انطلقت موجة تضامن واسعة مع الدكتور عصام الخواجا، نائب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني، عقب اعتقاله مساء أمس من قبل السلطات الأردنية، وذلك على خلفية مشاركته في المسيرة الشعبية الحاشدة التي نظّمت يوم الجمعة الماضي وسط العاصمة عمّان تضامنًا مع غزة، وتنديدًا بحرب الإبادة التي يتعرض لها القطاع.

وكان الدكتور الخواجا قد ألقى كلمة مؤثرة خلال المسيرة الجماهيرية التي انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط البلد، بدعوة من حزب الوحدة الشعبية والملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، أشاد فيها بصمود المقاومة الفلسطينية في غزة، مؤكدًا أن نضال الشعب الفلسطيني هو خط الدفاع الأول عن الأردن والمنطقة في وجه مشاريع التهجير والضم.

ورغم غياب تهمة واضحة، اعتقل الدكتور الخواجا مساء أمس، بعد مغادرته عمله في مستشفى البشير، حيث يعمل طبيبًا متخصصًا في جراحة الأطفال، وهو ما أثار موجة استنكار واسعة على المستوى الشعبي، خاصة في ظل تصاعد حملة التضييق على الحراك الشعبي السلمي المناهض للعدوان على غزة.

من جهتها، عبّرت اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية عن رفضها القاطع لهذا الإجراء التعسفي، مؤكدة أن ما جرى يعكس استخفافًا بالصوت الشعبي الأردني المناهض للتطبيع والداعم للقضية الفلسطينية.

ودعت اللجنة التحضيرية، في بيان لها، السلطات إلى الإفراج عنه دون تعهدات أو كفالات، والإنصات إلى الصوت الشعبي الذي يدرك تمامًا ما يتهدد الأردن في ظل الظروف الإقليمية الخطيرة.

وأضافت أن الانتصار لغزة ومقاومتها ومن يساندها، يعني ضمنيًا إسقاط مشاريع التهجير والضمّ التي تستهدف الأردن بالضرورة.

من جهته، استنكر الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن اعتقال الدكتور الخواجا وعددًا من نشطاء الأحزاب المنضوية تحت مظلته، معتبرًا أن هذه الاعتقالات تأتي كرد على الحراك الشعبي الداعم لغزة، والذي وصفه بأنه دفاع عن فلسطين كما هو دفاع عن الأردن.

وطالب الملتقى بالإفراج عن جميع المعتقلين، بمن فيهم الدكتور الخواجا، ومن سبقهم من معتقلي الحراك الشعبي السلمي المندّد بالعدوان على غزة، والذي لطالما كان حراكًا شعبيًا مسؤولًا ومعبرًا عن نبض الشارع الأردني، وداعمًا للموقف الرسمي في مواجهة العدوان "الإسرائيلي".

واعتبر أن ما يجري يمثل حملات تجييش ضد الحراك الشعبي والقوى المجتمعية والسياسية، مشددًا على ضرورة وقف نهج التضييق على الحريات العامة التي كفلها القانون والدستور.

ناشطون يطلقون حملة تضامن عبر مواقع التواصل

وتداول ناشطون وحقوقيون عبر منصات مثل "تويتر" و"فيسبوك" منشورات تحت وسوم مثل: #الحرية_للرفيق_عصام_الخواجا و#الحرية_لمعتقلي_الرأي، عبّروا فيها عن استنكارهم لاعتقاله، وطالبوا بالإفراج الفوري عنه، معتبرين أن اعتقاله يشكّل انتهاكًا صارخًا لحرية التعبير والتجمع السلمي التي يكفلها الدستور الأردني.

وأشاد كثير من المتضامنين بمسيرة الدكتور المهنية والإنسانية، مذكّرين بمواقفه النبيلة وإنجازاته في مجال الطب، خاصة إجراءه لعمليات جراحية دقيقة ومعقّدة للأطفال داخل الأردن.

كما وصفه بعضهم بأنه "قامة وطنية ومدافع عن كرامة الأردن والأمة"، وأشادوا بنضاله السياسي المشهود في دعم قضايا الأمة العربية، ووقوفه الدائم إلى جانب فلسطين وقضيتها العادلة.

في حين عبّر آخرون عن قلقهم من "حملة تكميم الأفواه" التي تنفذها الحكومة بحق الناشطين، معتبرين أن اعتقال الدكتور الخواجا جزء من سياسة ممنهجة تستهدف القوى الوطنية الحيّة في البلاد.

ويزداد الضغط على السلطات الأردنية للإفراج عن معتقلي حرية الرأي والمتضامنين مع غزة، ضمن الحراك الشعبي المناهض للعدوان "الإسرائيلي"، وسط مطالبات بوقف جميع أشكال التضييق على الحريات العامة والسياسية في البلاد.

موضوع ذو صلة: حملة اعتقالات جديدة في الأردن تطال نشطاء في الحراك الداعم لغزة

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد