ارتكب الاحتلال "الإسرائيلي" مجازر جديدة، اليوم الاثنين 9 حزيران/يونيو، رابع أيام عيد الأضحى، في مناطق متفرقة من قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 11 فلسطينياً على الأقل وإصابة آخرين، ضمن حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، والتي أدت إلى ارتقاء 54,880 شهيداً، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما تجاوز عدد الجرحى 126,227 مصاباً، وفقاً لأحدث إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.
وفي أحدث جرائم الحرب، استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب عدد من الجرحى جراء قصف "إسرائيلي" استهدف مجموعة من المدنيين قرب مفرق دولة بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، حيث نُقلوا إلى مستشفى المعمداني، وفق ما أفادت به طواقم الهلال الأحمر.
وفي جريمة أخرى بحق المستفيدين من المساعدات الإنسانية، في إطار حرب التجويع المتواصلة، أطلقت قوات الاحتلال النار على حشود من الفلسطينيين غرب مدينة رفح أثناء انتظارهم مساعدات غذائية، ما أسفر عن استشهاد ثمانية مواطنين، جميعهم من بين صفوف الجوعى، وفق ما أفادت به مصادر صحفية.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد الشهداء خلال الـ24 ساعة الأخيرة 47 شهيداً، إلى جانب 388 إصابة نتيجة القصف والاستهداف المباشر للمدنيين في مختلف مناطق قطاع غزة.
المكتب الإعلامي الحكومي: "GHF" شريكة في جريمة منظمة
وفي سياق متصل، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بياناً اتهم فيه مؤسسة "GHF"، التي تعرّف نفسها كجهة "إغاثية إنسانية"، بأنها أداة من أدوات جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، مؤكداً أنها تسببت بقتل أكثر من 130 شهيداً وإصابة 1000 مدني خلال أسبوعين فقط، خلال توزيع مساعدات غذائية بطريقة ميدانية تشرف عليها قوات الاحتلال.
وأشار البيان إلى أن المؤسسة تدار من خارج غزة على يد ضباط "إسرائيليين" وأمريكيين، وتعمل بتمويل مباشر من واشنطن وبالتنسيق الميداني مع جيش الاحتلال، في مناطق عازلة يتحكم بها عسكرياً. وبيّن أن "GHF" تمارس تضليلاً متعمداً بادعاء أن المقاومة الفلسطينية تعيق عملها، بينما الحقيقة أن الاحتلال هو من يمنع دخول المساعدات، وحرم القطاع من أكثر من 55 ألف شاحنة إغاثية خلال مئة يوم من الإغلاق المتواصل للمعابر.
كما اتهم المكتب الإعلامي المؤسسة بانتهاك مبادئ العمل الإنساني، مؤكداً أنها تعمل ضمن أجندة أمنية لصالح الاحتلال، وتفتقر إلى أي بعد إنساني حقيقي، مطالباً بإعادة العمل عبر مؤسسات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها "أونروا".
فصائل المقاومة: مراكز توزيع المساعدات الأميركية تحوّلت إلى مصائد للموت
بدورها، أصدرت فصائل المقاومة الفلسطينية بياناً شديد اللهجة، حذّرت فيه من ممارسات المؤسسة الأميركية "GHF"، واصفة مراكز توزيع المساعدات التي تديرها بأنها "مصائد موت جماعي" تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء دور وكالة "أونروا".
وقال البيان إن الهدف الحقيقي من هذه المراكز هو "تحويل القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية إنسانية بحتة، وتسريع مخططات التهجير القسري والتطهير العرقي"، داعياً إلى ملاحقة "المؤسسة الأميركية الأمنية اللاإنسانية التي تنفذ دوراً استخبارياً مشبوهاً بالتنسيق مع الاحتلال".
وطالبت الفصائل المجتمع الدولي، والمنظمات القانونية والحقوقية، بالتحرك العاجل للضغط على الاحتلال والإدارة الأميركية لإعادة توزيع المساعدات الإغاثية عبر المؤسسات الدولية المعترف بها، وعلى رأسها "أونروا".
وحذّر البيان من الاستدراج لأي وعود "وهمية" يقدمها الاحتلال، أو من وصفهم بـ"العملاء واللصوص"، مؤكداً أن أمن المقاومة حصل على التفويض الكامل لـ"الضرب بقوة على أيدي كل من يتقاطع مع مخططات العدو، أو ينخرط في أجسام بديلة مشبوهة عن أونروا".
وأكدت الفصائل أن "كل العملاء واللصوص والعصابات المسلحة الإجرامية ستكون هدفاً مشروعاً للمقاومة"، موجهة إنذاراً مباشراً إلى كل من يتماهى أو يتجاوب مع تلك المشاريع.