دعت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لـ"إسرائيل" (PACBI)، وهي عضو في اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل" (BDS)، الأكاديميين والهيئات المتضامنة مع الشعب الفلسطيني إلى الضغط على الجمعية الدولية لعلم الاجتماع (ISA) من أجل إلغاء مشاركة أكاديميين يمثلون مؤسسات أكاديمية "إسرائيلية" متواطئة، في المنتدى العالمي الخامس للسوسيولوجيا، المقرر عقده في جامعة محمد الخامس في الرباط – المغرب، بين 6 و11 تموز/يوليو الجاري.

وأكدت الحملة أن مشاركة أكاديميين "إسرائيليين"، يمثلون جامعات "إسرائيلية" متورطة في نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) والاحتلال العسكري، يعد خرقاً فاضحاً لمعايير المقاطعة الأكاديمية ومناهضة التطبيع المعتمدة في المنطقة العربية، وأشارت إلى أنه في حال عدم التجاوب مع المطالب، ستتم الدعوة لمقاطعة المنتدى بشكل كامل.

وشددت الحملة على أن المنتدى ينعقد، بينما يواصل النظام "الإسرائيلي" ارتكاب أول جريمة إبادة جماعية متلفزة في التاريخ ضد 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة، بدعم من القوى الاستعمارية الغربية، مما يستوجب عزله دوليًا وطرده من المحافل الأكاديمية.

وأشارت الحملة إلى أن قرار محكمة العدل الدولية في تموز/يوليو 2024 أكد عدم قانونية الاحتلال "الإسرائيلي" لغزة والضفة الغربية بما يشمل القدس، ودعا خبراء أمميون إلى وقف العلاقات الأكاديمية والاقتصادية مع "إسرائيل"، باعتبار استمرارها يعزز الأبارتهايد.

المؤسسات الإسرائيلية المشاركة: جامعات على خط النار

وانتقدت (PACBI) استضافة المنتدى لأكاديميين يمثلون جامعات مثل: الجامعة العبرية في القدس المقامة جزئياً على أراضٍ فلسطينية منهوبة، وتحتضن قاعدة عسكرية، وجامعة بن غوريون التي تتعاون مع جيش الاحتلال "الإسرائيلي" وتستضيف معهد الأمن الداخلي، وجامعة تل أبيب التي شاركت في تطوير "عقيدة الضاحية" المستخدمة في تدمير البنية التحتية المدنية في لبنان وغزة، إضافة إلى جامعة بار إيلان، والجامعة المفتوحة.

وأكدت الحملة أن هذه المؤسسات أدت دوراً محورياً في تلميع جرائم الحرب والتواطؤ في بناء الترسانة العسكرية "الإسرائيلية"، وأن السماح لها بالمشاركة يرسّخ صورة زائفة لـ"إسرائيل" كجزء "طبيعي" من المنطقة، ويقوّض نضال الشعب الفلسطيني.

تطبيع رسمي مقابل رفض شعبي مغربي

وانتقدت (PACBI) احتضان جامعة حكومية مغربية للمنتدى، واعتبرت ذلك دليلاً على تواطؤ النظام المغربي الاستبدادي في جرائم القمع "الإسرائيلية"، لا سيما بعد استخدام موانئ المغرب لعبور السلاح الأميركي إلى الاحتلال، والتعاقد مع شركة الأسلحة "الإسرائيلية" Elbit Systems، واستضافت قوات "إسرائيلية" في مناورات عسكرية.

وأكدت أن الجامعات المغربية، الواقعة تحت سيطرة النظام، تشهد منذ توقيع اتفاق التطبيع مع الاحتلال محاولات اختراق أكاديمي خطيرة، يقابلها رفض واسع من الطلبة والأساتذة والنقابات المغربية.

وأضافت أن هذا التطبيع الأكاديمي يتناقض مع مواقف الشعب المغربي المبدئية والداعمة للقضية الفلسطينية، والتي تجسدت في تظاهرات مليونية خلال العامين الماضيين، رفضًا للتطبيع، ومطالبة بتحرير فلسطين وتفكيك نظام الاستعمار.

وطالبت PACBI الجمعية الدولية لعلم الاجتماع بضرورة: إلغاء مشاركة الأكاديميين "الإسرائيليين" الذين يمثلون جامعات متواطئة، وفرض شروط صارمة على أي مشاركة محتملة، منها: إقرار صريح بحقوق الشعب الفلسطيني، بما يشمل حق العودة وإنهاء الاحتلال والأبارتهايد، والتزام واضح بمبدأ النضال المشترك (co-resistance) لا التعايش في ظل القمع (coexistence)، وتقديم تحقيق مستقل يثبت عدم تورط المشاركين في جرائم حرب أو تبريرها.

واختتمت PACBI بيانها بدعوة جميع الأكاديميين الفلسطينيين والعرب والدوليين إلى مقاطعة المنتدى والانسحاب منه، ما لم يتم الالتزام الكامل بالمطالب المعلنة، مؤكدة أن الاستمرار في استضافة الأكاديميين "الإسرائيليين" يجعل من الجمعية الدولية لعلم الاجتماع شريكًا في تبييض جرائم الاحتلال، ويضعها في موقع مناهض لنضال الشعوب من أجل الحرية والعدالة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد