيمين ومحيطهما، وتمنع السكان من الوصول إلى منازلهم، أو تفقد ممتلكاتهم، مع إطلاق نار مباشر على كل من يقترب. وتشهد المنطقة انتشاراً واسعاً للآليات العسكرية ودوريات المشاة في الأحياء السكنية وأزقة المخيمين، وسط عمليات تفتيش وتنكيل وتدقيق في الهويات.

وشهدت مدينة طولكرم نفسها صباح اليوم استفزازات من قوات الاحتلال التي جابت شوارعها الرئيسية، خاصة شارع نابلس ومحيط مستشفى الشهيد ثابت ثابت والسوق المركزي، مطلقة أبواق آلياتها بشكل متواصل، وسط تقدمها عكس اتجاه السير، ما تسبب بارتباك مروري واصطدامات مع عدد من المركبات.

وامتد الانتشار العسكري ليشمل ضواحي المدينة مثل ذنابة وارتاح واكتابا، حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات تفتيش للبيوت والحقول، وأوقفت الشبان وأخضعتهم للاستجواب الميداني. كما شددت إجراءاتها التعسفية على حاجز عناب العسكري شرق المدينة، حيث تم إيقاف المركبات وتفتيشها وتدقيق هويات الركاب، ما أدى في أحيان كثيرة إلى إغلاق الحاجز بشكل كامل ومنع العبور.

ولا تزال قوات الاحتلال تستولي على عدد من المباني السكنية في شارع نابلس والحي الشمالي للمدينة بعد إخلاء سكانها قسرًا، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، فيما تعرض شارع نابلس، الرابط بين المخيمين، لأضرار كبيرة نتيجة وضع سواتر ترابية منذ عدة أشهر، ما أدى إلى شلل في حركة المرور.

وأسفر هذا العدوان المستمر حتى اليوم عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، وإصابة واعتقال العشرات، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية، شمل منازل ومحال تجارية ومركبات، فيما تشير آخر الإحصاءات إلى تهجير أكثر من 5 آلاف عائلة، أي ما يزيد على 25 ألف فلسطيني، نتيجة تدمير أكثر من 400 منزل بشكل كامل، وتضرر 2573 منزلا بشكل جزئي، في ظل استمرار الإغلاق الكامل للمخيمين وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.

الاحتلال يواصل عدوانه على جنين لليوم الـ135

وتواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلي" حملات المداهمة والاعتقال في قرى وبلدات محافظة جنين، مع دخول العدوان يومه الـ135 على التوالي، وسط عمليات هدم وتجريف واسعة، وتدمير للبنية التحتية وحرمان السكان من الخدمات الأساسية.

وبحسب اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، نفذت قوات الاحتلال خلال الساعات الماضية اقتحامات لبلدة قباطية، وقرية زبدة، وبلدة يعبد، وقرية مسلية جنوب جنين، إضافة إلى اقتحام بلدة اليامون، حيث انتشرت قوات مشاة في الجهة الشرقية منها.

ويأتي هذا التصعيد ضمن عدوان متواصل بدأ في 21 كانون الثاني/يناير 2025، وشهد حملات مداهمة واعتقالات متكررة، إلى جانب دفع تعزيزات عسكرية وجرافات تواصل عمليات الهدم داخل المدينة والمخيم.

وقد أسفر العدوان حتى الآن عن هدم 600 منزل بشكل كامل في مخيم جنين، وتضرر عشرات المنازل الأخرى بشكل جزئي، حتى باتت غير صالحة للسكن، فيما تعرضت منشآت وبنى تحتية لدمار واسع.

كما أدى العدوان إلى نزوح قسري لما يقارب 22 ألف مواطن، أجبروا على مغادرة منازلهم، وما يزال الاحتلال يمنع عودتهم حتى اللحظة، بينما ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 42 شهيداً، بينهم اثنان استشهدوا برصاص أجهزة السلطة الفلسطينية.

وفي سياق متصل، وضمن التصعيد الاستيطاني، أقدم مستعمرون صباح اليوم على إقامة بؤرة استعمارية جديدة على أراضي قرية الطيبة شرق مدينة رام الله، على أنقاض منازل لعائلة فلسطينية تم تهجيرها قسراً قبل نحو عام بعد سلسلة من هجمات المستعمرين.

وبحسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فقد حاول المستعمرون إقامة 15 بؤرة استعمارية جديدة خلال شهر أيار/مايو الماضي، أغلبها ذات طابع رعوي وزراعي، توزعت على محافظات: رام الله والبيرة (6 بؤر)، وسلفيت وطوباس وبيت لحم (بؤرتين لكل منها)، وأريحا ونابلس (بؤرة واحدة في كل منهما).

هذا التصعيد الميداني والاستيطاني المتزامن يؤكد مضي الاحتلال في سياسة فرض الوقائع على الأرض، من خلال توسيع الاستيطان، وتفريغ المدن والمخيمات من سكانها، وتدمير مقومات الحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد