نفّذت اتحادات العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، صباح اليوم الأربعاء 2 تموز/يوليو، سلسلة من الوقفات الاحتجاجية المتزامنة داخل مراكز العمل في جميع أقاليم الوكالة الخمسة، بالإضافة إلى رئاستي غزة وعمان، استجابة لدعوة المؤتمر العام لاتحادات الموظفين، ورفضاً "للقرارات الجائرة وغير القانونية" الصادرة عن إدارة الوكالة، خاصة ما يتعلق بالإجازات الاستثنائية بدون راتب وفصل عدد من أعضاء الاتحادات.
جاءت هذه التحركات التصعيدية بعد بيان أصدره المؤتمر العام لاتحادات العاملين، أكد فيه تمسّك الاتحادات بحقوق الموظفين، ورفضه المطلق للمساس بأمنهم الوظيفي أو حقوقهم القانونية.
وأكد المؤتمر أن المساس بالعاملين في أي من الأقاليم، خاصة في غزة ولبنان والضفة الغربية، يُعد تجاوزاً خطيراً لخطوط حمراء، وتهديداً مباشراً لرسالة وكالة "أونروا" الإنسانية.
وشدّد المؤتمر العام، الذي يضم اتحادات سورية، الأردن، لبنان، الضفة الغربية، غزة، إضافة إلى رئاستي عمان وغزة، على أن قرار وضع عدد من موظفي غزة في "إجازة استثنائية بدون راتب"، نتيجة اضطرارهم لمغادرة القطاع تحت نيران العدوان، يعد انتهاكاً صريحاً للحقوق الإنسانية والقانونية، محمّلاً إدارة الوكالة كامل المسؤولية عن تداعيات هذا القرار.
كما أدان المؤتمر فصل أعضاء اتحادات لبنان والضفة الغربية، واصفاً ذلك بأنه "إجراء تعسفي وانتقامي" جاء نتيجة ممارستهم لدورهم النقابي وقيامهم بواجبهم في الدفاع عن زملائهم.
وأكد أن هذه الإجراءات تنتهك اتفاقيات العمل، وتؤسس لحالة من الاحتقان والتمرد داخل أوساط العاملين واللاجئين على حد سواء، مؤكداً على عدة مطالب أبرزها عودة المفصولين وصرف الرواتب فوراً.
كما طالب المؤتمر العام لاتحادات العاملين في الوكالة بإعادة تفعيل رواتب موظفي غزة المشمولين بالإجازة الاستثنائية، وضمان عودتهم الفورية لأعمالهم، وإلغاء قرارات فصل أعضاء اتحاد لبنان واتحاد الضفة الغربية، وإعادة الاعتبار إليهم، ورفض فصل موظفي غزة دون محاكمة عادلة وإثبات قانوني.
إضافة إلى ذلك، طالب المؤتمر بوقف جميع أشكال التضييق النقابي واستهداف العمل النقابي المشروع، ودعوة الدول المانحة والدول المضيفة إلى الضغط لتأمين التمويل اللازم لـ"أونروا" وضمان استمرار خدماتها.
كما أعلن المؤتمر عن توجيه رسائل رسمية إلى كل من المفوض العام لوكالة "أونروا" والأمين العام للأمم المتحدة للمطالبة بوقف هذه الإجراءات.
الاتحادات الإقليمية للعاملين في الوكالة استجابة لدعوة المؤتمر العام، حيث شهدت مراكز العمل في لبنان، الأردن، غزة، والضفة الغربية وقفات احتجاجية شارك فيها عشرات الموظفين.
في لبنان، أصدر المجلس التنفيذي لاتحاد العاملين بيانًا دعا فيه إلى المشاركة في الوقفة، مندداً بقرارات الإدارة التي شملت فصل عدد من الموظفين وتطبيق الإجازة الاستثنائية، مطالباً بالإلغاء الفوري لتلك الإجراءات.
أما في الأردن، فأكد اتحاد العاملين رفضه لفصل 8 موظفين في لبنان والضفة، وتطبيق الإجازة الاستثنائية على موظفي غزة، داعياً إلى الوقفة الاحتجاجية الموحدة يوم الأربعاء، ومشدداً على التمسك بدور "أونروا" وولايتها وفق القرار 302.
وكذلك في غزة، ورغم ظروف الحرب، أعلن اتحاد الموظفين العرب التزامه بالمشاركة في الوقفة داخل مواقع العمل، مع تأكيده عدم اللجوء إلى أي خطوات تصعيدية في المرحلة الحالية، بسبب الواقع الميداني، لكنه شدد على رفضه لسياسات الإدارة، وخاصة قرار الإجازة الاستثنائية.